المستشفيات محاصرة بالقذائف والصواريخ الأطفال تنقطع أنفاسهم والجثث تتحلل أمام الأبواب
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
خرج مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عن الخدمة رسميا، وشهد محيطه معارك ضارية، في الوقت الذي أطلق جنود الاحتلال قنابل فوسفورية كثيفة جدا على محيط مستشفى القدس غرب غزة وسط حصار مختلف المستشفيات في القطاع التي لم يعد بإمكانها العمل بسبب انقطاع الكهرباء والمواد الطبية والمياه، وشوهدت الآليات والدبابات الإسرائيلية تتمركز في محيط المستشفى من جميع الجهات، كما سمعت أصوات قصف متواصلة في ظل التحضيرات لإخلاء هذا المستشفى بمن فيه من مرضى وجرحى ومرافقيهم والكوادر الطبية، بينما تواصلت الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، واستمرت عمليات النزوح في اليوم الــ 38 للحرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، اليوم، إن 32 مريضا على الأقل من مستشفى الشفاء بغزة توفوا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأضاف أن من بين القتلى ثلاثة أطفال خدج. ووقف عمل مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في القطاع الفلسطيني، أول من أمس السبت، بعد نفاد الوقود.
وتكدست أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، عشرات الجثامين منذ أيام، بسبب عدم التمكن من دفنهم أو حفظهم في ثلاجات الموتى.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة أن الدبابات الإسرائيلية وقناصة الاحتلال يحاصرون مجمع الشفاء الطبي. وهناك نحو 200 عائلة في محيط مستشفى الشفاء لا يمكنها التحرك من منازلها”.
وافاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن استمرار إطلاق النار الكثيف في محيط مستشفى القدس في منطقة تل الهوى في مدينة غزة وسماع أصوات قصف وانفجارات عنيفة في المنطقة.
وتوقفت قافلة المركبات التي انطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه المستشفى برفقة الصليب الأحمر لتأمين عملية إخلاء المرضى والطواقم الطبية في المحافظة الوسطى، إلى حين أن تتمكن من مواصلة المسير بسبب خطورة الأوضاع في محيط المستشفى.
في موضوع المساعدات وصلت سفينة مساعدات تركية تحمل مستشفيات ميدانية ومساعدات لقطاع غزة، إلى ميناء العريش في مصر القريب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الميناء، اليوم الإثنين. وهي سفينة المساعدات الأولى التي تحمل مستشفيات ميدانية لغزة تصل إلى مصر، في وقت خرجت كل مستشفيات محافظة غزة عن الخدمة، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وأكد مسؤول في وزارة الصحة التركية لفرانس برس أن “السفينة التي وصلت العريش تحمل معدات وتجهيزات وسيارات إسعاف لإقامة ثمانية مستشفيات ميدانية“.
وأضاف أن تركيا طلبت موافقة السلطات المصرية على إقامة هذه المستشفيات في العريش التي تبعد 40 كيلومترا عن معبر رفح، موضحا أن السلطات المصرية “أعطتنا بالفعل الضوء الأخضر وسنقيم المستشفيات في الأماكن التي حددوها لنا”.
وسجل استشهاد العشرات والإصابات المتفاوتة، حيث طال القصف مناطق مأهولة في بلدة القرارة، وخانيونس، وبني سهيلا. وسقط عدد من الشهداء والجرحى جراء تدمير الاحتلال بناية سكنية في حي الخلفاء وسط مخيم جباليا وتم انتشال ثلاث شهداء وعدد من الإصابات من تحت الركام بعد قصف منزل عائلة السعيدنى في مخيم النصيرات.
وأعلنت إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، استشهاد أسير فلسطيني في سجن مجدو، وذلك بعد أن شعر بوعكة صحية ونقل إلى عيادة السجن، حيث أقر الطاقم بالعيادة وفاته.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان صباح اليوم أن قوات الجيش تواصل تنفيذ اقتحامات على أطراف مخيم الشاطئ، زاعما استهداف البنية التحتية للمؤسسات الحكومية المركزية المتواجدة في قلب المناطق المدنية، بما في ذلك المدارس، والجامعات، والمساجد، ومساكن المسلحين. وأشار إلى أن البنية التحتية لحركة حماس تتواجد داخل المباني المدنية، بما في ذلك جامعة القدس، ومسجد أبو بكر، زاعما أن قواته اكتشفت قسما في المسجد يضم عددا كبيرا من العبوات الناسفة والمواد القابلة للاشتعال، وقد ضبطت عشرات الأسلحة والمعدات العسكرية، وخطط عملياتية تابعة لحماس، وفق ما جاء في البيان.
