الكاتب الاحتفالي كاتب عمومي
د. عبد الكريم برشيد
فاتحة الكلام
وأبدأ من الأسئلة التي لابد منها، والتي هي:
– هذا الكاتب المسرحي الذي يكتب، في يقظته ومنانه، وفي صحوه الواعي وفي سكره الصوفي، لمن يكتب تحديدا؟ أو لحساب من يكتب؟ لهذه الجهة أو لتلك؟ وما الذي يدفعه لأن يكتب أصلا، وهو يعلم ان الزمن هو أصدق كل الكاتبين، في هذا الوجود الذي ليس فيه كتابة أكبر وأخطر من كتابة الوجود؟
ونعرف أن الشاعر العربي القديم كان يبدع شعرا لفائدة العشيرة والقبيلة، لأن العالم عنده ينتهي عند حدود القبيلة، ثم أصبح من بعد يكتب ما يكتبه لحساب الحزب أو لفائدة الناشر أو لفائدة الإدارة أو لفائدة الشركة، أو لحساب الشباك، أو لحساب الموجة العالية، أو لحساب ما يريده سوق الكنابة، أو لفائدة الرأي العام أو المناخ العام أو الذوق العام؟
وفي مثل هذه الكتابة التي ليست كتابة، تحضر سلطة الآخر، فردا كان هذا الآخر أو كان جماعة، أو كان هيئة، أو كان مجرد كيان رمزي فقط.
ويحرص الكاتب الاحتفالي على أن يكون في كتابته حرا ومستقلا وصادقا ومدهشا ومثيرا ومشاغبا، وعلى ان يكون عرافا وشاعرا وساحرا وحكواتيا وعالما وفقيها أيضا.. وعلى أن يخبئ في حروفه وكلماته وعبارته قوته الهادئة والناعمة، وعلى أن يكون طاقة روحية ووجدانية وعقلية، وأن يكون سلطة عاظلة ومنصفة، وأن يكون مؤسسة فكرية متكاملة الأركان، وعلى أن يكون في كتابته سلطان عالمه وسلطان نفسه وسلطان فكره وسلطان إبداعه، والذي يحمل بصمته الوجداني التي تشبهه ويشبهها.
ومهمة هذا الكاتب الحي هو أن يحيا الحياة أولا، وأن يكون دائم الإنصات لنبض الوجود والموجودات ثانيا، وأن يضبط ساعته النفسية على توقيت التاريخ ثالثا، وأن يحرص على أن يكون مترجما صادقا، تنطق بلسانه روح الكتابة الجوانية، قبل رسمها البراني، وتتكلم في كلماته وعباراته روح اللحظة الحية، وأن يقرأ هذا الكاتب سفر الأيام والليالي، وذلك في طبعته الجديدة والمتجددة والمتحركة، وأن لا يكتب إلا ما تمليه عليه مولاتنا الحياة، وما تقرحه عليه أسئلة ومسائل الناس الأحياء.
وهذا الكاتب الاحتفالي، العاقل والحر والمستقل والإنساني والكوني، كيف تتصوره الرؤية الاحتفالية؟ هذا ما سوف نجيب عنه في هذا النفس الجديد من هذه الكتابة الاحتفالية الجديدة.
الكتابة حياة وحيوية وليست وظيفة ولا سلعة
ونحن نعرف، أن أسوأ شيء بالنسبة للاحتفالي، هو أن يكون هذا الكاتب موظفا في إدارة، وأن يكتب بحسب الطلب، وأن يكون آلة تنتج الكتابة بشكل آلي، وأن يكون ملزما بأن يكتب ما يملى عليه، ما يقتنع به وما لا يقتنع به، وما يعشقه ويهواه وما لا يعشقه، وأن يجد هذا الكاتب نفسه داخل (ماكينة) جهنمية قائمة على تراتبية إدارية قاتلة. وأن يكون له على رأسه رئيس براس مختلف، وأن يكون له مدير يديره ذات اليمين وذات الشمال، وأن يكون بذلك محكوما بقواعد وضوابط إدارية لا حياة فيها ولا حيوية ولا فكر فيها ولا جمال ولا جمالية، ومثل هذا الكاتب الوظيفي له وجود في الأنظمة الشمولية، وفي كثير من أنظمة العسكر أيضا، والتي حولت كثيرا من المدن العربية إلى ثكنات يحضر فيها الأمر والطاعة ولا شيء غيرهما.
