الحرب تدخل مرحلة جديدة بحصار المستشفيات .. والتهجير القسري نحو الجنوب لم يتوقف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
بدأت حرب الشوارع في غــــزة تتسع في مناطق متعددة، وسط القصف الاســـرائيلي المستمر بالدبابات لا سيما في محيط المستشفيات ووصلت للمرة الأولى الى قرب مستشفى الرنتيسي. ورفضت إســرائيل مرارا خلال الساعات الماضية وقف إطلاق النار في القطاع، مشيرة إلى فتح ممرين آمنين فقط من أجل نزوح من تبقى من سكان شمال غــــزة إلى جنوبها.
وأكدت حكومة غــــزة أن دبابات إسرائيلية تتواجد في محيط مربع المستشفيات وسط غــــزة، وتطالب بإخلائها. واستهدف قصف إسرائيلي اليوم مبنى العيادات الخارجية داخل مستشفى الشفاء، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وكانت إســــرائـيل كثفت خلال الساعات الماضية ضرباتها على محيط 3 مستشفيات (الشفاء والرنتيسي والإندونيسي) بغية إفراغ تلك المناطق في مدينة غــــزة من المدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا منذ أسابيع إلى باحات المستشفيات للاحتماء من القصف.
في حين أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غــــزة أن إسرائيل قصفت القطاع بنحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسط 87 طنا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع. وأضاف أن أكثر من 50 في المئة من الوحدات السكنية في غــــزة تضررت جراء غارات وقصف إسرائيل في حين هُدمت كليا 40 ألف وحدة سكنية.
كما أشار في بيان إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى خسائر قدرها ملياري دولار فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالمباني والأبراج السكنية، بينما تعرضت البنية التحتية لأضرار بنحو مليار دولار.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن حوالي 9500 صاروخ أطلق على إســرائيل منذ السابع من أكتوبر تم اعتراض معظمها، لكنه أكد أن عددها “تراجع بشكل كبير” منذ أكوبر وبدء العمليات العسكرية البرية في القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي أقام “ممر إجلاء” الأحد لكن فلسطينيين أفادوا عن معارك مستمرة على طول هذا الطريق الذي سلكه مئة ألف شخص منذ الأربعاء، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ويتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع الصغير المحاصر في ظل ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الرجال والنساء الذين يفرون سيرا على الأقدام، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وقالت أم علاء الهجين التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بجنوب القطاع بعدما مشت أياما “ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز، نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الصف“.
وبلغ عدد النازحين في قطاع غــــزة 1,6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2,4 مليون نسمة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الشمال حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك، حذرت الأمم المتحدة من أن “نقص الطعام يثير قلقا متزايدا” مشيرة إلى أنه لم يكن بإمكان أي منظمة تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام.
والمستشفيات التي لم تغلق بعد تعاني نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء. ووصف الطبيب أحمد مهنا في مستشفى العودة في جباليا وضعا “محزنا ومأسويا” مشيرا إلى أن الجراحين يجرون العمليات تحت “التخدير الموضعي” لعدم توافر الكهرباء لتشغيل المعدات الضرورية للتخدير العام.
وتعرضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف ليل الخميس ـــ الجمعة، حسب وزارة الصحة التابعة لحمـــاس، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في قطاع غــــزة وحيث لجأ 60 ألف شخص، ومستشفى الرنتيسي للأطفال والمستشفى الإندونيسي. وأبلغت حمـــاس عن وقوع إصابات من دون أن تذكر سقوط قتلى.
وأظهر شريط فيديو لوكالة فرانس برس، وقوع انفجارات ضخمة على مقربة من المستشفى الاندونيسي في بيت لاهيا بشمال غــــزة، ما أثار الذعر فيه.
وتشدد القوات الإسرائيلية الطوق على مدينة غــــزة حيث أعلن الجيش الخميس “تدمير مداخل أنفاق ومصانع صواريخ مضادة للدبابات ومواقع لإطلاق الصواريخ”، مشيرا إلى أن المنطقة تؤوي “المقر العسكري” لحركة حمـــاس داخل شبكة الأنفاق.
