الجيش الاسرائيلي ينسحب من الشفاء بسلة خالية..وصفقة الاسرى على نار حامية

الجيش الاسرائيلي ينسحب من الشفاء بسلة خالية..وصفقة الاسرى على نار حامية

 السؤال الآن ـــــ وكالات

انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى الأكبر في القطاع مساء اليوم، من داخل المستشفى، فيما يتواصل حصاره بالدبابات.

وأفاد مراسلون أن حوالي 15 دبابة في محيط المستشفى انسحبت بعد دخولها إلى المجمع، وقام الجيش الاسرائيلي بتفجير قبو مبنى الجراحات في المكان، كما فجر مرافق مهمة في المستشفى وأجهزة طبية”، ولم يعثر الاسرائيليون على أي أشخاص.

وكان مسؤول كبير بالجيش الإسرائيلي إدعى في تصريحات للصحفيين بوقت سابق إن “قواته عثرت على أسلحة وبنية تحتية خاصة بحماس خلال مداهمة مستمرة على منطقة واحدة محددة داخل المستشفى”.

وقال: “عثرنا على أدلة ملموسة على استخدام مجمع الشفاء كمقر لحماس وسنعرض أجزاء منها للرأي العام خلال الساعات المقبلة”.

وفي المقابل، نفت حركة حماس “المزاعم الإسرائيلية بوجود أسلحة في الشفاء”، معتبرة أنها “كذب ودعاية رخيصة تحاول إسرائيل من خلالها تبرير تدمير القطاع الصحي في غزة”. وقالت في بيان “يقوم الاحتلال بوضع أسلحة في المكان، ونسْج مسرحيّة هزيلة لم تعد تنطلي على أحد”.

وجددت دعوتها الأمم المتحدة للتحقق من تلك الاتهامات الإسرائيلية، قائلة “كرّرنا أكثر من مرّة، ومنذ أسبوعين، دعوتنا للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتشكيل لجنة دولية للاطلاع على أوضاع المستشفيات والوقوف على كذب الرواية الإسرائيلية لأننا نُدْرك مستوى التضليل الذي يسوقه الاحتلال”.

يشار إلى أنه بعد ساعات من اقتحام مجمع الشفاء وتفتيش غرفه وقبوه، لم تعثر القوات الإسرائيلية على مؤشرات تدل على وجود أسرى أسفله، أو مراكز قيادة لحماس أو أنفاق، وفق ما نقلت بوقت سابق هيئة البث الإسرائيلية.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه “لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه”، بعيد اقتحام الجيش المستشفى.و أضاف “سنصل إلى حماس ونقضي عليها وسنعيد الرهائن”، مؤكدًا أنهما “مهمتان رئيسيتان” في الحرب الدائرة”.

وكان مواطنون ومرضى محاصرون داخل المستشفى، ناشدوا المجتمع الدولي التدخل مطالبين بإخراجهم، ومشيرين إلى عدم وجود طعام أو ماء أو كهرباء. وكشفوا عن وجود حالات طبية صعبة جداً، بالإضافة لتكدس الجثث في ساحة المستشفى حيث بدأت بالتحلل.

من جهته، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان “بينما تبلغ المذبحة في غزة مستويات جديدة من الرعب كل يوم، يواصل العالم مشاهدة ذلك في حال من الصدمة بينما تتعرض المستشفيات لإطلاق النار ويموت الأطفال الخدج ويُحرم السكان بأكملهم من وسائل البقاء الأساسية. لا يمكن السماح باستمرار هذا الأمر“.

وفي وقت سابق اليوم، عبر غريفيث، عن فزعه مما قال إنها تقارير تحدثت عن هجمات عسكرية في مستشفى الشفاء بقطاع غزة.

وأضاف عبر منصة إكس (تويتر سابقا) أن “حماية الرضّع والمرضى والأطقم الطبية والمدنيين يجب أن تعلو أي اعتبار آخر… المستشفيات ليست ساحات للقتال”.

وروى طبيب في مستشفى الشفاء تفاصيل عملية اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى الأكبر في القطاع قائلا: “إن العاملين والمرضى والفلسطينيين النازحين الذين يحتمون هناك أصيبوا بحالة من الرعب عندما تحركت القوات الإسرائيلية لمداهمة المجمع قائلة إنها تستهدف القضاء على مسلحي حماس.

وقال أحمد المخللاتي، وهو جراح ولد في أيرلندا ودرس في القاهرة ومارس المهنة في لندن، إن الانفجارات وإطلاق النار التي سمعها هو وآخرون في المستشفى لأكثر من شهر، تزايدت فجأة في وقت مبكر من مساء أمس الثلاثاء. وقال لرويترز في مقابلة عبر الهاتف “كان الصوت مروعا”.

وتابع “بعد ذلك أدركنا أن الدبابات تتحرك حول المستشفى. ودخلت إحدى الدبابات الكبيرة داخل المستشفى من البوابة الرئيسية الشرقية، وكانت متوقفة أمام قسم الطوارئ بالمستشفى”.

وقالت إسرائيل إن الجيش شن المداهمة لأن حماس لديها مركز قيادة تحت المستشفى وتستخدم أنفاقا متشعبة لاحتجاز رهائن. إلا أن الطبيب الفلسطيني نفى هذا قائلا “كلنا نعرف أن هذا كذب”.