وبالتأكيد فإن ذلك الكاتب الاحتفالي الحر، كما أكدت على ذلك الاحتفالية منذ (البيان الأول لجماعة المسرح الاحتفالي) لا يمكن أن يكون إلا مواطنا مدنيا، وأن لا ينتمي إلا لعالمه الذي له سننه الخاصة, وله منطقه الخاص، وله جاذبيته الخاصة، وله مناخه الخاص، وله طقسه الخاص، وعليه، فإن هذا الكاتب الاحتفالي الذي ناضل من أجل (التعبير الحر للإنسان الحر في المجتمع الحر وفي العالم الحر) لا يمكن ابدا أن يكون أجيرا في مصنع للكتابة الجاهزة، أو أن يكون موظفا في إدارة، وإن هذا الكاتب الاحتفالي الحر، وباعتباره صاحب رؤية ورؤيا، وصاحب خطاب ورسالة، فإنه لا يمكن أن يكون مسؤولا إلا .. أمام ضميره، وأمام الله، وأمام الحق والحقيقة، وأمام التاريخ، وأمام الناس الذين يكتب لهم وعنهم وبتفويض شفهي منهم.
وبحسب هذا الاحتفالي، فإن وجود (كتابة) بدون أسئلة الكتابة ليست كتابة، وقد تكون مجرد خربشة أو تكون رسما أو أي شيء آخر.
كما أن أية كتابة بدون ذاكرة، وبدون فكرة، وبدون تاريخ، ولا تبدأ بدايتها الخاصة منها، وتكتفي بأن تنطلق من حيث انتهى الآخرون، فانه لا يمكن أن تكون كتابة حقيقية.
وكل كتابة أيضا، لا يحضر فيها الحلم والوهم والشك والقلق والحيرة والاختيار والدهشة والخوف والرعب والتامل والمخاطرة والتحدي والتصدي والتمدد والتعدد والتجدد، فإنها ليست كتابة حقيقية. ويمكن أن تكون شيئا يشبه الكتابة، ولكنها أبدا لا يمكن أن تكون كتابة فكرية وإبداعية بشكل صادق وحقيقي.
كما أن وجود كتابة بدون فعل ولا انفعال ولا فاعلية ولا تفاعل، وبدون تحدي الذات الكاتبة أولا، وبدون تحدي العالم بكل أسئلته ومسائله ثانيا، وبدون جرأة في الحق، وبدون مراجعة، وبدون مخاطرة، وبدون مواجهة، وبدون تمرد، فإنها لا يمكن أن تكون إلا كتابة لا لون لها ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا طعم ولا حجم ولا صوت..
وكتابة بدون أرض صلبة تقف عليهأ، وبدون رؤية، وبدون موقف، وبدون بوصلة، وبدون طريق تختاره وتمشي فيه، وبدون أفق تتطلع إليه، وبدون لغة حية وجديدة ومتجددة تبدع بها وفيها، فإنه لا يمكن أن تكون إلا (كتابة) تدعي أنها كتابة وما هي فعلا كتابة.
ويعرف الجميع أن هذه الاحتفالية قد كانت دائما ضد ما يسمى اتحاد كتاب المغرب، وكانت أيضا ضد كل الاتحادات العربية التي تأسست قبله في أنظمة عسكرية مغلقة، والتي قفزت على المثلث الاحتفالي الذي هو: ( إنسانية الإنسان وحيوية الحياة ومدنية المدينة).
والأصل في الكتابة أنها فعل مدني، وأنها اختيار حر، وأنها خدمة عمومية، وأنها أقرب إلى الجنون العاقل منها إلى العقل المقيد والمعتقل. وهي فوضى نعم، ولكنها فوضى منظمة.
