المعارضة الجورجية ونهج “المواجهة الثورية”
د.خالد العزي
أعلن رئيس جورجيا السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي عودته إلى السياسة. ودعا إلى توحيد جميع القوى الأوروبية الوطنية المناهضة لروسيا، بما في ذلك، أولاً حزب الحركة الوطنية، الذي يسعى إلى هزيمة نظام حكم الأوليغارشية الروسي بزعامة (بيدزينا ايفانيشفيلي).
أشار ماموكا مدينارادزه، رئيس كتلة حلم جورجيا البرلمانية، إلى أن “ساكاشفيلي، قبل الإدلاء بتصريحات حول العودة إلى السياسة، يجب على الأقل استعادة الجنسية الجورجية. ويجب عليه أولاً التقدم بطلب للحصول على الجنسية الجورجية، بالمعايير المناسبة، ثم ربما نأخذ الأمر على محمل الجد. الآن هذا هو محض علاقات عامة مزيفة. الى أين يعود، كيف يعود بشكل عام، ماذا فعل عندما عاد، الآن، إذا عاد سياسيا، ماذا سيفعل؟ إنه مجرم”. ويضيف: “بصراحة إنه سيكون مفيدًا للحلم الجورجي إذا عاد”، ورد ماموكا مدينارادزه على رسالة ساكاشفيلي حول العودة إلى السياسة الجورجية بعد عام من قوله إنه لم يعد مهتمًا بها.
إن العودة للممارسة السياسية العلنية في جورجيا من قبل الرئيس السابق عبر البيان الذي نشره على الشبكة الاجتماعية، وقال فيه: “لا ينبغي أن ننتظر فوز أوكرانيا بأيادي مطوية، يجب أن نجعلها أقرب بنشاط من خلال أفعالنا المبتكرة والشجاعة. أدعو جميع القوى الوطنية المعادية لروسيا في أوروبا إلى التوحد، بما في ذلك، أولاً وقبل كل شيء، حزب الحركة الوطنية الذي أسسته الذي يؤكد على ان الوضع في الدولة يزداد سخونة والمواجهة السياسية بين السلطات والمعارضة تتصاعد. وخاصة أن ساكاشفيلي أطلق على نفسه لقب “أسير حرب شخصي” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
في رأيه، اعتقلته السلطات الجورجية لتقديمه المساعدة للسلطات الأوكرانية بعد عام 2014 بحيث أمر الرئيس بوتين الأوليغارشي إيفانيشفيلي، الذي عينه في السلطة في جورجيا، ومنحه ملياري دولار، برفع دعاوى جنائية ضده”.
وبدوره ساكاشفيلي وصف الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي، التي رفضت العفو عنه بانها دمية ايفانيشفيلي، التي يستخدمها للتحدث مع الغرب وأوكرانيا”. وحث ساكاشفيلي الأوكرانيين على “عدم خداعهم وعدم الانصياع لتصريحات زورابيشفيلي”، لأن “تعاون إيفانيشفيلي النشط مع الروس في قضية الالتفاف على العقوبات هو وراء حديث هذه المرأة الفارغ”.
الجدير ذكره أن ميخائيل ساكاشفيلي قُبض عليه بعد أن عبر بشكل غير قانوني حدود جورجيا وفي خريف عام 2021. تدهورت صحته في السجن. في الشهر الخامس من العام 2022، تم نقل السياسي للحلاج في تبليسي. حيث يتوافق أكثر من 20 طبيبا غربيًا إن حالته خطيرة، وتبرر السلطات الجورجية بانه يرفض تلقي العلاج.
ويمكن القول ان جورجيا تعيش حالة من الصراع المباشر بين الموالاة السلطة الحاكمة والمعارضة وباتت العلاقات المتوترة بينهما تؤشر الى حالة من المواجهة المباشرة وتشهد حدوث حوادث مقلقة بينهما على الاستقطاب السياسي المستمر في جورجيا، والذي يطالب الاتحاد الأوروبي بالتغلب عليه. حيث أظهرت السلطات مرارا أن توصية الاتحاد الأوروبي هذه لا يمكن تنفيذها بسبب المعارضة التي تتوقع عودتها الى السلطة بطريقة ثورية حيث تتصاعد الواجهة بينهما باستمرار.
وفي نهاية الشهر الماضي من هذا العام، دعا وزير الخارجية الجورجي إيليا دارشياشفيلي نواب المعارضة إلى التوقف عن استخدام الخطاب المناهض للدولة والإضرار بالبلاد بسبب الطموحات الشخصية. ووفقا له، فإن السلطات تتعامل بنجاح مع مهام التكامل الأوروبي.