إبادة جماعية:اكثر من 800 قتيل بغارة إسرائيلية على مستشفى في غزة
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
أكثر من 800 قتيل على الأقل في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.
ندد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان بقصف المستشفى، مشيراً إلى أنه كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسريا بسبب الغارات.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، الرائد محمود بصل في تصريحات لقناة “الجزيرة” تعقيبا على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بعد استهداف مستشفى الأهلى وسط غزة: “لا يوجد مكان آمن في القطاع. فالاحتلال يرتكب مجازر بحق شعبنا في قطاع غزة، المشاهد من داخل المستشفى العربي لا تُوصف نتيجة المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال مساء اليوم”. وأضاف: “الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني تعمل بكل امكانياتها لكن الحدث كبير. والمشاهد التي نراها لم نشاهدها في التاريخ، ما حدث مجزرة كبيرة بكل ما تحملها الكلمة وهي جرائم إبادة جماعية بحق شعبنا ويجب على العالم أن يتحرك. ونحن غير قادرين على تلبية الاحتياجات والمجزرة كبيرة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إنهم لا يستطيعون تلبية الاحتياجات وأن “المجزرة كبيرة”، مؤكدا أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع من القصف الإسرائيلي العشوائي.
وقال مراسل الجزيرة إن سيارات الإسعاف لم تتمكن حتى الآن من انتشال أي ضحية، وبعض الضحايا تحولوا إلى أشلاء مبعثرة. وأضاف أن الوضع كارثي وصادم ومرعب، وقال إنه من الواضح أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت وسط ساحات المستشفى الذي يلجأ إليه مئات من اللاجئين والنازحين.
وأفاد أن جثث الشهداء لا تزال تصل تباعا ويحاول المسعفون فرزها، لكن هناك صعوبة شديدة في ذلك بسبب تحوّل الكثير من الجثث إلى أشلاء يصعب التعرف عليها.
ويبدو من مقاطع الفيديو التي أظهرت لحظة تعرض المستشفى للقصف أنه تم قصفه بصواريخ موجهة استهدفت وسط المستشفى تحديدا، مما تسبب بمجزرة كبيرة مع وجود مئات من النازحين والعديد من العائلات التي تلجأ إليه بصفته مكانا آمنا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة للجزيرة إنه لا يستبعد أن يقوم الاحتلال بقصف المستشفى، مؤكدا أن غزة تُستباح عن بكرة أبيها ولا ملاذ آمنا فيها.
وقالت حركة “حماس” إن “مجزرة المشفى الأهلي وسط قطاع غزّة جريمة إبادة جماعية”. وأضافت في بيان أن “المجزرة المروّعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزّة، وارتقى خلالها مئات الشهداء والجرحى والمصابين، أغلبهم من العائلات النازحة والمرضى والأطفال والنساء، جريمة إبادة جماعية تكشف مجدّدا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأميركي والغربي لهذا الكيان الاحتلالي المجرم”.
وشددت على أنه يتوجب “على المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية تحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري، والآن وليس غدا.. لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوما”.
في المقابل، سارع الاحتلال الإسرائيلي إلى تلفيق راوية كاذبة هدف من خلالها إلى تحميل فصائل المقاومة في قطاع غزة، وتناقل عدد من المراسلين السياسيين والعسكريين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، رسائل بـ”ضرورة التحرك” في إطار جهود الدعاية الإسرائيلية لتبرير الجرائم والمجازر بحق المدنيين في قطاع غزة. وأشاروا إلى الضغوط التي تعرضت لها إسرائيل خلال العدوان الذي شنته على قطاع غزة، في آب/ أغسطس الماضي، واستهدف خلاله سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”، إثر استشهاد العشرات من جراء استهداف منازل المدنيين.
وذكروا أنه حينها تشكلت ضغوط دولية “عرّضت استمرار العملية للخطر”. وتفاخروا بأن “الهسبراه الإسرائيلية” تستجيب سريعا لتطورات الميدانية في هذه الحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وقالوا إنه “تنجح” في نسب المجزرة في المستشفى الأهلي “لفصائل المقاومة في غزة”، زاعمة أن الانفجار جاء نتيجة صاروخ داخلي أطلق من القطاع المحاصر.
في موازاة ذلك، قُتل ستة أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في مخيم المغازي للاجئين في غزة.
في موازاة ذلك كثفت إسرائيل من قصفها على القطاع، ما أدى ارتفاع عدد القتلى جراء القصف منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني إلى نحو 3 آلاف قتيل و12500 مصاب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت كتائب القسام أن غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، أسفرت عن مقتل القيادي في الحركة أيمن نوفل. وقال السكان إن وابل الغارات الجوية الإسرائيلية دمر مبنى كاملا وتسبب في سقوط عشرات الضحايا.
يذكر أن إسرائيل أعلنت الأحد الماضي أنها في حرب، غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وردت إسرائيل بتشديد الحصار على القطاع وبقصف متواصل منذ السابع تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 3 آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وحشدت إسرائيل آلافا من الجنود النظاميين والاحتياطيين على الحدود تحضيرا لغزو محتمل.
وفي ظل القصف الإسرائيلي ودعوات الجيش لإخلاء شمال غزة، نزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2,4 مليون شخص، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).
وتجمّع مئات من الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية الاثنين جنوب قطاع غزة آملين بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، المنفذ الوحيد الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل في قطاع غزة.
https://twitter.com/i/status/171434356338576629