والولاء الوحيد الذي يؤمن به الاحتفالي هو الولاء للوطن، وذلك في بعده الإقليمي المحدود، أو في بعده الكوني الذي لا تحده الحدود، ولهذا فقد كان ضروريا أن يكفر هذا الاحتفالي بكل الاتحادات التي لا توحد، والتي تبني وجودها الهلامي على الوهم، والتي تقيم كياناتها المجردة على أساس الولاء الحزبي الضيق والمحدود، ولقد كان الصوت العالي في هذه الاتحادات، وعلى امتداد عقود طويلة، هو صوت (الكاتب) المستظل بظل هذا الحزب أو ذاكْ، أو المستظل بظل هذا النظام الحاكم أو ذاك، ولقد عشنا نحن، في هذه الكتابة، يتامى الكتابة، ولقد كنا أيضأ، في لعبة هذا الاتحاد خارج اللعبة، لأننا كنا أغبياء, وصدقنا إشاعة أن اتحاد الكتاب هو اتحاد حقيقي. وأنه اتحاد كتاب حقيقيين, وأنه يمكن أن يوحدنا.. ويوحدنا ضد من ؟
وفي ذلك الزمن الذي مضى بعضه، ولم يمض كله، كان كل الكتاب زعماء وقياديين، وكانوا ثوريين ومتمردين، وكانوا أنبياء ومرسلين، وبقينا نحن على الهامش نكتب كتابة هادئة ورصينة وعاقلة، بعيدا عن المزاعم والادعاءات، وبعيدا عن الهلوسات والشعارات.
الكتابة الاحتفالية والتأسيس السيزيفي
وعن سؤال لمن يكتب الكاتب، قال الاحتفالي بأنه يكتب لنفسه أولا، وانه من خلال نفسه يخاطب كل الناس، ويكتب لكل البشرية، وأن أسعد سعداء الكتاب هو من يرضي نفسه في الكتابة، وهو من ترضى عنه نفسه، وهو من ترضى عنه كتابته، وهو من يرضى عنه روح الكتابة، وهو من يرضى عنه تاريخ الكتابة.
في ذلك الزمن إذن، قرئت هذه الاحتفالية الجديدة والمجددة قراءة خاطئة، وتم ربطها بالتيار التاصيلي في المسرح العربي، وسؤال الأصالة والمعاصرة في الفكر السياسي العربي، وفي حوار مع الشاعر ياسين عدنان لحساب مجلة (دبي الأدبية) وجوابا عن سؤال الفرق بين التأصيل المشرقي والتأسيس المغربي، يقول الاحتفالي ما يلي:
(شيء آخر، هو أن التأسيس فعل سيزيفي (نسبة إلى سيزيف) في حين أن التأصيل هو فعل عوليسي (نسبة إلى عوليس) كما هو في ملحمة الأوديسة اليونانية، والذي ظل يبحث عن طريق العودة إلى أصله وإلى وطنه ايتاكا، وهذا الفعل السيزيفي، في الرحلة الاحتفالية، لا نتوقع أن ينتهي قريبا أو بعيدا. ونعرف أن قدرنا هو أن نفعل، وأن نبدع الأفكار، وأن نوجد المعاني، لهذا فإننا نقول كلمتنا ونمشي إلى الأمام، وان كان مقدرا لنا أن نمضي، غدا أو بعد غد، فإن هذه الكلمة المؤسسة للمعرفة والإبداع لا يمكن أن تمضي أبدا).
والكاتب الاحتفالي ليس واحدا من الناس، وفي ذلك البدء المؤسس كان جماعة. أو كان أسرة واحدة تنتمي كلها إلى نفس الأب وإلى نفس الأم وإلى نفس الكون الشعري والسحري، ولقد كان حلم هذه الجماعة الأسرة ‐ ومايزال ‐ هو أن تصبح هذه الجماعة الاسرة في يوم من الأيام مجتمعأ كاملا ومتكاملا، وأن تكون كل الكتابة الفكرية والإبداعية احتفالية وعيدية، لها نفس الاختيارات ولها المعجمات ولها نفس المفردات ولها نفس الجماليات.
في هذه الأسرة الكتابة أصوات متكاملة ومتحاورة ومتجانسة ومتناغمة، وهي متعددة طبعا، ولكن اللغة الفردوسية تجمعها، والكتابة الحيوية توحدها، وتجعل منها سينموفونية فكرية واحدة مركبة تركيبا فكريا وجماليا مقنعا وممتعا.