وبحسب الدفاع الجوي الإسرائيلي، أطلق حوالى 9500 صاروخ على إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر تم اعتراض معظمها، لكنه أكد أن عددها “تراجع بشكل كبير” منذ 27 تشرين الأول/أكوبر وبدء العمليات العسكرية البرية.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس فتح ممرين آمنين لمدة 4 ساعات يوميا من أجل خروج من تبقى من الفلســطينيين في شمال غــــزة إلى جنوبها. فيما يتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع الصغير المحاصر في ظل ظروف كارثية وسط شح في الماء وإقفال للمخابز أو انقطاع الوقود. وتنضم إليهم يوميا حشود من الرجال والنساء الذين يفرون سيرا على الأقدام
فقد بلغ عدد النازحين من المناطق الشمالية 1,6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2,4 مليون نسمة في القطاع، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وعلى وقع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف منذ 35 يوماً على قطاع غــــزة المحاصر، دان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك السلوك الإسرائيلي.
وقال في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: “يجب التحقيق بالقصف الإسرائيلي العشوائي على غــــزة”، مضيفا أن 4800 طفل تم قتلهم في القطاع”.
كما شدد على وجوب إيقاف التحريض الاسرائيلي ضد الفلســطينيين، ونزع الصفات الانسانية عنهم .ودعا إســرائيل إلى وقف استهداف المدنيين في غــــزة ووقف الحصار المستمر عليهم.
وشدد على وجوب توقف القوات الإسرائيلية فوراً عن استخدام الأسلحة التدميرية في المناطق السكنية بغــــزة، وانهاء جميع أشكال العقاب الجماعي. ولفت إلى ألا مكان آمنا في غــــزة ويجب إنهاء كل أشكال العقاب الجماعي ضد المدنيين.
وحث على وقف الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات في القطاع المكتظ بالسكان. وشدد على ان التطرف يولد تطرفا إضافيا، قائلا ” لذا يجب وقف دورة العنف هذه“. كذلك، أكد أن على إسرائيل حماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكانت إسرائيل وافقت على هدنة يومية لبضع ساعات في شمال قطاع غــــزة للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالخروج من المنطقة التي تشهد معارك عنيفة مع حركة حمـــاس، مستبعدة في المقابل وقف إطلاق نار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس متحدثا لشبكة فوكس نيوز الأميركية أن “وقف إطلاق نار مع حمـــاس يعني الاستسلام”. وكرر مرة جديدة أن هدفه هو “القضاء على حمـــاس”، مضيفا “لن يوقفنا شيء”. وقال نتانياهو “أعتقد أن أداء الجيش الإسرائيلي جيد بشكل استثنائي في معركته ضد الإرهابيين على الأرض وتحت الأرض”.
وردا على سؤال بشأن خطته لمستقبل القطاع الفلسطيني، قال إنه يجب “نزع السلاح منه ومكافحة التطرف فيه وإعادة بنائه”. وأضاف “سيتعين علينا إيجاد حكومة، حكومة مدنية”، دون أن يحدد مَن يمكنه تشكيل حكومة مماثلة.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين “ستبدأ إسرائيل بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق بشمال غــــزة كل يوم، مع الاعلان عنها مسبقا قبل ثلاث ساعات”، مشيرا إلى أن واشنطن حصلت على ضمانة بأنه “لن يكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترة الهدنة”. وأكد نتانياهو “نحن لا نسعى إلى حكم غــــزة. ولا نسعى إلى احتلالها، لكننا نسعى إلى منحها ومنح أنفسنا مستقبلا أفضل”.
وقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حمـــاس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. كما تعرّض ما يقارب 240 شخصًا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتمّ نقلهم الى داخل قطاع غــــزة.
ومن الجانب الفلسطيني، قتل 10812 شخصا بينهم 4412 طفلا، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حمـــاس الخميس.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا جديدا حول غــــزة الجمعة، بعدما حذر رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الخميس من أن “الكابوس الذي تعيشه غــــزة اليوم هو أكثر من أزمة إنسانية، إنه أزمة البشرية”، خلال مؤتمر إنساني دولي حول غــــزة نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.
وسمح المؤتمر بجمع مليار يورو من الالتزامات بتقديم مساعدات لتلبية حاجات المنظمة الدولة من أجل مساعدة سكان الأراضي الفلسطينـــة.
غير أن إسرائيل نفت أن يكون هناك “أزمة إنسانية”، مقرة في المقابل بـ”صعوبات كثيرة” يواجهها المدنيون في القطاع المحروم من المياه والكهرباء والطعام والأدوية بعدما أحكمت إسرائيل الحصار عليه في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.