الهول في غزة: غارات عنيفة في ليلة انقطاع الانترنت ولا من مخبر عن الضحايا

الهول في غزة: غارات عنيفة في ليلة انقطاع الانترنت ولا من مخبر عن الضحايا

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

مرت ليلة السبت ـــ الأحد على قصف مهول وغارات إسرائيلية مجنونة قتلت المزيد من الضحايا معظمهم من الأطفال الذين لا ناقة لهم ولا جمل، غارات كشفت للعالم وجه الصهيونية والنظام العنصري الذي لا يعيش الا على الدم.

آخر حصيلة لعدد الشهداء والإصابات أعطتها وزارة الصحة في غزة، عصر اليوم كانت كالتالي: 7703 شهيدا، بينهم أكثر من 3595 طفلا و1709 سيدات و397 مسنا، وإصابة 18484 شخصا، إضافة إلى نحو ألفي مفقود تحت الأنقاض، و825 عائلة أبيدت بالكامل.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن الاحتلال “ارتكب خلال الساعات الماضية 53 مجزرة راح ضحيتها 377 شهيدًا، غالبيتهم من النازحين الذين أرغمهم الاحتلال على التوجه إلى جنوب قطاع غزة زاعمًا أنها مناطق آمنة”.

تدمير أنفاق وبنى تحتية لــ “حماس” 

واستمر انقطاع شبكتي الاتصال والإنترنت كليا في غزة، بالتزامن مع اشتداد الغارات الإسرائيلية، منذ أن أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن توسيع التوغّل البري في قطاع غزة، مساء أمس الجمعة فيما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن هذا التوغل ليس الاجتياح البري الذي يعرفه الجميع، وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن قواته التي اجتاحت قطاع غزة خلال الليل لا تزال في القطاع.

واستهدف الجيش 150 موقعا تحت أرضي شمالي قطاع غزة، وفيها دمّر أنفاقا تابعة لـ”حماس” واستشهد مقاتلون من “القسام”، على حد زعمه في بيان.

وبينما ادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان، اغتيال  قائد القوة البحرية في لواء غزة في “حماس”، راتب أبو صهيبان، الذي كان مسؤولا عن التسلل البحري إلى “زيكيم” منذ عدة أيام، كما أعلن الجيش وجهاز الأمن العام “الشاباك”، صباح اليوم السبت، في بيان، أنه تم اغتيال رئيس القوة الجوية في “حماس”، عصام أبو ركبة.

من جهتها، أعلنت كتائب “القسام” عن اشتباك مقاوميها مع قوات الجيش الإسرائيلي المُقتحمة، فيما واصلت إسرائيل قصف مناطق عدة قرب السياج الأمني شرقي قطاع غزة.

وبعد ظهر اليوم دوت صافرات إنذار في تل أبيب وفي غلاف غزة، وأعلنت كتائب “القسام” عن قصف قاعدة زيكيم العسكرية برشقة صاروخية ردا على المجازر في حق المدنيين.

هذا واستُشهد عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم السبت، إثر قصف صاروخي من طائرات حربية إسرائيلية، على أحياء سكنية في عديد المناطق في قطاع غزة، يعد الأعنف منذ بدء العدوان. وأفادت مصادر طبية عن استشهاد العشرات وعشرات المفقودين تحت الأنقاض منذ ليل الجمعة – السبت.

وبحسبها استشهد أكثر من 25 مواطنا، وأصيب العشرات بجروح، في قصف إسرائيلي مكثف وسط قطاع غزة، وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى، ولا زال هناك العشرات من المفقودين تحت الأنقاض. وأفادت أن عدد من المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى الاندونيسي، إثر قصف منزل مأهول في مخيم جباليا.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر في خان يونس ان هناك مواطنيين يضطرون للسير على الأقدام مسافات كبيرة تحت القصف للإبلاغ عن حالة إسعافية.

من جهته، قال رئيس منظمة الصحة العالمية أن “التقارير عن القصف المكثف في غزة مؤلمة جدًا ولا يمكن إيجاد مأوى آمن. وانقطاع التيار الكهربائي يجعل من المستحيل على سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى”.

واشار مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئينإلى ضرورة “وقف إطلاق النار في غزة فقتل المدنيين وقصف المستشفيات لن يجلبا السلام”.

من جهتها، حملت “الخارجية المصرية”،  إسرائيل مسؤولية انتهاك القرار الأممي المطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ هدنة إنسانية في غزة”.

وفي موضوع الأسرى، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق الذي يزور موسكو، أن الحركة الفلسطينية تحاول تحديد مكان وجود ثمانية رهائن يحملون الجنسيتين الروسية والإسرائيلية تمهيدا للإفراج عنهم. وقال لـــ “وكالة ريا نوفوستي” الروسية: “نبحث الآن عن الاشخاص الذين أشار اليهم الجانب الروسي. إنه أمر صعب، لكننا نبحث. وسنفرج عنهم ما أن نعثر عليهم”. وأضاف “نبدي اهتماما كبيرا بهذه القائمة ونتعامل معها بعناية لأننا نعتبر روسيا صديقا قريبا جدا”.

هذا وقال أهالي الأسرى الإسرائيليين، صباح اليوم، إننا “قضينا الليلة بقلق بالغ ونطالب بلقاء نتنياهو وغالانت وكابينيت الحرب فورا”، وذلك إثر تصعيد التوغل البري وكثافة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

ملف الأسرى وتعقيداته

من جهة ثانية، أوضح عدد من المسؤولين الإسرائيليين لموقع “أكسيوس” أن قرار توسيع العمليات البرية في غزة اتخذه مجلس الحرب الإسرائيلي مساء الخميس بعد وصول المباحثات بشأن إطلاق محتمل لسراح المحتجزين من قبل حماس في غزة إلى طريق مسدود.

