الشعيبية العدراوي.. أيقونة المسرح المغربي
أحمد حبشي
احتفاء باليوم العالمي للمسرح نظمت مندوبية وزارة الثقافة والشباب والاتصال بالدارالبيضاء، ليلة 25 مارس بالمركب الثقافي محمد زفزاف، حفلا بادها لتخليد هذه المناسبة العالمية، مساهمة في ترسيخ وتثبيت تقليد سنوي، يسعى من خلاله العاملون بالميدان والمرتبطون بعوالمه، إلى لفت الانتباه إلى محورية المسرح في جوهر العمل الثقافي، وما يميزه كمجال ابداعي تتكامل فيه عناصر ثقافية متعددة، تحقق التفاعل المباشر بين الابداع والمتلقي في أجواء نوعية للتعبير عن مكامن الحكي واستيعاب ابعاده.
في مستهل الحفل تليت الرسالة العالمية، التي تجسد الاستحضار الكوني للحظة السمو بهذا المجال الإبداعي، وتحقيق البعد الإنساني النبيل الرامي إلى تحقيق تقارب الشعوب وتكاملها، في اعتماد صيغة التفاعل مع الواقع بآليات ومقومات مشتركة تبرز مكانة الانسان وقيمة تفاعله مع محيطه الخاص والعام.
كانت المناسبة شرط لاستحضار الذاكرة المشتركة، واستعادة عوالم الابداع وما تركته بصمات العاملين في رحابه، احتفاء بما ميز عطاءاتهم ومساهماتهم في تكريس ثقافة الابداع الخلاق، الرامي الى ربط الكائن البشري بمحيطه وفتح آفاق تطور وعيه، لإدراك مدى تأثير فعله وتفاعله مع محيطه.
هكذا كانت اللحظة مناسبة تم خلالها الوقوف وقفة اجلال وتقدير، تكريما لبعض رموز حقبة تاريخية من زمن الابداع المغربي، التي تميزت بالعطاء السخي والجهد الصادق في تطوير مجال المسرح وتكريس ريادته جهويا وعلى الصعيد العربي. ولعل أبرز ما ميز اللقاء، الذي حضروه ثلة من المبدعين والمهتمين بالمجال الفني والمنخرطين في توسيع مجال اشعاعه، لحظة تكريم الفنان المقتدرة والممثلة المتميزة، السيدة الشعيبية العدراوي، رائدة من رواد فن التمثيل والتي شكلت بحضورها الفني منذ الخمسينيات من القرن الماضي، مرجعا وقدوة تحدى على مستوى الأداء الباهر، من مشاركتها في العديد من الأعمال الفنية، سواء على مشتوى الأداء على الركح أو عبر الشاشة، في السينما أو التلفزيون. لقد كان الاحتضان لهذه الهامة الفنية في مستوى ما تستحقه من تقدير واعتبار لما اسدته للمسرح والسينما، وما حققته من بهجة وسرور لملايين المتبعين لأعمالها، وما اشتهر به من أدوار، كحضورها اللافت في مسلسل “لالة غنو” فشكرا لمندوبية وزارة الثقافة على هذا الاستحضار الذي استعدنا معه جميل الذكريات مع هذه السيدة التي ستظل إلى جانب رفيقاتها، رمزا من رموز المقاومة لكل أشكال التهميش والاقصاء التي ظلت تحاصر الكثير من المبدعات.
اختتم الحفل بعرض مسرحي متميز في بنائه وشكل عرضه، تألق من خلاله المخرج المقتدر ناسور، الذي وظف كما اعتاد في جل أعماله، كل مهارته الفنية في تحقيق التفاعل المطلوب لكل عمل فني والجمهور الحاضر. ومرة أخرى أكد الممثلون والممثلات علو كعبهم وتألقهم في تحقيق الفرجة، وارسال الإشارات القوية على أن مفعول التكوين الأكاديمي أضاف الكثير في الرفع من مستوى الجودة وتحقيق الامتاع. فتحية تقدير لكل من ساهم وأشرف على تنظيم الاحتفال والحشد الكبير من الفنانين والمبدعين الذين ساهموا بحضورهم الوازن لتخليد اليوم العالمي للمسرح.