بين روح الدين والإيمان الحر .. مفارقات (حلقة6)
لحسن أوزين
*من مفارقة الإيمان إلى مفارقة التّوحش
“إنّ التّعبير الأخلاقي عمّا فعله إبراهيم هو أنّه سوف يقتل إسحاق، أمّا التّعبير الدّيني فهو أنّه سوف يضحّى بإسحاق، ولكن في هذا التّناقض بالذّات يكمن القلق الّذي يؤرّق الانسان ولن يكون إبراهيم على ما هو عليه دون هذا القلق” سرن كيركغور
والجميل مع كيركغور هو أنّ ماهيّة الايمان كمفارقة صارت تجربة ذاتيّة من ذات حرّة تطرح أسئلة تفكير غير دينيّة في ارتباط بالفرد الحديث. وتبعا لهذا يتناول بشكل سردي قصّة إبراهيم بعيدا عن التّفكير المفاهيميّ الفلسفيّ، “أي بتفكير لا يرى في الدّين أكثر من التّواصل مع وجودنا الخاصّ، طريقة في فهم أنفسنا تجعل الإله نفسه يدخل في أفق الفرد الإنساني دون أن يدمّره”. حيث الشّعر مقاما للقاء مع قصّة إبراهيم، الشّعر الّذي يعد مساحة لخلق العالم، والتّذكر توسّط عبقري بطولي ينجزه الشّعراء. لكنّ بطولة الأب الإبراهيميّ كما يطرحها كيركغور هي الّتي تتأسّس على الرّجاء المستحيل المتجاوز للممكن، بصفته صراعا ضدّ الله من منطلقات الضّعف البشريّ المتمّيز بالحماقة والجنون والكراهيّة. وهذا ما يستبعد إدعاء القدرة على الانتصار.
هذا هو الدّرس الإبراهيمي الّذي يطرح فيه كيركغور الرّجاء كعلاقة استثنائيّة بالمستحيل، لا تنفصل عن تجربة القلق الّتي تجمع بين الأخلاقيّ والدّينيّ. وانطلاقا من هذا يرى كيركغور ضرورة التّعامل مع الإيمان في عظمته كانفعال جبّار وليس كيقين لاهوتي. وفي هذا تتمثّل الشّجاعة الفلسفيّة الّتي تقارب بصدق جلالة الإيمان كمفارقة، وألم فظيع، لذلك فإنّ ما يميّز النّبي إبراهيم هو قدرته على الإيمان بفضيلة المحال الّذي يعسر تخطّيه وفهمه كانفعال وحركة انفتاح لا نهائي على المستحيل.
أنّ الإيمان تجربة حبّ زمانيّة لا علاقة لها بالآخرة اللاّهوتيّة، وهي تصارع التّناهي من خلال المحال. إنّها تجربة عيش قلق السّؤال في بناء المعنى، تجربة لا تدركها الرّؤية المفاهيميّة التّأمليّة. العجيب هو أن تعيش في كلّ لحظة سعيدا ومبتهجا بفضل المحال.