وذكر المتحدث العسكري في البيان أن القوات البرية اقتحمت منزل أحد كبار أعضاء حركة الجهاد الإسلامي، زاعما العثور على عدد كبير من الأسلحة داخل غرفة للأطفال.
واستشهد الصحافي أحمد فطيمة بغارة إسرائيلية وبهذا إرتفع عدد الصحافيين الشهداء في غزة إلى 50 صحفيا، وهم يمثلون 4% من إجمالي العاملين في مجال الإعلام بالقطاع.
إلى ذلك، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) على مقترح وزير الاتصالات، شلومو كرعي، باستخدام أنظمة الطوارئ التي صادقت عليها الحكومة ضد قناة “الميادين” وإغلاق مكتبها في رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
ارتفاع عدد الصحافيين الذين ارتقوا باستهداف الاحتلال لقطاع غزة إلى 50 صحفيا، يمثلون 4% من إجمالي العاملين في مجال الإعلام بالقطاع.
يأتي ذلك، فيما ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي أكثر من 11 ألفا و187 فلسطينيا، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة، وعدد الجرحى أكثر من 28 ألفا، بحسب ما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
وقال وزارة الصحة ان معدل استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في غزة منذ بدء الحرب 15 شهيدا كل ساعة.
وقد أفاد مدير مكتب الأونروا في قطاع غزة بعد ظهر اليوم عن ـ”تعطل محطتين لتوزيع المياه جراء نفاذ الوقود ما سيحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب“.
وأعلنت كتائب القسام، اليوم الإثنين، عن “تدمير ناقلة جند صهيونية غرب مدينة غزة بقذيفة ‘الياسين 105‘ واحتراقها بالكامل”. كما أعلنت “استهداف دبابتين صهيونيتين بقذيفة ‘الياسين 105‘ وقذيفة ‘تاندوم‘ غرب مدينة غزة”. كما استهدفت “4 آليات صهيونية في محور شمال غرب مدينة غزة بقذائف ‘الياسين 105‘”. هذا وأعلنت القسام “دك قوات العدو المتوغلة شرق جحر الديك بقذائف الهاون من العيار الثقيل“.
وأعلنت سرايا القدس عن “استهدفنا موقعي “كيسوفيم” و”مارس” العسكرية برشقات صاروخية مركزة”.
وفي المواقف رفض رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه “إنشاء مخيمات مؤقتة للنازحين، كما يطلب الجيش الإسرائيلي من المنظمات الدولية”، وقال: “نريد عودة أهلنا إلى بيوتهم التي شردوا منها”، معتبرا أن “إسرائيل جعلت من مستشفى الشفاء عنوان سيطرتها على غزة“.
وشدد على أن “من يزود إسرائيل بالسلاح الآن هو شريك بالعدوان على دم الأطفال والنساء والأبرياء من شعبنا”، مطالبا “الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل في تجارب مختلفة في العالم”.
في جنيف، وقف موظفو الأمم المتحدة في مكاتب المنظمة اليوم، الإثنين، دقيقة حدادا على 101 من زملائهم العاملين في الأونروا، الذين استشهدوا بالغارات الإسرائيلية على غزة منذ بداية الحرب، بينما نُكست أعلام المنظمة الدولية.
وقالت المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، تاتيانا فالوفايا، إن “هذا أكبر عدد من موظفي الإغاثة الذين يقتلون في تاريخ منظمتنا في مثل هذا الوقت القصير”. وأضافت “نجتمع هنا اليوم، متحدين في هذا الموقع الرمزي جدا، لإبداء الاحترام لزملائنا الشجعان الذين ضحوا بحياتهم أثناء الخدمة تحت لواء الأمم المتحدة.”
وقالت الأونروا إن بعض موظفيها استشهدوا أثناء وقوفهم في طابور للحصول على الخبز، بينما استشهد آخرون مع عائلاتهم في منازلهم في القصف الجوي والتوغل البري الذي شنته إسرائيل على غزة.
من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتش أن إسرائيل لا تسمح بدخول الغذاء والمياه والوقود إلى غزة.. وأن العقاب الجماعي يشكل جريمة حرب.
ودعت الخارجية الصينية إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وبذل كل الجهود لحماية المدنيين وتخفيف الأزمة الإنسانية.