ولعل هذا هذا هو ما يفسر أن تجد لكتاباتي شبه اليومية ما يقابلها وما يكلمها وما يحاورها وما يؤنسها وما يشبهها وما رخالفها. ما يختلف عنها، ويسعدني أن أكتب اليوم عن بعض هذه الكتابات، والتي تزبد صرح الاحتفالية علوا وشموخا، وتزيد الخطاب الاحتفالي قربا من الناس ومن حياة الناس ومن الحقيقة ومن التاريخ.
وأبدا من صديقي وأخي ورفيقي في الطريق الاحتفالي الجميل والنبيل وأقول ما يلي:
د.محمد الوادي يتابع ما أكتبه أنا، وكأنها كتابته، وهي فعلا كتابته، وهي كتابتنا كلنا نحن الاحتفالين، وهي مرآة أرواحنا ومرأة نفوسنا ومرآة عقولنا، ويشهد الله أنني لا اكتب إلا عنا،ٍ وما أنا إلا كاتب عمومي يكتب للناس رسائل صادقة إلى الناس الصادقين، وهذا هو ما أوضحته في (الرحلة البرشيدية) التي صدرت عن منشورات ايديسوفت بمدينة الدار البيضاء، وتحديدا من خلال شخصية ساعي البريد، والذي من مهامه أن يسعد الناس، وأن ينقل إليهم رسائل الفرح، وفي تعقيبه على مقالة (معرض الكتاب الحكواتي الجديد يحكي الاحتفالية المتجددة) يقول الاحتفالي الجديد والمجدد د .محمد الوادي:
(ولأن حجم الاحتفالة كبير، وأفقها ممتد، وعدد عشاقها كبير، وفكرها عميق… فهي تحتاج إلى أكثر من ندوات.. وأكثر من قراءات ومقاربات. هي تحتاج إلى ما يناسب حجمها وعمقها وفكرها وعدد منتسبيها. على السلطة الثقافية أن تعيد الاعتبار للاحتفالية لأنها مشروع أمة.. وضمير أمة.. وثقافة ناطقة باسم أمة. لهذا وغيره لا بد وأن تكون موضوع مؤتمر فكري وفني وحمالي.. وأن تكون موضوع مناظرة عربية).
نعم، إنها مشروع أمة، وهذا ما أكدنا عليه دائما، وابتداء من أول بيان، ومن أول كلمة في تاريخ هذا المشروع النهضوي الواسع، وهي الحقيقة والتاريخ وروح التاريخ، وهي روح الإنسان في كل زمان ومكان، وهي الطريق إلى الذات الكبرى، وهي الأسئلة والمسائل التي لا يمكن أن نقفز عليها، وهي صورتنا في مرآة الفكر والعلم والفن، ومن يكره أن يرى صورته الجميلة والنبيلة في المرآة الجميلة والصادقة؟
ويختم د محمد الوادي كلمته التي يقولها، أو يكتبها يوميا كل الاحتفاليين ويقول (دمت دكتور عبد الكريم برشيد كبيرا.. وحينما أطلقنا عليك لقب سلطان المسرح العربي كنا على صواب.. وأنت أهل لذاك… محبة بلا ضفاف).
أما د. محبوب، والذي هو أحد الأعمدة الكبرى والأساسية الكبرى في الكتابة الاحتفالية، إلى جانب الكبير والرائد الأستاذ رضوان احدادو، فإننا نجده في تعقيبه الحواري يطرح الاحتفالية من زاوية أخرى، ومن منظور آخر، مما يدل على أن هذه الاحتفالية تقبل كل شي، ولا ترفض أي شيء، وهي ذات رمزية متعددة الأبعاد والمستويات ومتعددة الزوايا ومتعددة الحالات ومتعددة اللغات والخطابات، وفي هذا التعقيب يقول د.محمد محبوب:
(الاحتفالية تعود بقوة إلى المشهد الثقافي والمسرحي لتكريس حتمية تعددية في واقع ثقافي محكوم بمنطق الولاء وسلطة التحكم وعقلية الإقصاء، وثقافة الاستنساخ البعيدة عن الاجتهاد. والإبداع، والتفكير والمساءلة).
نعم، إن هذه الاحتفالية، وباعتبارها حياة وحيوية، وباعتبار أن الاحتفال فيها هو جزء من دورة الحياة اليومية، فقد كانت محكومة بالحضور الأبدي والسرمدي، وكانت ممنوعة من الغياب النهائي، وهي في حياتها تذهب وتعود، وتظهر وتختفي، وفي كل دورة حياة تسجل إضافة فكرية وجمالية أخرى جديدة، وهي في حركيتها تؤكد ذاتها، من غير أن تلغي غيرها، وهي فعلا ضد منطق الولاء الكهنوني، وهي ضد الغيب والتغييب وضد الغيبيات، ومنطقها هو نفس منطق الحياة ونفس منطق الواقع ونفس منطق التاريخ ونفس منطق الجمال.
ويضيف د، محمد محبوب في كلمته (فإذا كان الانفتاح على ثقافة الآخر من الضرورات التي تفرضها ريادة الغرب وانجازاته العلمية والفكرية، فإن ذلك لا يلغي حقنا في التفكير والاجتهاد وإثراء الفعل الإبداعي، وتخصيب السؤال النقدي، وفتح الأفق الإبداعي.
ومن ثم فإن الاحتفالية تحمل دعوة لتجاوز بؤس الانغلاق وضحالة الاستنساخ… فهي إبداع مستمر، وخرق الجاهز وبحث عن المختلف والمغاير. إنها باختصار اجتهاد فكري وجمالي مستمر ومتجدد. فتحية للإبداع المنكتب بالروح و الجسد والكلمات).
وهو بهذا لا يطالب بأن يكون لهذه الاحتفالية امتيازات خاصة، وما يؤكد عليه هو أن يكون من حق هذه الاحتفالية المجدة والمجتهدة أن تمارس حقها الطبيعي في التفكير الحر، وأن تعيش الاختلاف فكريا وجمالبا بشكل ديمقراطي، وفي النهاية، فإن الاجتهاد في المسرح المغربي والعربي، هو اجتهاد في المسرح الإنساني والكوني في كل أبعاده التاريخية والجغرافية.
أما صوت المستقبل، في هذه الاحتفالية المتجددة، والتي يمثلها المسرحي الشاب المنصف الخمليشي ومن معه، فهو دائم الحضور الجميل في هذه الكتابة الحميلة، ولأنه تعثر عليه حضور ندوة الاحتفالية في معرض الكتاب بمدينة الرباط، فقد كتب يقول:
(وكأنني حضرت للندوة التي لم أتمكن من حضورها لدواعي العمل، فعلا الاحتفالية يحاربها المجهولون أولئك الأنونيموس المخترقين لفعل الاحتفال، والذين يبكون عن الأطلال حتى تسقط، دامت الاحتفالية، المدرسة المؤصلة للفعل المسرحي العربي، تحياتي).
أما ذ، حميد تشيش، الأستاذ المربي والمسرحي والسيناريست والمؤرخ، فقد قال كلمته التي هي كلمة بدرجة شهادة شاهد صادق، لقد قال:
(خالص تحياتي صديقي وأخي سيدي عبد الكريم مبدع ومنظر الاحتفالية المتجددة معبدة الطرق والسبل نحو اتصال الذوات في فضاءات الأعياد والاحتفال… دام لك الألق والتوجه ودمت منارة علمية شامخة للإبداع والتنظير).
أما ذ. أحمد باهي فقد كانت كلمته شهادة أخرى في حق احتفالية إنسانية تؤكد على أجمل وأكمل وأصدق ما في الوجود وفي الحياة، ولقد قال:
(أمير الاحتفالية يبسط أرجاء المسرح مساحة تنبض بقوة الحضور والإبداع والجمال من زوايا الكتابة والتفاعل والنقاش الحاضنة لرسالة النبل والقيم والسحر. دمتم كما أنتم نبراسا وفرجا وفرحا بالإنسان في انسيابية أنيقة متفردة وتوقيع محفور… دمتم ودام التألق والألق والتفرد سمتكم…).
أما ذ. مداد مدني من مدينة تازة، والتي هي أحد معاقل الاحتفالية، أو هي إحدى عواصمها الكبرى فقد قال:
(جميل حقا توصيفكم للاحتفالية بأنها حلم لا تدركه الشمس.. وبأنها ممنوعة من الصرف والانصراف.. فحددتم مكانها وزمانها الرمزيين بأدق تحديد، وبأحسن تحديث.. زادكم الله حكمة ورقيا وتبصرا..).
أما د، نور الدين الخديري. والذي يمثل الجديد في الكتابة النقدية الجادة والرصينة، بعيدا عن التحالفات فقد قال:
(بوركت جهودكم أستاذنا الكريم المبدع العزيز الدكتور عبد الكريم برشيد، فعلا كان الحكواتي جديدا ومتجددا، جديدا لأنه في زمن معاصر زمن الكتاب والصورة والتكنولوجيا، ومتجدد لأن الحكاية لم تنته بعد، مازالت تعطينا الأمل لسرد الكثير منها ولكونها بنت شرعية للاحتفالية التي لا تنقطع إلا لكي توصل بالآت، والدليل على هذه الأنفاس المتجددة للحكواتي، ما يكتبه – بحيوية غير مسبوقة-عبد الكريم برشيد في صفحته الفيسبوكية التي يعتبرها هذا المبدع ساحة (مساحة) للتواصل واللقاء بكل متلق ينشد الجمال، ويبحث عن الجديد في الأصيل، وعن الأصيل بتقليعة جديدة، دمتم ودام إبداعكم).
وبخصوص الأخلاق الاحتفالية، فيقول د. محمد محبوب ما يلي:
(الأخلاق تعلمناها من نبلكم ، وتواضعكم، وحسن معاملتكم .كما تشربناها من مدرسة الاحتفالية التي قبل أن تكون اجتهادات في مجال الكتابة الدرامية والركحية فهي رؤية للكون محملة بالقيم الإنسانية الراقية).
ويعود د.محمد محبوب مرة ليقول:
(باعتزاز كبير وسعادة غامرة استقبلت هذه الكلمات التي تفيض صدقا وتقديرا. فهي خلاصة مسيرة طويلة قضيتها مع أستاذي وأستاذ الأجيال في النضال الثقافي من أجل ترسيخ القيم النبيلة والقواعد الراقية لفن الركح. وقد كانت الاحتفالية دائما مرجعنا في الرقي الفكري والأخلاقي والجمالي. … فهي تكتنز رصيدا انسانيا ووجوديا ومعرفيا يحيل على تاريخنا وتراثنا وحضارتنا الممتدة والعربقة. كما. تفصح عن عبقرية مبدعها وثراء رصيده الفكري. ونبل أخلاقه وعمق رؤيته. دام له العطاء والتألق).
وفي رده يقول الاحتفالي عبد الكريم برشيد:
(وهذا هو الوجه الحقيقي للاحتفالية، فهي أخلاق عالية قبل كل شيء، وهي صدق ومصداقية، وهي عطاء وسخاء، وهي جمال في العين والقلب).
أما د، نور الدين الخديري فيقول:
(حياك الله يا شيخ الاحتفالية وسلطان المسرح العربي كما سماك صديقنا المشترك دكتور محمد الوادي، كنت في الموعد حكواتيا متفردا، ومتلقيا فطنا لكل ما قيل بشأن الاحتفالية وعوالمها، سواء ما جاء في ثنايا كتاب العزيز الدكتور عطاء الله، أو عبر الامتدادات والتقاطعات التي جعلت الجميع يعيش طقوسية الاحتفالية، ومن محاسن الصدف ومكرمات هذه الاحتفالية أنها عاشت ألقها في يومين متتاليين، وكان لها احتفالي مهووس بإبداعها وفكرها وفلسفتها وذلك في اليوم الثاني ويتعلق الأمر بالدكتور محمد محبوب، مودتي لكم جميعا)
أما ذ. عبد الاله ميموني فيقول:
(سلام. مرحى أستاذ الفاضل الدكتور عبد الكريم برشيد.. خلاصة المقال: أن هذه الاحتفالية شجرة أصلها ثابت ومتجذر في أعماق هذه الأرض الطيبة تؤتي أكلها بإذن ربها سبحانه.. وتنضح بـ: الجمال، إبداع، الابتكار، التصوف، إنسانية الإنسان.. وو.. وكذلك هذه الاحتفالية العالمة والعيدية جاءت لتحطم الأصنام المقدسة للمدرسة الأرسطية والتي كان في زمن وفي عهد قريب بالنسبة للمشتغلين والمهتمين والمبدعين لعالم المسرح من جنح أو خرج عن القواعد الصارمة والمقننة للمسرح الكلاسيكي الأرسطي يتهم بالزندقة و”الكفر” ويحكم عليه “بالحرق حيا” كما فعلت الكنيسة في القرون الوسطى بالعالم “جاليلي”.. !! ونشير أيضا أن سيرورة هذه الاحتفالية منذ ولادتها ومن خلال بياناتها كانت تؤمن بالحوار والنقاش والتفاعل وحرية الرأي وأيضا كانت تجيب على كل الأسئلة المطروحة ومن بين أهمها مكانة ودور هذا الإنسان في هذا الكون و الوجود..
