ملاحظات تحليلية بين الإفتراض والواقع والتضليل
فراس ياغي*
أمريكا وفق وسائل الإعلام ابلغت اسرائيل بما يلي
١- الانتباه بشكل جيد للمحتجزين..يعني اخذها بعين الإعتبار والقصد تبادل للاسرى، أساسه المدنيين وهناك تواجد امريكي في دولة قطر يتابع ذلك.
٢- خطة الدخول البري غير جيدة وهذا يؤكد التخوف من الدخول البري لغزة اي هناك إرتعاش من هزيمة اكبر من السابع من أكتوبر “تشرين اول”.
٣- الإنتباه بشكل جيد للمساعدات الإنسانية وهذا ناتج عن ضغوطات الراي العام الدولي والإقليمي ومن هول الذي يتم بثه من غزة من مجازر وإبادة
٤- لكنهم للأسف لم يطلبوا منهم مطلقا وقف اطلاق نار دائم، بل التوجه لوقف اطلاق نار تحت مسميات هدن إنسانية، وقد يكون ذلك لما يسمى “تمييع الوقت” بهدف إمتصاص الغضب في إسرائيل لأجل وقف اطلاق نار دائم
٥- الذي يجعلنا لا نصدق التوجهات الامريكية وان لديها خطة أخرى للمنطقة تحت يافطة “الشرق الاوسط الجديد” الذي بشر فيه نتنياهو هو طبيعة الإنتشار الأمريكي في المنطقة والذي يوحي بانهم يستعدون جيدا لحرب في المنطقة ككل، رغم ان ذلك لن يكون في صالحهم
٦- كل مراكز أبحاثهم ومراكز الأبحاث الإسرائيلية تضع سيناريوهات لما بعد انهاء حماس والمقاومة عسكريا وسياسيا كما يعتقدون وهم واهمون، تجمع على حكومة مؤقته بإشراف أممي وعربي من دول اتفاقية ابراهيم، شرط ان يستلم الجهاز المحلي للامن ضابط مغربي، والإقتصاد من حيث اعادة البناء وغيره دول الخليج…وهذا لمدة ثلاث سنوات، يقولون عنه مؤقت وهو سيصبح دائم، بما معنى انهم قبروا حل الدولتين في رمال غزة.
٧- لكن مهما كان المطروح فإن اسرائيل لن تقبل بأي حلول دون وجود منطقة عازلة بين غزة والمستوطنات في غلاف غزة.
أخيراً، بين الإفتراض والواقع والتضليل فكل شيء مرتبط بالميدان ونتائج المعركة، فإذا ما نزلت إسرائيل عن الشجرة بما يتعلق بأهداف عدوانها ووافقت على وقف اطلاق نار دائم وتبادل اسرى فنحن امام مشهد انتصار لن يكون مكتمل ولكنه سيؤسس لحضور جيو سياسي فلسطيني على ارض الواقع ونظام سياسي فلسطيني جديد يحل بشكل كامل محل القديم المهتريء وسيسبقه مرحلة مؤقته، اما إذا بقيت إسرائيل على تعنتها ووافقت فقط على هدن إنسانية، فنحن نتحدث عن معركة كبرى ستحرق المنطقة ككل وقد تمتد خارج حدودها وتؤسس لموازين قوى جديدة، أساسها تضرر مجمل المصالح الامريكية.
لكن ضمن متابعتي للشأن الإسرائيلي فكل ما يتم الحديث عنه مجزوء ولا يمثل مطلقا التوجهات والأهداف، وهي لن تقبل بأقل من تغيير كامل للحكم في غزة ونزع سلاح المقاومة وفرض منطقة عازلة، خاصة ان كل ما يتم تناقله في وسائل الإعلام سيؤدي لإنتحار نتنياهو الذي سيذهب للسجن، هو ووزارءه، لذلك أعتقد ان كل ما يحدث ليس سوى سياسة تضليلية هدفها اولا واخيرا المماطلة بالذات مع دول الإقليم وتضليلية للمقاومة التي يصلها ردود عبر هذه الدول، في حين امريكا واوروبا يعرفون الحقائق ولا يهتمون سوى ب “الهدن” الإنسانية والاسرى المدنيين
ختاما, مجلس الحرب وحديث عضوه الوزير غانتس بالأمس كان واضحا، المهم الإنتصار مهما طالت المعركة، اي ان الأهداف لا تزال قائمة ويسمح فقط بالمناورات السياسية التي تخدمها وتؤدي لتضليل الطرف الآخر، لذلك غزة ستبقى تحت الذبح والنار والتدمير، بل سيتصاعد ذلك ليصل لمواقع لا احد يتوقعها ولكن إسرائيل تخطط لفعلها كما “مستشفى الشفاء” و “مقر بلدية غزة” لانها تريد تسوية القطاع كله بالأرض لجعله منطقة غير قابلة للعيش كمقدمة للتهجير بعد ان اوقفت مصر ذلك، لكن لا يعني ذلك قد انتهى عن الأجندة الإسرائيلية وهذا الحد الأقصى، في حين الأدنى هو منطقة عازلة
وفقا للسياق أعلاه أعتقد ان أمريكا حسمت امرها وهي تعمل على توسيع نطاق المعركة لتشمل الإقليم ككل رغم كل التصريحات الصادرة عنها بأنها جاءت بأساطيلها وجيشها لمنع توسع المعركة، ولكن عندما نرى اساطيل بريطانية وجيش فرنسي وحتى استرالي وألماني وإيطالي، وذخائر لإسرائيل حتى من التشيك، فهذا يشير إلى الواقع الحقيقي الذي تخطط له أمريكا
أمريكا تريد حرق المنطقة وإسرائيل بدأت ذلك في غزة، وهي تشارك في السيطرة والتحكم والتخطيط والمشاركة الفعلية ومعها دول النفاق الاوروبي “بريطانيا وايطاليا وألمانيا وفرنسا”، بل إن من يقود فعليا المعركة هم جنرالات من أمريكا على رأسهم المدعو “جيمس غلين” ولقبه “سفاح العراق”، وهذا يؤكد على النية المبيته من قبل التحالف السداسي الإسرائيلي الامريكي الأوروبي الذي يستهدف منطقة غرب آسيا، وغزة وجنوب لبنان في قلبها
كاتب ومحلل سياسي*