تحت القصف ووسط الجثث .. رحيل صعب عن الموت والدمار

تحت القصف ووسط الجثث .. رحيل صعب عن الموت والدمار

السؤال الآن ـــــ وكالات

عبر ممر على خط الجبهة يؤدي إلى خارج مدينة غـــزة المحاصرة، مشوا بتثاقل سيراً على الأقدام أمام الدبابات الإسرائيلية والجثث المتحللة.

هذا حال آلاف الفلسطينيين الذين فروا من شمال غزة خلال الساعات الماضية هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي.

فقد نزح الآلاف جنوبا على طريق صلاح الدين من مدينة غزة، وهو طريق الخروج الوحيد للمدنيين الفارين من الحصار المشدد مع توغل الدبابات الإسرائيلية أكثر في قطاع غزة.

فيما أكد العديد منهم أنهم يخشون حدوث “نكبة” جديدة على غرار “كارثة” التهجير الجماعي للفلسطينيين بعد قيام إسرائيل عام 1948.

وقالت امرأة تدعى أم حسن “ايش اللي فضل ورانا، دمار وموت”، مضيفة أنهم غادروا وهم خائفون. وكانت قد عبرت للتو إلى جنوب غزة قادمة من شمال الجيب الصغير المزدحم.

كما أضافت قائلة: “نحنا الشعب الفلسطيني الفقير اللي دمرت بيوته”، واصفة ما حدث بالنكبة الثانية.

من جهته، قال خالد أبو عيسى، من مخيم الشاطئ للاجئين المتاخم لمدينة غزة، إنه غادر بعد تعرض حيه للقصف المدفعي بشكل متكرر، وفق ما نقلت رويترز. وأضاف أن “الرحيل كان صعبا جدا. كنت جالسا بأمان في المنزل وجاءت إسرائيل وشردتني مرة أخرى”.

كما أردف أبو عيسى “أثناء سيرنا رأينا جثثا متحللة.. أشخاص كانوا يستقلون سيارات مدنية، مدنيون مثلنا، وليس مركبات عسكرية أو رجال حمــــاس”.

بدورهم أكد العديد من الأشخاص الذين قاموا بالرحلة نحو الجنوب أنهم رأوا جثثا على جانب الطريق، ما أثار رعب البالغين والأطفال على حد سواء.

وفر معظمهم سيرا على الأقدام حاملين ما استطاعوا. وعندما مروا بالدبابات الإسرائيلية على خط المواجهة، رفعوا أذرعهم لإظهار بطاقات هوياتهم. وقالوا إنه في جنوب غزة هناك عدد قليل فقط من السيارات التي لا تزال مزودة بالوقود ويتعين على الكثيرين مواصلة السير حتى يتمكنوا من العثور على مكان جديد للاحتماء.

وفيما لا تزال حرب عام 1948، عندما طُرد الفلسطينيون وهجروا من منازلهم، محفورة في ذاكرتهم الجماعية. وقد عبر الكثيرون عن مخاوفهم من أنهم إذا أُجبروا على ترك منازلهم الآن، فلن يُسمح لهم بالعودة أبدا مثل أسلافهم.

وطلبت القوات الإسرائيلية منذ أسابيع من الفلسطينيين مغادرة شمال غزة إلى الجنوب الذي تقصفه أيضا، قائلة إنه سيسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء الصراع.

ومنذ يوم الأربعاء، ومع تصاعد القتال داخل مدينة غزة، بدأ عدد كبير من السكان التحرك جنوبا. فيما استمرت الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع. ما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين ليصل في أحدث حصيلة، وفق السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حمــاس إلى نحو 11 ألفا حتى الآن.

 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة