النور المنقذ من الظلام
كاركاسون – المعطي قبال
في معرض محمد المرابطي يحتضن مركب محمد السادس الإداري والثقافي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش المعرض التشكيلي للرسام محمد المرابطي وذلك ابتداء من 19 أكتوبر 2023، حيث تقدم خلاله مجموعة من اللوحات تعرض لأول مرة ويرافقها كاتالوج فني يتضمن توقيعات شعرية أو نقدية تشكيلية على يد كل من ميشال بيتور، إدمون عمران المالح، طلال المعلا، رجاء بنشمسي، أدونيس، خالد الساعي، المعطي قبال، موريس أراما، مصطفى النيسابوري.
يمكن القول أن إقامة معرض تحتضنه وترعاه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هو في حد ذاته حدث ثقافي وفني في غاية الأهمية ويحمل رمزية تكمن في رد الاعتبار لمكانة الفنون البصرية داخل رحاب الثقافة الإسلامية التي سطعت بقوة في مجالات الخط العربي، النحت، الهندسة والمعمار وهي فنون تتداخل بشكل وثيق مع الفنون التشكيلية. هذا علاوة على أن النتاج التشكيلي لمحمد المرابطي يتوافق مع روح المعتقد الإسلامي الشعبي من أضرحة وأولياء صالحين، يتزاوج أيضا مع روح المقابر وأصوات الموتى، مع أطياف الصوفيين الذين هم الذاكرة الحية لمراكش ونواحيها.
ويعتبر مشغل المقام الذي يقيم ويعمل به المرابطي بمثابة خلوة المريد. وتقدم لنا سلسلة لوحات هذا المعرض احتفائية استيتيقية بالأمكنة عبر أشكال يطغى عليها البعد العمودي وكأنها ترنو وتخاطب الخالق. وهذا ما أكد عليه أحمد توفيق في كلمة التقديم مشيرا إلى أن «العنصر المحوري في عمل المرابطي، يعبر عن عمودية الأشكال باعتبارها منشآت تفرزها الثقافة من أجل ترسيخ النموذج الأمثل للإنسان في طريقه نحو السمو عبر محبة الله ومخلوقاته».
الشكل العمودي لا ينفي أشكالا أخرى مثل الشكل النصف الدائري الذي تتخلله شموع إما مشتعلة وإما منطفئة، هي قربان للولي الصالح. ما يمنح لهذه اللوحات جاذبية كبرى هي كيمياء الألوان التي تتدخل كعامل مشع لإضاءة عوالم ومجالات اللوحة. لذا يعتبر هذا العمل إنارة قوية في زمن قاتم. وتبقى أنوار الروح هي المنقذ من الظلام.