بدورهما رأى مسؤولان مصريان أن القصف الإسرائيلي المكثف جاء كمحاولة للضغط على حركة حماس من تقديم تنازلات في مفاوضات الرهائن، وفق “وول ستريت جورنال“.

وكانت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة انطلقت يومي الخميس والجمعة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل لحول ملف الأسرى، حسبما ذكر مسؤولون مطلعون على المحادثات قبل أن تكثف إسرائيل قصفها لقطاع غزة.

لكن خلال المفاوضات، التي توسطت فيها قطر ومصر، طالبت الحركة بوقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الوقود، مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى المدنيين، وفقا للمسؤولين. إلا أن إسرائيل رفضت هذا الطلب مجددا.

جاء هذا بعدما انهارت جولة سابقة أيضا من المفاوضات جراء رفض تل أبيب الموافقة على دخول الوقود إلى القطاع المحاصر، مخافة أن يستخدمه مقاتلو القسام الجناح المسلح لحماس.

يذكر أن الفصائل الفلسطينية تحتجز نحو 250 أسيرا، بينهم ضباط وجنود، بحسب ما أعلنت حماس سابقا. فيما أفاد الجيش الإسرائيلي أمس بوجود 229 أسيراً داخل غزة.

وفي المواقف أيضا قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن “العدو تلقى ضربة مفاجئة وغير مسبوقة خلال عملية طوفان الأقصى، وحماس تملك الأفضلية القتالية في العمليات البرية وإسرائيل غير قادرة على مواجهتها، وفي حال شنت القوات الإسرائيلية هجوما بريا على غزة فسيتم دفنها هناك”.

من جهة أخرى، أوردت تقارير صحافية إسرائيلية ومنها موقع “واينت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، صباح اليوم أن جيش الاحتلال قرر أن يربط تقدّمه بالتوغل البري للقطاع مقابل “تقديم مساعدات إنسانية”، غذاء ودواء، من مصر إلى غزة ولكن ليس قبل فحص إسرائيلي للإغاثات.

وأوضح التقرير أن إسرائيل لا زالت تعترض على السماح بدخول الوقود والمحروقات إلى القطاع من أجل تشكيل ضغوطات على “حماس” لتقديم تنازلات في موضوع تسريح الأسرى الإسرائيليين المدنيين.

غارات وتوغل والعملية مستمرة

يذكر ان الغارات العنيفة والفتاكة على مناطق القطاع شمالاً وجنوباً، شاركت فيها نحو 100 طائرة بحسب ما أكد الجيش الإسرائيلي، مستهدفة 150 هدفاً تحت الأرض.

كما توغلت مجموعات من قواتها البرية داخل القطاع عبر 3 محاور، من بيت لاهيا وبيت حانون وشرق البريج، واشتبكت مع عناصر من كتائب القسام الجناح المسلح لحماس.

وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، أن العملية مستمرة وأن قواته التي دخلت شمال غزة لا تزال في الميدان، في اختبار على ما يبدو “للاجتياح” المرتقب وفق ما رأى عدد من الخبراء والمحللين العسكريين.

فيما أكدت حركة حماس أن مقاتليها في غزة مستعدون لمواجهة الهجمات “بقوة كاملة” بعدما وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية. كما أشارت إلى أن “كتائب القسام تتصدى وتحبط التوغلات”.

وكانت القسام، أفادت في وقت متأخر أمس الجمعة أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة وفي البريج بوسط القطاع.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في إفادة بثها التلفزيون مساء أمس أن القوات البرية وسعت عملياتها”، ونفذت ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها حماس وغيرها من البنية التحتية.

في حين أفاد المركز الفلسطيني للإعلام في ساعة مبكرة من اليوم بأن الطائرات الإسرائيلية أطلقت قنابل الفوسفور الأبيض على وسط غزة.

قطع الاتصالات

وعلى وقع القصف العنيف جوا وبراً على غزة، أعلنت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن خدمات الإنترنت والهاتف انقطعت نتيجة القصف الإسرائيلي.

وقال الهلال الأحمر إنه فقد تماما كافة الاتصالات مع غرفة عملياته في غزة وكذلك فرقه العاملة هناك. فيما أعلنت الحكومة التي تديرها حماس في القطاع أن فرق الإنقاذ لا تستطيع تلقي اتصالات الطوارئ.

بدورها أكدت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في غزة “انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع القطاع “.

كذلك، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنها لم تتمكن من الوصول إلى بعض الزملاء الفلسطينيين، وأعربت عن قلقها بشكل خاص على “المرضى والطاقم الطبي وآلاف العائلات التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى“.

وكشفت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أيضا أن المنظمة لم تعد قادرة على التواصل مع موظفيها في غزة. وكتبت على موقع إكس “أنا قلقة للغاية بشأن سلامتهم وليلة أخرى من الرعب الذي لا يوصف لمليون طفل في غزة. يجب حماية جميع العاملين في المجال الإنساني والأطفال والأسر الذين يخدمونهم”.

يذكر أنه إلى جانب القصف العنيف على قطاع محاصر ومكتظ بالسكان، قد يشكل قطع الاتصالات والإنترنت كارثة انسانية إذ يمنع التواصل بين الفرق الطبية والإسعاف لنقل الجرحى والمصابين، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، ويرفع عدد القتلى بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الأممية والإنسانية. كما يدفع بآلاف الفلسطينيين إلى قعر اليأس والقلق لعدم تمكنهم من التواصل فيما بينهم من أجل الاطمئنان على عائلاتهم. وتمنع تلك الخطوة كذلك، أو تحد من نشر المعلومات حول العالم عن التطورات التي تجري على الأرض داخل القطاع، وحجم الأضرار البشرية والمادية.

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة