ما قاله خامنئي لهنية وما نفته “حمـــــــاس”
في تقرير حصري قالت وكالة “رويترز” إن المرشد الإيراني علي خامنئي، قال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في لقاء عقد مؤخرا في طهران: “لم تعطونا أي تحذير بشأن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، لذلك لن نخوض الحرب نيابة عنكم”.
الا ان حركة حماس نفت اليوم ما ورد في رويترز وقالت في بيان، “إننا في حركة المقاومة الإسلامية ننفي صحة ما ورد في هذا التقرير، ويؤسفنا نشر خبر لا أصل له، وندعو الوكالة لتحري الدقة”.
وكانت “رويترز”، كتبت يوم امس الأربعاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين وحركة حماس، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن “خامنئي وعد هنية بأن طهران ستواصل دعمها المعنوي والسياسي للحركة، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر في الصراعات”.
والتقى قادة النظام الإيراني وحماس في طهران مطلع الشهر الجاري، وعقد هذا الاجتماع بعد أن “حذرت واشنطن النظام الإيراني من أن أي تدخل في الصراع بين حماس وإسرائيل ستكون له عواقب وخيمة على طهران”.
ونفت سلطات النظام الإيراني مرارا تورطها في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال خامنئي، في خطاب له يوم 10 أكتوبر، إن “أولئك الذين يعتقدون أن هجمات حماس هي من عمل غير الفلسطينيين، أخطأوا في حساباتهم”.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع شبكة “CNN” إن “طهران ليس لديها أي جماعة أو حرب بالوكالة في المنطقة”. ووفقاً له، فإن “العملية التي نفذتها حماس كانت قرارا فلسطينيا بالكامل. لقد قرروا، وتصرفوا، وقبلوا المسؤولية بأنفسهم”.
وفي رفضها لهذه التصريحات اتهمت إسرائيل إيران بأن لها دورا في تخطيط وتنفيذ هذا الهجوم المميت.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم 14 نوفمبر، النظام الإيراني بـ”رأس الأفعى”، وذلك بسبب دعمه المالي لحماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامي، والحوثيين في اليمن. قائلًا: “طهران مسؤولة عن هجوم هذه الحركة على إسرائيل بسبب دعمها للحركة بالمال والسلاح”.
ووفقا لتقرير جديد لـ”رويترز”، ضغط خامنئي على هنية وطلب منه إسكات أعضاء حركة حماس الذين يدعون علنا النظام الإيراني وحزب الله إلى الانضمام إلى الحرب ضد إسرائيل.
كما أكدت ثلاثة مصادر مقربة من حزب الله أن “هذه الجماعة لم تكن متورطة في هجوم حماس على إسرائيل، ولم تضع قواتها في حالة تأهب للانتشار على الحدود بين لبنان وإسرائيل إلا بعد الهجوم وتصاعد التوتر”. وقال أحد قادة حزب الله: “استيقظنا على الحرب”.
وكتبت “رويترز” أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها حشد “محور المقاومة” على عدة جبهات؛ فقد دخل حزب الله في أشد صراع له مع إسرائيل خلال العشرين عامًا الماضية، واستهدفت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأميركية في العراق، وسوريا، وهاجم الحوثيون في اليمن إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة.
ويشكل الصراع الحالي اختبارًا للترابط بين هذه الجهات الإقليمية الفاعلة، حيث يواجه كل منها أولويات مختلفة وتحديات داخلية محددة.
وقال الخبير في شؤون حزب الله في مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” في بيروت، مهند حاج علي: “هجوم حماس على إسرائيل وضع شركاء الحركة في محور المقاومة أمام خيارات صعبة، لأنهم الآن يواجهون عدوا أقوى منهم عسكريا”.
ودعا قائد كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، محمد ضيف، في رسالة صوتية يوم 7 أكتوبر، بمناسبة بدء هجوم حماس على إسرائيل، أشقاء المقاومة الإسلامية في لبنان، وإيران، واليمن، والعراق، وسوريا، إلى الاتحاد مع الجماعات الفلسطينية.
ونقلت “رويترز” عن مصادر مطلعة أن “إيران باعتبارها زعيمة محور المقاومة، لن تتدخل في الصراع حتى يتم استهدافها بشكل مباشر من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة”.
وبحسب هذه المصادر، تستخدم إيران حاليًا مجموعاتها بالوكالة مثل حزب الله، لمهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية في المنطقة.
ورغم أن خالد مشعل، أحد قادة حماس، قد شكر حزب الله على تصرفاته في مقابلة تلفزيونية يوم 16 أكتوبر، إلا أنه أضاف: “ساحة المعركة تحتاج إلى أكثر من هذا”.
وقد خلف الصراع بين حماس وإسرائيل آلاف القتلى والجرحى. وتشير التقارير إلى استمرار المواجهات العنيفة بين الجانبين في قطاع غزة.