جبهة معارضة وسطية “عابرة للطوائف”…
سمير سكاف
محطات هامة مرت على لبنان، قدم فيها الشعب اللبناني نماذج انتفاضية وثورية للتخلص من الظلم ولمحاولة بناء وطن.
ومن دون العودة إلى تجارب قام الكثيرون بتقييمها مراراً، يحتاج لبنان إلى تحديد المرحلة المقبلة للاستمرار في المحاولات للخروج من جهنم.
وفي الواقع الذي يجب مواجهته أولويات عدة، وهي:
1 – الانقسام الطائفي والمذهبي.
2 – الفساد.
3 – السيادة المسلوبة، ووحدة السلاح.
4 – إعادة الأموال المنهوبة.
5 – إحياء المؤسسات الدستورية.
6 – إعادة تأهيل الإدارة والقضاء والمؤسسات الأمنية.
7 – إعادة إطلاق الحركة الاقتصادية والانضباط المالي.
إن الانفتاح والتعاون في إطار معارض لسلطة الأمر الواقع، بين المعارضة وبين جمهور الثورة، هي أمور ضرورية للمرحلة المقبلة. فالموجة الثورية الأولى انتهت في 15 أيار 2022، وحركة 14 آذار انتهت من قبلها. ولا يمكن إحياؤهما، بانتظار موجة ثورية أخرى!
وبالتالي، فإن حفنة النشاطات “الثورية” الصغيرة، على أهميتها، لا يمكن أن تؤدي الى أي تغيير في حياة اللبنانيين. لذلك، فالمرحلة تحتاج الى توحيد الجهود وتخطي عراقيل التلاقي ورفض الآخر.
إن الحاجة هي، في الممكن، إلى تصفية النوايا لإنشاء “جبهة معارضة وسطية عابرة للطوائف”، تخفف من الفيتوهات المتبادلة، قادرة أن تتعاون مع معارضين آخرين وأن تواجه السلطة.
والحاجة هي إلى عنوان (New Brand)، وهوية سياسية جديدة يمكن على أساسهما خوض الانتخابات النيابية المقبلة ونحن في منتصف الطريق باتجاهها.
ويحتاج الناشطون أن يعوا أن الرأي العام سيقوم بمعاقبة التغيير ونوابه على أدائهم غير المرضي عنه من قبله بالتصويت الاعتراضي (Vote sanction) في الانتخابات المقبلة. والمؤشر الأساسي لذلك هو خسارة بيئة التغيير لكل الانتخابات الطلابية والنقابية الأخيرة!
إن العيش في حالة إنكار أو حنين إلى مراحل نجحت في زمن سابق، ولكنها لم تعد موجودة، سيؤدي إلى فشل لاحق، وإلى تمكين السلطة من غرس جذورها في الأرض أكثر فأكثر!
وعلى الرغم من احتمال كبير بمرور لبنان بنفق مظلم هائل في المرحلة المقبلة، فإن لبنان يحتاج إلى نفس جديد يفتح أفقاً جديداً مشعاً، ويحمل الآمال لمواطنيه في الداخل، كما لمهاجريه.