حياد لبنان وعدالة القضية وتجارها

حياد لبنان وعدالة القضية وتجارها

 اليان سركيس

لا أنكر ضرورة تحييد لبنان عن الصراع الواقع اليوم في غزة، بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا اقف الى جانب خيار المغامرات العسكرية وإستجلاب العدو إلى أرضنا من جديد، وهذا لا يعني على الاطلاق أنني لست مؤيدا للقضية الفلسطينية العادلة، لكنني مع تحكيم العقل وقراءة ما يمكن أن يتغير على أرض الواقع وكيف يمكن الاستفادة منه في خدمة القضية وهل بالإمكان ذلك وكيف يتحقق الأمر؟

موقفي واضح من القضية الفلسطنية المحقة منذ سنوات، لأنني عشتها منذ نضوج فكري وعقلي السياسي، وكنت اساند رفاقي الفلسطينيين عندما كنت تلميذا جامعيا وحتى اليوم لم اتقاعس يوما عن المطالبة بتحقيق العدالة والمساواة للشعوب المحتلة والمنكوبة مثل الشعب الفلسطيني اليوم، وأنا مقتنع جدا بأن علينا ان نعمل بكل ما لدينا من طاقة لمساعدة هذا الشعب الأبيّ بوجه الإجرام والاحتلال الغاصب.

لكن منذ ذلك الزمن كنت ولم أزل مع تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية لسبب بسيط جدا، لان عدونا في الداخل أكثر ظلما واجراما وخبثا ووحشية وكراهية وكذب من اعداء الخارج، هم هؤلاء اليوم، أنفسهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية منذ ذاك الزمن ومستمرون بالمتاجرة بهذه القضية الكريمة لمصالحهم الدنيئة الركيكة، وللأسف بعد الأحيان كثيرون يصدقون كلامهم وشعاراتهم الكاذبة والفضفاضة التي لا تفسر بأي مكان ولا زمان ولا تخدم القضية جملة وتفصيلا.

هذه القضية الممسوكة من عنقها، ألا يستحسن من اصحاب الشعارات البالية ان يهبوا جماعة وبلدان واحزاب وان ينظمون خطة عمل وجبهة مقاومة حقيقية لإنقاذ هذا البلد التاريخي العريق الشقيق ومعقل المقدسات لجميع الطوائف؟ الم يعرفوا بان كل هذه الشعارات لم تخدم أبدا الشعب الفلسطيني ولم تنتج إلا الفشل والدمار والقتل الممنهج والنتيجة معروفة.

ألا يستحسن من هؤلاء القابعين في بلاط “يوضاس” أن يذهبوا لمساندة المقاومة الفلسطينية التي اخترقت الجدار الفولاذي المتين وحققت ما لم تحققه كل هذه المنظومات اصحاب الشعارات والإنجازات الكاذبة والوهمية منذ اكثر من خمسة عقود من الزمن حتى اليوم.

أصبحت على يقين بان كل من يكابر بهذه القضية أصبح مكشوفا وكفى استخفاف بهذه القضية وبعقول الناس والشعوب التي فعلا تريد ان تناضل من أجل الحق والعدالة في فلسطين وفي أي بقعة في العالم، هذه هي الخطيئة والخيانة الحقيقية للانسانية وللقضية الفلسطينية، والسؤال الذي يطرح نفسة من خان بلده وسرق ماله وودائعه وشرد ابنائه وأذلهم امام المستشفيات وأمام الأفران وتاجر بلقمة عيشه، وعبث بالدولة وسرقها ودمرها وفجرها وباع حدودها ونفطها واللائحة تطول وتطول، هل هؤلاء ممكن ان يؤتمنوا على هذه قضية نبيلة ومحقة بهذا الحجم؟ أنا اقول لا والف لا، ولا اي ذرة من الثقة ولكم الحكم الاخير!

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

إليان سركيس

ناشط سياسي لبناني