حوار الصين ــ الولايات المتحدة والصراع المستقبلي

حوار الصين ــ الولايات المتحدة والصراع المستقبلي

د.خالد العزي

أنهى وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارته إلى واشنطن، حيث بحثت الولايات المتحدة والصين عن ما هو مهم ومشترك بينهما ، “المصالح المشتركة المهمة” تشجع الولايات المتحدة والصين على الانخراط في الحوار والتعاون، مهما بدت الخلافات بين البلدين جدية. وتبين أن هذا هو الموضوع المحوري لجميع الاجتماعات في إطار زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى واشنطن، والتي تمت  قبل وقت قصير من انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في سان فرانسيسكو، حيث قد يجتمع الزعيمان الأمريكي والصيني جو بايدن وشي جين بينغ للمرة الثانية.

وبالمناسبة لم يتم الإعلان عن البرنامج الكامل لزيارة وانغ يي مسبقًا لواشنطن . وهكذا، نشرت وسائل الإعلام الأمريكية في اليوم السابق معلومات تفيد بأن الوزير الصيني قد يجتمع أيضًا مع جو بايدن. في غضون ذلك، لم يؤكد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الصينية ذلك سواء. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إلى أنه “سيتم نشر المعلومات ذات الصلة في الوقت المناسب”.

لقد كان من بين النقاط الرئيسية في برنامج كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، بتاريخ 27 تشرين الأول /اكتوبر  الاجتماع مع مستشار الأمن القومي الرئاسي الأمريكي جيك سوليفان. تحدث منسق مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للاتصالات الإستراتيجية جون كيربي عن موضوعات المحادثة مسبقًا. “ليس هناك شك في أن جزءا من جدول أعمال هذا الاجتماع سيكون ما يحدث في الشرق الأوسط، وجهة نظر الصين (حول حرب إسرائيل مع حماس)، فضلا عن فرص تشجيعها (السلطات الصينية) للعب دور بناء أكثر (في عملية خفض التصعيد)”.

ووفقا لذلك تعلق واشنطن آمالا كبيرة على نفوذ الصين على دول منطقة الشرق الأوسط. وخاصة بالنسبة لإيران، التي تعتبر الصين الشريك التجاري الرئيسي لها. لان هدف واشنطن هو التأكد من أن طهران لن تدخل في مواجهة بين إسرائيل وحماس.

بالرغم من  مواقف الولايات المتحدة والصين يختلف بشأن هذا الصراع بشكل ملحوظ، لذلك لم يكن الأمر يستحق الاعتماد على تقارب كبير.  لقد أجرى وانغ يي مؤخرًا محادثات هاتفية مع وزيري خارجية فلسطين وإسرائيل. وقال للجانبين إن الصين تعارض بشدة أي عمل يضر بالمدنيين وينتهك القانون الدولي. لكن هذا كان بالأحرى نداءً للجانب الإسرائيلي: إذ دأبت بكين على الدفاع باستمرار عن مصالح الفلسطينيين في السنوات الأخيرة.

وتبين بعد ذلك أن الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية كانت مقيدة بنفس القدر. وجاء في البيان الختامي: “ناقش وزير الخارجية والوزير وانغ يي عددًا من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك معالجة مجالات الخلاف وإيجاد مجالات التعاون المختلفة في مجالات متنوعة .

 وأعرب الدبلوماسي  الصيني عن أمله في أن تتمكن الصين والولايات المتحدة، من خلال هذا التفاعل، من إعادة العلاقات “إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة والمستدامة”. و أوضح أن التصريحات القاسية ستظل تُسمع من وقت لآخر، “لكن الصين تتعامل مع الأمر بهدوء”: “نحن نعتقد أن الصواب والخطأ لا يحددهما من يملك اليد الأقوى أو الصوت الأعلى، ولكن بواسطة من”. الذي يتصرف وفقا لأحكام القانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية”. وأضاف الوزير في ختام الجزء المفتوح من اللقاء: “نحن على ثقة بأن التاريخ سيعطي حكمه العادل في النهاية. وأنا واثق من أن مناقشتنا ستكون بناءة وبعيدة النظر”. بينما  اكتفى وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن بالقول إنه يوافق على كلام ضيفه.

اذن تحتاج الصين والولايات المتحدة إلى إجراء حوار على وجه الخصوص بشكل معمق بسبب كثير من الأمور التي باتت تستوجب الحوار والنقاش  بين الطرفين .

لذلك سنرى بان الدولتان  يستعملان بشتى الطرق  الى حصر الخلافات بينهما وعدم تصديرها للعلن ولكن ستبقى المنافسة  الاقتصادية بينهما قائمة  ومستمرة  ولن يتغير شيء بتصرفاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية لكن سيحضرون الخلافات والعمل على احتواء الصراع  بكل الإمكانيات المعمول بها لدى الطرفان والعمل الدائم على  فتح قنوات الحوار والتواصل وتعميد طرق البلدين بالزيارة المستمرة للقادة والمسؤولين  وربما زيارة وزير الخارجية الصيني للولايات  المتحدة قد مهدت الطريق امام زيارة الرئيس الصيني القادمة الى واشنطن في نوفمبر  القادم .

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني