هل سيناريو الحل في رفح ممكن على طريقة “إخراج” عرفات من بيروت؟!
إسرائيل، التي لم تحقق أهداف حربها بعد، نجحت ميدانياً بالحد من قدرات حماس النارية. فأصبحت الرشقات الصاروخية من جانب حماس باتجاه المستوطنات الإسرائيلية نادرة جداً!
ولكن حماس نجحت بالأمس بإرسال رسالة هامة لإسرائيل وللمفاوضين في قطر، رسالة ميدانية وسياسية في آن. وذلك، برشقة صواريخ أطلقتها من.. شمال غزة!
مجلس الأمن، من جهته، اتخذ قراراً ملزماً بوقف النار في شهر رمضان مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت من دون استعمال حق النقض، الفيتو. وهي خطوة أميركية هامة! خطوة أغضبت الإسرائيليين وجعلتهم ينسحبون من اجتماعات عدة مقررة مع الأميركيين أو بحضورهم.
وهذا القرار، هو الأهم لمجلس الأمن منذ 7 أكتوبر. لأنه ملزم دولياً، حتى ولو لم تقم إسرائيل باحترامه.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يريد الاستمرار بالحرب “الوجودية”، في حين تحاول الولايات المتحدة البحث عن مخارج لا تشغلها في انتخاباتها الرئاسية! فما هو المخرج الأميركي المحتمل، ولو باحتمالات ضئيلة؟!
الوزير الأميركي أنطوني بلينكن ينوي تقديم حل لمنع اقتحام رفح! فكيف يتمكن من إقناع بنيامين نتانياهو؟! وكيف يمكنه إقناع حماس قبل نتانياهو؟ وهل يملك مساحة حركة كافية في الوقت الذي يضيق كل لحظة؟!
السيناريو الذي يمكن أن يقترحه بلينكن، وهو أقرب الممكن، هو إخراج على طريقة إخراج ياسر عرفات ومنظمة التحرير في العام 1982 في بيروت.
أي إن المخرج قد يكون بإخراج ما تبقى من مقاتلي حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار ومحمد الضيف من رفح ومن كل غزة باتجاه مصر كمرحلة أولى، وبعدها الانتقال إلى أي منطقة أخرى! مثل اسماعيل هنية وخالد مشعل…
أما المخرج السياسي، فسيحمل إبعاد حماس عن السلطة في غزة، وتكليف السلطة الفلسطينية بإدارة القطاع بانتظار حل الدولتين، الذي لن يكون بلوغه سهلاً!
ولكن هذا السيناريو ليس مقبولاً من حماس، وقد لا يكون مقبولاً من الجانب الإسرائيلي! وفي كل الأحوال، قد لا تقبل إسرائيل بوقف الحرب من دون اقتحام رفح. وإلا فإن إسرائيل ستعتبر نفسها مهزومة. وبالتالي فإن اقتحام رفح سيصبح واقعاً، ولو بعد حين!
حماس تسعى لكسب الوقت بهدف… كسب الوقت! ومع ذلك، فإن ما بعد رمضان لن يكون كما قبل رمضان أو خلاله! بل سيكون أكثر عنفاً وأكثر دموية. ووزير الحرب الإسرائيلي غالانت ذهب الى الولايات المتحدة للحصول على “تموين” عسكري بالقذائف والصواريخ لتدمير رفح!
في هذه الأثناء، ما تزال غزة على طريق الجلجلة، ورفح تنتظر ساعة صلبها، مع دخول المسيحيين أسبوع الآلام في التقويم الغربي والمسلمين في شهر رمضان. فقرار اقتحامها يبدو وأنه متخذ سياسياً وعسكرياً في القيادة الإسرائيلية.
إن مرحلة اقتحام رفح لن تكون طويلة على الأرجح، كما يعتقد البعض. إذ أن رفح، في الواقع الميداني، ساقطة عسكرياً! ولكن يجب بالضرورة البحث، وبسرعة، بسيناريو جدي يمكنه إنقاذ العدد الأكبر من ساكنيها؟!