انتصار للبنان وجيشه .. المعارضة تنجح في تمديد ولاية جوزف عون
حسين عطايا
يعيش لبنان في هذه المرحلة مرحلة خطيرة وصعبة جداً ، لم يمر بمرحلة بشبيهة لها حتى في عز الحرب الاهلية ، وذلك نتيجة غياب أحزاب وطنية فيها بعض من ولاء وطني رغم اختلافها، وفيها شيء من الاخلاص للوطن وشعبه، وهذا ما يفتقده لبنان حالياً في ظل هيمنة حزب الله واتباعه .
هذه الممارسة اثبتت الايام عقمها، حيث اصبح الدستور معطلاً وكأن الوطن في ظل احكام عرفية يُطبقُ منها مايفيد سلطات الاحتلال ويُترك ما ليس فيه نفعٌ لها ، حيث اصبحت الاستحقاقات لا تتم في اوقاتها بل تأخذ اوقاتاً طوال وتمر في مخاضٍ عسير .
وليس بعيداً عنها كان استحقاق تسريح قائد الجيش من دون ايجاد بديل خصوصاً في ظل غياب رئيساً للجمهوربة بعد مرور ما يزيد عن سنة من دون الوصول الى انتخاب رئيس جديد للبلاد.
هذا الامر دفع ببعض المخلصين في البلاد الى تقديم عدداً من مشاريع القوانين بصفة معجل مكرر ، وقد تقدمت عدداً من الكتل النيابية بهذه المشاريع منها كتلة الاعتدال الوطني، كتلة اللقاء الديمقراطي، وكتلة الجمهورية القوية، هذا الامر لم ينته هنا ،خصوصاً اذا مارجعنا لمواقف بعض الكتل النيابية التي ترفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي خصوصاً الكتل المسيحية، مما يتطلب لاي تشريع حضور عدد من هذا الكتل لاضفاء شرعية ميثاقية للتشريع، وهذا ما دفع بكتل مسيحية الحضور للمجلس اليوم لتأمين النصاب القانوني في ظل غياب كتلة لبنان القوي التي تُمثل نواب التيار العوني برئاسة جبران باسيل، والذي شن منذ فترات بداية الحديث فيها عن التمديد هجوماً شرساً وليس اخره بالامس حيث وصف العماد جوزيف عون بعدم الوفاء ، وذلك لان قائد الجيش وقف مع الجماهير المنتفضة إبان ثورة السابع عشر من تشرين الاول- اوكتوبر من العام ٢٠١٩، رافضاً طلباً من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون استعمال العنف بحق المواطنين المنتفضين ،
وهذا ما دعا التيار العوني خصوصاً قيادته من ميشال عون وجبران باسيل حقداً دفيناً تجاه القائد جوزف عون، خصوصاً ان التمديد للعماد عون يُعيد خلط الاوراق الرئاسية خصوصا الثنائي الاهم العماد عون والوزير السابق سليمان فرنجية كمرشحين جديين .
إذن ، هذه المعركة والتي وصلت الى خوايمها امس، من خلال مجلس النواب وليس عبر حكومة تصريف الاعمال ، لهو حدثُ وطني ويترتب عليه اطرافاً منتصرة وطرف وحيد خاسر وهو التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل ، اما المنتصر الاساسي هو الجيش اللبناني جيش كل لبنان، حيث بنجاح عملية التمديد لقائد الجيش والذي كانت تنتهي ولايته في العاشر من الشهر القادم ، مما امن الاستمرارية في قيادة الجيش وإبعاد كأس الفراغ عنها، لاسيما بعض الاجتهادات التي يقوم بها جبران باسيل عبر وزير الدفاع التابع له من مخالفات لقانون الدفاع الوطني فقط لحقده على القائد وطمعاً منه لتعيين او تكليف احد الضباط التابعين له او مطواعين في يده او يد حزب الله ، لان الجيش هو المؤسسة الوحيدة الباقية موحدة ولها بعض المناعة في عدم السماح بالتدخل السافر فيها ، كما هو في باقي المؤسسات والادارات .
لذلك، ان الوصول لهذا العمل اليوم يُشكل انتصاراً للبنان على من يودون استكمال الانهيار لتلبية طموحات شخصية للبعض تحمل الحقد للوطن ولا ترى سوى صغائر الامور التي تُلبي طموحاتها .
Visited 11 times, 1 visit(s) today