مهمة هوكشتاين .. المفاوضات حول الأسرى ودور عباس إبراهيم
حسين عطايا
يوم الاثنين في السادس من تشرين الثاني – نوفمبر ، ورد اتصال ببعض المسؤلين اللبنانيين بأن كبير المستشارين في البيت الابيض اموس هوكشتاين سيصل صباح الغد ، الى بيروت ، وبالفعل في اليوم التالي صباحاً ، وصل هوكشتاين واجرى مجموعة لقاءات ، كان اولها مع رئيس مجلس النواب – نبيه بري ، ومن ثم التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال – نجيب ميقاتي في السرا يا الحكومية، وزيارته الثالثة كانت في اليرزة لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وفي كل زياراته ولقاءاته رافقته السفيرة السفيرة الامريكية في بيروت دوروثي شيا .
ولكن الزيارة الابرز والاهم في جولته ولقاءاته في بيروت ، هي زيارة المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم .
فهذا اللقاء مع اللواء ابراهيم كان مُختلفاً في الجوهر والتوقيت وذات اهمية كُبرى ويرقى الى مستوى اهم وارفع من لقاءاته مع كل من زارهم والتقاهم خلال جولته هذه ، حيث انه الموضوع الذي يكتسب الاهمية الكُبرى في زيارته لبيروت في هذا التوقيت بالذات ، لان الموضوع يصل لمستوى عالي من الاهمية التي تعول عليها الادارة الامريكية والتي كانت استكمالاً للبحث الجدي والدور الذي يقوم به اللواء ابراهيم على مستوى النقاش في موضوع الرهائن والاسرى الذين هم في ايدي قوات القسام التابعة لحركة حمـاس في غـزة ، منذ السابع من اوكتوبر الماضي ، وهو ما تُركز عليه الادارة الامريكية في هذه المرحلة لتحرير اسراها واستعادتهم قبل ان يحصل ما هو غير محسوب في ظل العـدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والدخول البري ، بالاضافة لموضوع تبريد الجبهة الجنوبية .
من هنا تكمن اهمية الزيارة للبنان وفي هذا التوقيت بالذات فلقاء اللواء عباس ابراهيم بكونه يضطلع بمسؤولية في هذا الملف وله اتصالاته وهو يُعتبر من الاهم في هكذا ملفات وله علاقات واسعة مع كل من حـزب اللـه وحركة حمـاس ، وبالتالي قد ينجح في هذا الملف كما نجح من قبل في ملفات مُشابها قام بها فيما مضى .
إن الدور الذي يضطلع به اللواء عباس إبراهيم ومستوى العلاقات والثقة التي تتوفر فيه من قِبل الاطراف ذات الشأن تؤهله للعب ادوار رئيسية ومهمة، على الرغم من انتهاء مهامه في المديرية العامة للأمن العام .
لهذا ، اتت زيارة الموفد الامريكي لبيروت لمتابعة ملف الاسرى والرهائن الامريكية ، وليس كما أُشيع عن متابعة ملف الحدود البرية ، والتي كان لهوكشتاين دوراً مهماً وفاعلا ، كما للواء ابراهيم في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ، وزيارته ولقائاته لكل من الرئيسين بري وميقاتي والعماد قائد الجيش ، كانت خلالها المواضيع الذي جرى التطرق اليها عامة وذات صلة بملف الحدود الجنوبية وضرورة السعي لتبريد الجبهة الجنوبية، رغم معرفة هوكشتاين واللبنانيين عموماً ان الدور الابرز في هذا الموضوع لحزب الله ، وبالتالي اتى اللقاء مع اللواء ابراهيم لبحث موضوعين اساسيين هما :
الاول: موضوع التخفيف من حدة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وان تبقى ضمن حدود قواعد الاشتباك المتفق عليها بين جانبي الصراع على الحدود
” إسـرائيل – حـزب اللـه ” ، وان الولايات المتحدة نقلت عبر هوكشتاين رسالة تطمين لحـزب الله في هذا الشأن ، واخذها على عاتقها لجم اسرائيل ولجم اندفاعتها المحمومة تجاه توتير الاجواء وخصوصاً على إثر استشهاد الفتيات الثلاثة وجدتهم في الطريق الواصلة بين بلدتي عيناتا وعيـترون الجنوبيتين ، بصاروخ اُطلق من مسيرة صهيونية منذ يومين سبقت الزيارة .
والثاني: وهو موضوع الاسرى والرهائن اللذين هم في قبضة القـسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ، والدور الاهم الذي يلعبه في هذا الملف اللواء عباس ابراهيم .