صفقة التبادل في فصولها الأخيرة
حسين عطايا
تضطلع مصر ومنذ زمن، بموقف مفصلي وأساسي في القضية الفلسطينية، وعلى هذا ما فتئت القاهرة على الدوام تقترح الحلول لوقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، والدعوة الدائمة لتعزيز دخول المساعدات، والتي تُعقِد إجراءاتها السلطات الصهيونية من جراء عمليات التفتيش التي تقوم بها للشاحنات التي تنقل المساعدات للداخل الغزي، عبر معبر كرم أبوسالم، وغيرها من التعقيدات.
على هذا الأساس اجتمع منذ يوم الأمس في باريس، كل من اللواء عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية، وويليم بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الامريكية CI A, ودافيد برتياع، رئيس جهاز الاستخبارات الثهيونية الموساد، يرافقه رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، لنقاش بنود صفقة تبادل للأسرى، ترافقها هدنة إنسانية طويلة الأمد، مع إدخال المساعدات على اختلاف أنواعها، وبكميات مناسبة، لسد الفجوة الكُبرى التي يحتاجها الشعب الغزي.
من هنا يستكمل اجتماع باريس المفاوضات والمحادثات مع طرفي النزاع – فصائل المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي. وقد كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين، ولكن بعض المعلومات التي ترشح عن المجتمعين في باريس، تفيد إلى التوصل لشبه اتفاق، بعد أن تم تذليل العقبات أمام الاتفاق الذي ينتظر موافقة المقاومة الفلسطينية، حيث سيتم إرسال بنوده اليوم، وقد تأتي الردود في الساعات القادمة، كما هو أو مع بعض التعديلات، وبالتالي قد يتم التوقيع عليه في الساعات القادمة مع تحديد موعد بدء التنفيذ، وبالتالي سينعكس هذا الأمر ارتياحاً على فلسطينيي غزة ليتنفسوا الصعداء، بعد الأيام والأسابيع العصيبة التي مرت على الغزيين، والتي زاد عددها عن مئة وأربعة عشرة يوماً.
ستتم عمليات التبادل على دفعات، وهي تشمل الأطفال والنساء وكبار السن في المرحلة الأولى، وقد تمتد لتصل إلى تبادل العسكريين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وذلك مقابل أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الإسرائيلي، مقابل الأطفال والنساء وكبار السن، على أن تجري عملية تبادل الأسرى العسكريين الصهاينة مقابل تبييض السجون الإسرائيلية.
هذا الأمر إن مضى كما يُتوقع له، سيكون قد وصل إلى الهدف الأساسي لعملية السابع من أكتوبر، وهو الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، ومن ثم باقي الأسرى، والذين يزيد عددهم عن عشرة آلاف أسير، بعد أن تم زيادة عددهم منذ السابع من أكتوبر، نتيجة عمليات الاعتقال اليومية التي تقوم بها أجهزة الكيان الصهيوني باقتحامها القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
لذا، فإن تحقيق الهدنة في قطاع غزة حتماً سينعكس على جنوب لبنان، مما سينعكس هدوءاً في الجبهة الجنوبية ويمنح متنفساً لأهالي الجنوب كما أهالي غزة، لالتقاط أنفاسهم وتحقيق بعض الهدوء.
Visited 14 times, 1 visit(s) today