لكن ما الّذي يمكن أن يفيدنا به كيركغور في تأويله لقصّة النّبي إبراهيم حيث الإيمان مفارقة تجمع بين القلق والرّعب، بين القتل والقربان، بين الجريمة والمقدّس، في بلورة روح الدّين عند طه عبد الرّحمن لنظريّة الطّاغوت في شيطنة الآخر وتكفيره في أفق “إيمان” مفارق من نوع خاصّ، متوحّش في رعبه يجمع هو الآخر بين الجريمة والتّوحش المقدّس؟ وما هو مصير الائتماني الأخير الّذي يوهّم نفسه بالتّحرر من التّسيد السّياسي، وهو ينصّب نفسه كوجه آخر للخليفة الأخير في أفق مسلمين ما بعد الملّة، وصيا على مستقبل علاقتهم بالله القديم؟
* الإيمان الحرّ والائتماني الأخير
إنّ عمق الأفكار الّتي يناقشها كتاب الإيمان الحرّ في هذا الفصل المعنون بـ”نتشه والبابا الاخير”، يجعل منه أرضيّة لإضاءة وإثراء ما يتوخّى الإيمان الحرّ طرحه ومناقشته، أو بتعبير أدقّ التّفكير فيه بشكل لا يخلو من ألم المفارقات. إنّها بنية فكريّة تحاول بشقاء الأنفس والمفارقة أن تخرج الحيّ من الميّت، أو بتعبير واضح تجعل الميّت يشدّ بيد الحيّ ويقوده إلى المقبرة بعيدا عن تخوم المدينة، وهو يهلوس بإعادة إنتاج قريته الرّوحيّة، في غيبوبة تامّة عن سقوط فكرة الله التّوحيديّة في يد المغول الّذين خرجوا هذه المرّة من داخل أشلاء الملّة.
الإيمان الحرّ ليس نزوة أو ترف فكري أو رغبة ذاتيّة، إنّه سيرورة فلسفيّة فكريّة وتأويليّة مؤلمة لجدل المعنى والحياة، وهو يرى في كلّ مسلم يكفر النّاس، ويجعلهم مجرّد عبدة للطّاغوت كوجه آخر للإيمان بالإرهابيّ، هو خليفة أخير حتّى ولو تلبّس قناع الائتماني الأخير الّذي ينصّب نفسه في وعي الجماعة الرّوحيّة الّتي ننتمي إليها.
إنّ كتاب روح الدّين يعبّر عن الائتماني أو الخليفة الأخير، لأنّه يطرح نظريّة شاملة وكاملة لما يعتقده.
وربّما يلاحظ القارئ أنّ ما في مراتب العروج من تميّز وكمال وتبوؤ مكانة الشّهود والشّهادة ما يوحي ليس فقط في هذا العروج بنوع من الإيحاء بالخليفة الأخير، بل أيضا بسيّد الخلق الأخير، تماهيا مع المتخيّل الأسطوريّ لشخصيّة النّبي. والمسألة كما أشار إلى ذلك كتاب الإيمان الحرّ أنّ مسألة الائتماني/الخليفة الأخير بعيدة عن الفرد والشّخصنة، بل هي بنية فكريّة تتخطّى الفرد وهي تحاول التّقمص والتّماهي مع شخصيات أسطوريّة سرديّة أنتجها المخيال الاجتماعي لحاجة الجماعة الهوويّة، في التّكون والوحدة، إلى الأصل المؤسّس.
وفي هذا الرّفض لكلّ التّحولات على جميع المستويات الّتي عاشتها المجتمعات الاسلاميّة وفق السّياقات والصّيرورات الّتي أسّستها الحداثة كشاهدة قبر لجثّة الملّة الّتي سبق لابن خلدون أن أعلن موتها بما يقارب موت الإله المسيحيّ.
الائتماني الأخير يرفض رفضا قاطعا كلّ ما أتت به الحياة الجديدة ولا يرى في ذلك سوى تعبّدا للطّاغوت، إنّها رؤية تتحايل على نفسها وهي تحاول تكريس الأفق الرّوحي التّاريخي الّذي أعلنت نهاية الملّة أفوله، وانفجار عصر الإرهاب باسم الله كإعلان صريح عن سقوط الأفق الرّوحيّ واعتلاء التّوحش الدّيني كلّ المجالات والفضاءات العموميّة.
ومثل هذه الانتماءات السّرديّة ليست في نظر الإيمان الحرّ إلاّ نوعا من حجاب الجهل، فلا نرى أنفسنا الجديدة. كلّ العالم يعرف أنّ أفق الرّجاء قد تكسر على رؤوسنا، وأنّ التّقي الأخير أصبح يطلب فلا يدرك.
لكنّ الائتماني الأخير أصيب بنوع من الصّمم الميتافيزيقيّ، وهو يضع نظريّة لتديّن الملّة الآن وللأجيال القادمة، بل يقوم بنوع من السّطو على تاريخ فكرة الله وبتأويل ذاتي يمنح وهم الحياة لجماعته الرّوحيّة، الّتي لم يعد لها أي وجود تاريخي.
هذا ما يعمل كتاب روح الدّين على تجذيره في الوعي المجتمعيّ مدّعيا صلاحيته الرّوحيّة في نوع من العماء الميتافيزيقيّ الدّينيّ تجعله يبدو بمثابة عيّنة شاهدة على “أنّنا لم نفلح إلى اليوم في قياس المسافة التّاريخيّة المرعبة الّتي تفصل كلمة الإيمان عن دولة الخلافة، نعني الدّولة الّتي تستعمل الملّة بوصفها التّعبير السّياسي الوحيد عن ماهيّة الإسلام”.
لذلك يمثّل كتاب روح الدّين عائقا تأويليا لأيّ تحرّر داخلي، يفتح أفقا للمناقشة والتّفكير، خاصّة وأنّه لازال يحجب شمس الحداثة بغربال الملّة المنتهية الصّلاحيّة.
على الرغم من التّورط الّذي نعيشه في مستنقع الملّة، ورغم غياب أي نقاش جريء ومعارك تأويليّة حاسمة، فإنّنا لا نستطيع نكران الواقع الحيّ أنّ الملّة لم تعد أفقا أخلاقيا، وبالتّالي فلا داعي للجحود والعناد الأعمى في رفض الحياة الجديدة والتّهجم الدّينيّ على السّياقات والتّحولات الّتي تعيشها مجتمعاتنا في ظلّ القيم الانسانيّة الّتي تحاول كلّ شعوب العالم الاستفادة منها والاستثمار في منجزاتها فتحا وتأسيسا لأفق النّهوض والحضور والتّحرر من العوائق الدّاخليّة، بدل التّملّق الخطابيّ المضرّ بالجماعة الرّوحيّة.
الممارسة السّياسيّة الحديثة اضطرّت بعد انفصالها عن الممارسة الدّينيّة إلى أن تتّخذ لنفسها عبادات خاصّة تسدّ مسد العبادات الدّينيّة، قد يأتي في مقدّمة هذه العبادات السّياسيّة ما يمكن أن نسمّيه بعبادة المواطن، إذ رفع المواطن إلى رتبة مثال أعلى يجمع إلى اتّساع الحقوق اتّساع الفضائل، أي رفعت المواطنة في نهاية المطاف، إلى رتبة المعنى الغيبيّ الّذي يستحقّ أن يتعبّد به وله.
إنّ الارهاب ليس سوى أزمة الاعتراف الأخلاقيّ بشكل الحياة الرّاهنة للانسانيّة. إنّه لأمر مرعب وشاقّ أن يكون هذا الممسوس- الائتماني الأخير- كبنيّة فكريّة وواقع اجتماعي تاريخي مصرّا على التّلازم البنيويّ بين فكرة الله وجماعة الملّة،
وإزاء اللّحظة التّاريخيّة الحرجة والمؤلمة يرى كتاب الإيمان الحرّ، الآخر ليس كفرد أو شخص، بل كبنيّة فكريّة اجتماعيّة، ورؤية للكينونة كنمط وجود في العالم، تعيش سيرورة تكوّنها وتطوّرها في سياقات وترابطات شديدة التّعقيد والتّركيب، تميّزها توترات وصراعات…
الملّة ليست أكثر من شكل سياسي أنتجته سيرورة واقع اجتماعي تاريخي في مستواه السّياسي للعلاقة بين الإذعان والحماية، إنّها تعبير عن دفع كلفة الحماية من خلال الإذعان، إنّها سلطويّة من نوع خاصّ وافقت ظروفها وشروط ولحظتها التّاريخيّة.