وقال صباح اليوم الأربعاء إنه شعر بالارتياح عندما دخلت القوات أخيرا المجمع على الرغم من أن العاملين لم يعرفوا ما سيحدث لهم، لأن الخوف من التعرض للقصف من الخارج كان مهولا. وأضاف “تم استخدام جميع أنواع الأسلحة حول المستشفى. لقد استهدفوا المستشفى مباشرة. حاولنا تجنب التواجد بالقرب من النوافذ”، واصفا حفرة كبيرة لحقت بجدار غرفة في مبنى العيادات الخارجية. وأكد أن “الجميع أصابهم الرعب”.

وترددت أصوات انفجارات في أثناء التحدث معه وقال “إنه إطلاق نار متواصل من الدبابات”، وأضاف المخللاتي إن إسرائيل حذرت الإدارة مسبقا من المداهمة، لكن العاملين لم يكونوا على علم بكيفية تنفيذها.

وعند الاتصال به في وقت لاحق قال إن القوات الإسرائيلية كانت تتنقل بين مباني المستشفى. وقال “لا أحد يعمل، لا أحد يرى أحدا. نحن جميعا ننتظر نقطة النهاية لما يحدث، هل سننجو من هذه اللحظة أم لا. نحن غير قادرين على القيام بأي شيء، كلنا ننتظر أن ينتهي الهجوم أو تكون النهاية”.

وأوضح إن هناك 36 طفلا حديثي الولادة آخرين في المستشفى لكن مرضى في العناية المركزة توفوا. وأضاف “نفقد الكثير والمزيد من مرضى وحدة العناية المركزة، ما يقرب من خمسة يوميا، بسبب نقص الأكسجين وهو أمر مهم للغاية لهؤلاء المرضى”.

هذا وكان مكتب الإعلام الحكومي بغزة نفى صحة ما قالته إسرائيل حول توفير ممرات خروج آمنة من المستشفى. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أعدمت ميدانياً أكثر من 30 شخصا حاولوا الخروج من المستشفى. وشدد ب في بيان على أن “الأكاذيب الإسرائيلية عن وجود ممرات آمنة هي مجرد دعاية وادعاءات ليس لها أساس من الصحة”.

من جهة ثانية، وبعدما سيطروا على مراكز عدة تابعة للحكومة في قطاع غزة، ودخلوا مقر البرلمان ملتقطين الصور، أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي التي توغلت إلى وسط القطاع على تفجير مبنى البرلمان التابع لحركة حماس.

وتولى لواء غولاني، الذي يشارك في عمليات التوغل البري في غزة، تفجير المبنى بالإضافة إلى سجن كانت تديره حماس في القطاع، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالات، أعلن في وقت سابق اليوم أن فرقة من الجيش سيطرت على مقر البرلمان. كما أكد أن الحركة فقدت السيطرة بشكل كامل على شمال القطاع.

 وفيما يتواصل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الأربعين على التوالي، كشف مصدر مطلع على المفاوضات الخاصة بالإفراج عن الأسرى لدى حماس، أن قطر تسعى للتوصل لاتفاق بين إسرائيل والحركة من أجل إطلاق سراح نحو 50 أسيراً من المدنيين مقابل وقف إطلاق النار 3 أيام. وأضاف المسؤول أنه بموجب الاتفاق المحتمل ستفرج إسرائيل عن بعض النساء والأطفال من سجونها، بحسب ما نقلت رويترز.

كما أوضح أنه بموجب الاتفاق ستسمح إسرائيل أيضاً بزيادة دخول المساعدات الإنسانية لغزة. وأشار إلى أن حماس وافقت على تفاصيل الاتفاق وإسرائيل لم توافق بعد ولا تزال تتفاوض بشأنها.

في حين أوضح مسؤول إسرائيلي أن ما يثار حول تلك الصفقة لا يلبي الطموحات الإسرائيلية. وقال المسؤول الذي لم تكشف هويته إن “الوسطاء يعلمون أننا نطالب بصفقة أهم وعدد أكبر من الأسرى”، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.

وأفيد أن الجيش الإسرائيلي لا يؤيد فكرة الهدنة ضمن اتفاق الأسرى المحتمل هذا. وكانت معلومات أفادت أمس الثلاثاءبوجود تقدم في ملف الأسرى، فيما تتركز المفاوضات حول أسماء الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم، على أن يبدأ الاتفاق بإطلاق سراح أطفال إسرائيليين مقابل أطفال فلسطينيين.

وتريد إسرائيل الإفراج عن جميع النساء والأطفال الذين أخذتهم حماس يوم السابع من أكتوبر الفائت وأدخلتهم القطاع، والمقدر عددهم بنحو 100.

كما أنها حددت هوية كل من تريد إطلاق سراحه بالاسم، ما جعل عملية التحقق هذه أحد التفاصيل التي ما زال المسؤولون المعنيون يتفاوضون بشأنها.

فيما لا يزال عدد النساء والشباب الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم غير معروف، إلا أن مسؤولاً عربياً أشار إلى أن هناك ما لا يقل عن 120 في السجون الإسرائيلية.

يذكر أن المفاوضات الإسرائيلية مع حماس كانت جرت بشكل غير مباشر من خلال قطر، كما لعبت مصر دوراً فعالاً أيضاً. وعمل الموساد بشكل وثيق مع الدوحة ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في صياغة الصفقة.

كذلك أكد عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن القاهرة لعبت أيضاً دوراً مفيداً أيضا في تشجيع المفاوضات والضغط على حماس

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة