هل يتجرع خامنئي السم ويرمي أوراقه ليبقى فزاعة العرب؟!

هل يتجرع خامنئي السم ويرمي أوراقه ليبقى فزاعة العرب؟!
 
حسين قاسم
هل يتجرع خامئني السُّم كما تجرعه سلفه الخميني، ام تُمرِّر ايران هذه الجولة الى معركة اخرى بظروف افضل لها؟

لم تشن ايران الحرب على العراق، بل أن الرئيس العراقي صدام حسين هو من امر بشن حرب شاملة على جمهورية الثورة الاسلامية الفتية في العام ١٩٨٠. بعد ثماني سنوات من اندلاعها وافق الخميني على وقفها بعبارته الشهيرة، “ويلٌ لي.. أنا أتجرّع كأس السُّم.. كم أشعر بالخجل لموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق، عبر الموافقة على قرار مجلس الامن الدولي رقم ٥٩٨”. سبق ذلك تفوق منطق تصدير الثورة الايرانية الى العالم، ومن تلك اللحظة بدأت التدخلات الايرانية في الاقليم.
على أثر تحرير الكويت من نظام صدام في العام ١٩٩١، نشبت انتفاضة في جنوب العراق، دُعيت بالانتفاضة الشيعية، سمحت اميركا لصدام بقمعها وسط صمت ايران ووقوفها متفرجة على ما حلَّ بالشيعة هناك، فلم يكن لها مصلحة بذلك، ولم تكن العلاقة مع واشنطن قد نضجت وتطورت كما حصل لاحقاً.
ليست ايران هي من قامت بالهجوم على اسرائيل في تموز من العام ٢٠٠٦، بل الكيان الغاصب هو من شن العدوان على لبنان، وجماعتها تصدوا للغزاة، ولو كان ذلك رداً على عملية خطف جنود للاحتلال.
ليس الجيش الايراني هو من دخل مع الدبابات الاميركية لاجتياح العراق في العام ٢٠٠٣، بل جماعتها وهي اكتفت بتقديم التسهيلات المختلفة للقوات الأميركية الغازية نتيجة صفقة بينهما للاطاحة بعدوها الاول صدام حسين.
وهذا النهج انطبق على التدخلات الايرانية في عموم الاقليم، خاصة في اليمن وسوريا ولبنان. علماً ان تدخلها الابرز كان في سوريا عبر حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية، وعندما شعرت بالخوف على النظام السوري من السقوط، لم تتدخل مباشرة بل شجعت النظام على طلب العون الروسي وهي تعلم انها ستتخلى عن جزء من نفوذها في سوريا.
بيد ان المنطق الذي حكم العقل الايراني الاستراتيجي هو عدم الدخول المباشر بالحروب بل التدخل عبر أذرعها، وقد كلفها ذلك المليارات من الدولارات لبناء اذرع قادرة وقوية واستثمرت بها طويلاً حتى صارت قوة ايران بأذرعها أكثر من قوتها الخاصة.
استثمرت ايران في المجال الاسلامي السني، وكان عنوانه الابرز هو محاربة العرب والعروبة، واتخذ له مجالاً رحباً في الوضع الفلسطيني لِما للقضية الفلسطينية اهمية في الوجدان العربي، وقد تركز على تقسيم القرار الوطني الفلسطيني ليلتقي مع العدو الاسرائيلي في منتصف الطريق ليستأنسا معاً لعبة القط والفأر، فكانت هذه اللعبة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حقه في إقامة دولته المستقلة. واذا قفزنا فوق التطورات التي رافقت هذا المسار تاريخياً حتى اليوم، في محاولةٍ للدخول في سَبْرِ أغوار العقل الايراني الراهن لمعرفة كيف سيتعاطى مع الحرب التي تدور رحاها في غزة، وإذا أخذنا بالاعتبار السرد الذي ورد اعلاه نستنج ان ايران لن تدخل في الحرب الراهنة، ولن تغامر بذراعها الاقوى في الاقليم وعنيت به حزب الله. فهي تحتفظ به لليوم الاسود الايراني الذي لم يحن أوانه بعد. لا سيما ان الاتجاه السائد لتفسير ما حصل ليلة السابع من اكتوبر عند اكتساح غلاف غزة بأن لا علاقة لايران به، وان حركة حماس هي حالياً حليفة لها وليست تابعة، وان حركة وزير خارجيتها في الشرق الاوسط هي محاولة منها لرمي الاوراق التي تملكها على طاولة المفاوضات التي بدأت مع بدأ الحرب الغزاوية، وفي هذا الإطار يُسجل لحائك السجاد طول الأناة، وكما يقول المثل العراقي “سقوط الف ورقة شجرة ولا تسقط الشجرة”.
وبالتالي هل يتجرع خامئني السم وهو ليس اهم من مؤسس الجمهورية الاسلامية، ويبدأ برمي الاوراق واحدة تلو الاخرى، لا سيما انه يعرف ان اميركا والغرب يريدون بقاء نظامه فزاعة للعرب ويكتفي بذلك ليعود ثانية بعد حين؟ تفيد الاستراتيجية الايرانية انه سيختار هذا السياق وهو حالياً في مرحلة محاولة كسب بعض الارباح الاضافية على حساب الدم الفلسطيني والحقوق العربية
 
Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين قاسم

ناشط وكاتب سياسي لبناني