لذلك يبدو وضعنا معقّدا جدّا حيث لا يمكن للإلحاد ولا لإقصاء المتدينين أن يحقّقا تحرّرنا من الموروث وإقامة الدّولة الحديثة، خاصّة حين اقتحمه الإرهاب الدّيني بشراسة تعلن “حاجة الله الاسلاميّ إلى الانقاذ من المؤمنين به بعد نهاية الملّة”. بالمقارنة مع موت الإله الأخلاقيّ الأوروبيّ حيث وجد الإنسان المعاصر نفسه أمام عالم الحياة الّذي مارسه اليونانيون قبل بروز الإله المسيحيّ في أفق الغربيين.
وفي هذا السّياق يمكن فهم بذور الدّين الحرّ الّتي وضعها نيتشه. والغريب في الأمر أنّ الائتماني الأخير في كتاب روح الدّين لم يدرك ولم يبلغه خبر أنّه صار بلا سيّد، ومع ذلك علينا أن نساعده على تحمّل رضّة نهاية الملّة الّتي لا يمكن أن تكون حدثا بهيجا، وحيث لا يمكن للإلحاد أن يسدّ هذه الهوّة العميقة الملتهبة بتوسّط أخلاقي هو ديني بشكل أو بآخر.
نحن إزاء عالم حياة جرفته الصّيرورة التّاريخيّة الاجتماعيّة لتحوّلات ما بعد المجتمع الحديث، لذلك يصعب الوثوق والاقتناع بصلاحيّة مفاعيل سرديّة على عيش واقع حيّ مختلف كلّيا عمّا يمكن أن يقدّمه الفقه أو الخليفة الأخير. وهذا ما يجعل كتاب روح الدّين مجرّد بكاء على الميّت، أو مجرّد ردّ فعل مرضي ولدته رضّة العصر ونهاية الملّة، بالإضافة إلى رعب التّوحش المسيّج إلهيا بالمقدّس، والمشحون بالكراهية للنّفس.
كتاب روح الدّين حين يبرّر اعتداءه على الحريّة باسم الله وفق ما يسميّه التّعبد الدّينيّ ضدّ التّعبد السّياسيّ، وهي لغة مرنة لا تخلو من العنف الرّمزيّ حين تكفّر الآخر وتقدّمه في صورة المتعبّد للطّاغوت في دعوة صريحة للانحدار في الزّمان إلى عالم الملّة، ليس كما كان في حقيقته الاجتماعيّة التّاريخيّة كشكل سياسي للتّسلط، بل يقدّم كمتخيّل تاريخي مفعم بالتّعبد الإلهيّ.
هل سنقوى حقّا على عيش تجربة التّعالي في صيرورتها الّتي لا تهدأ وهي تتغيّر باستمرار. الإيمان الّذي يخصّ المؤمن الآخر كحدّ فاصل بين المتديّن وغير المتديّن في حفاظه على تراث الأنبياء في بعده الأخلاقيّ الانسانيّ دون هوس الملّة والدّين، وبعيدا عن الآلهة التّقليديّة الّتي لم تعد حيّة في وعي المؤمنين بها. هذا ما تعبّر عنه أطروحة نيتشه. وتبعا لهذا الأفق يفكّر كتاب الإيمان الحرّ عصر ما بعد الملّة والدّين مستفيدا من أطروحة نيتشه فيما يخصّ المعنى العميق لموت الإله الدّيني في وعي المؤمنين به، كظاهرة روحيّة جديدة تعادل نهاية الملّة عندنا، حيث لا يزال الائتماني الأخير يمارس شطحاته الصّوفيّة في اتّخاذه الدّعوة الدّينيّة أساسا لتغيير الدّولة بمعنى تقويض التّسيد الانسانيّ باسم التّسيّد الإلهيّ، من خلال آليّة الازعاج.
يتمّ توريط الدّين في الوحل اليوميّ للتّوترات والصّراعات الاجتماعيّة السّياسيّة، وكلّ ما يتعلّق بالتّدبير المدنيّ. هذه هي المعركة الخاسرة للأفق الانسانيّ الّتي يخوضها بشراسة “النّظريّة الرّوحيّة” الائتماني الأخير في محاولته بعث الملّة، أو تذكّر ميثاق العهد مع الإله القديم المكتوب في الذّاكرة الفطريّة في كينونة العدم قبل ولادة الإنسان.
انطلاقا من أفق المعنى الّذي تحدّث به ناظم حكمت عن الكتابة كمهنة صعبة ومسؤوليّة جسيمة، يفكّر كتاب الإيمان الحرّ السّؤال الصّعب: كيف نفكّر في الله مابعد الملّة؟ وهو يوجّه نقدا لسقف التّفكير السّائد لدى المثقّف الّذي يستجيب لأفق انتظار القرّاء والواقع السّياسيّ الاجتماعيّ المسيطر، وهو أفق يحول بين تحوّله إلى مفكّر، أي امتلاك قدرة خرق وانتهاك المألوف المنتظر، من أجل المستحيل التّفكير فيه، بمعنى مستحيل التّحقق، أو الّذي لا يكتمل إلّا في استحالة تحقّقه، لأنّ كلّ واحد منّا هو مجرّد إمكانيّة غير مطروقة ولا جاهزة، وإلّا تحوّل إلى حارس أنقاض نفسه المتهدّمة، ممّا يمنعه من التّفكير. إنّنا إزاء وضعيّة حرجة عنونها نيتشه “البابا الأخير”، وهي وضعيّة لا تتطلّب استنبات التّنوير من خلال نقد العقل الدّينيّ، بل القبول ببناء معنى جديد لحياته الّتي تتغيّر باستمرار وهي تزيح عن نفسه تصوّرات وأشياء قديمة لم تعد صالحة لأنّها ميّتة حيث ينبغي إشهار الدّفن وممارسة النّسيان بحثا عن تصوّر آخر للألوهيّة نابع من أنفسنا، حيث لا يمكن لتكرار الآخر في ذواتنا أن يعبّر عن إبداع حرّ، على مستوى القيم الكونيّة، ولا على مستوى تطبيق العلمانيّة.
ما يكرّسه الائتماني الأخير في كتاب روح الدّين لا يكتفي بحنين تذكّر متخيّل الماضي كما تشربه سرديا، بل يمتطي صهوة الخيول المطهمة للذّاكرة الفطريّة بحثا عن ميثاق العهد بين فكرة الله المسرودة والمسلم الأخير وحيدا في العراء والعري من رداء الملّة. وهذا ما يجعل الائتماني عاجزا في لغته ووعيه الإيماني عن فهم وتقبّل وقبول الأخر المختلف في تدبير حياته الجديدة ولو من داخل الدّين نفسه، فهو يناصب نفسه العداء والكراهيّة في وصف يتامى الملّة مثّله بعبدة الطّاغوت. ومن كان حاله هكذا كيف له أن يدرك الفرق بين الّذي “لا إله له” وبين الكافر؟
هذا هو السّؤال الصّعب، حيث السّؤال تقوى الفكر كما يقول هيدجر، هو ما يميّز كتاب الإيمان الحرّ في جرأته فهم الصّيرورة في تحوّلاتها العنيفة وهي تجبرنا على التّخلي عن الأشياء الميّتة فينا.
الإيمان الحرّ لا يرى أي طائل يذكر في كلّ ما تحقّق من جرأة في التّفكير ويأس منهجي من الميّت فينا هويّة ودينا وملّة…، وأدّى إلى اغتيالات. ومن ثمّة فهو يطرح أسئلة مؤلمة حول التّعالي الّذي نحن في أمسّ الحاجة إليه بعيدا عمّا هو جاهز في الإيمان والدّين والألوهة والمقدّس. لكن دون تجديف ديني أو إلحاد مجاني.
يتبع…