كفنان عبد الإله أتمنى أن يظل هذا المسرح.. وهذه الاحتفالية تؤدي رسالته الفنية و الجمالية والروحية الصوفية والفلسفية وإبداعية لساكنة هذه المعمورة.. وتنشر المحبة والفرح والاحتفال والبهجة والتفاؤل والأمل.. وتظل هذه الاحتفالية تشنف مسامعنا ويتردد صداها كسمفونية في أرجاء هذا الكون الفسيح إلى أن يفنى هذا الوجود.. شكرا جزيلا) وأمام الحقيقة وأمام الناس الذين يكتب لهم وعنهم، في زمن المظلات العقائدية والحزبية عاش الكاتب الاحتفالي بدون مظلة. غير منتم إلا للقيم الإنسانية الخالدة، ولم يكن مع هذه الطبقة ضد تلك ولا نع هذه الفئة دون غيرها،
ومن مدينة تازة يأتي صوت ذ. مداد مدني. والذي هو أحد الأصوات التي حكت روح المسرح بلغة الحياة اليومية. إلى جانب الكبير الاحتفالي ذمحمد بلهيسي، والذي هو كاتب وشاعر زجال ومخرج مسرحي. والذي نشر الاحتفالية في المغرب وفي العالم العربي بإبدعاته المسرحية الممتعة والمقنعة. ومن مدينة تازة، ومن فارسها بلهيسي خرج إلى الوجود (بيان تازة للاحتفالية المتجددة) والذي كان فاتحة كل البيانات التي أتت من بعد، والتي حملت أسماء المدن المغربية التي صدرت منهامثل (بيان طنجة للاحتفالية المتجددة) و(بيان سيدي قايم للاحتفالية المتجددة) و(بيانات كازابلانكا للاحندتفالية المتجدد) (وبيان ام درمان للاحتفالية المتجددة) و(بيان أربيل للاحتفالية المتجددة) و(بيان عمان لاحتفالية المتجددة) و(بيان الشارقة للاحتفالية المتجددة).
ومن هذه المدينة دوت أصوات الاحتفاليين، الصادقين من أمثال نور الدين بن كيران وعبد الحق بوعمر والثنائي محمد وأحمد بلخير وغيرهم كثير جدا، من مدينة تازة إذن والتي هي احدى عواصم الاحتفالية، يأتينا صوت ذ.مداد المدني ليقول؛
(جميل حقا توصيفكم للاحتفالية بأنها حلم لا تدركه الشمس.. وبأنها ممنوعة من الصرف والانصراف.. فحددتم مكانها وزمانها الرمزيين بأدق تحديد، وبأحسن تحديث.. زادكم الله حكمة ورقيا وتبصرا..).
والاحتفالية منظومة أخلاق أيضا
وبخصوص الأخلاق الاحتفالية، والتي جوهر الفلسفة الاحتفالية، فيقول د.محمد محبوب: (الأخلاق تعلمناها من نبلكم، وتواضعكم، وحسن معاملتكم. كما تشربناها من مدرسة الاحتفالية التي قبل أن تكون اجتهادات في مجال الكتابة الدرامية والركحية، فهي رؤية للكون محملة بالقيم الإنسانية الراقية).
ويعود دمحمد محبوب، مرةاخرىوفي تدوين اخرى ليقول: (باعتزاز كبير وسعادة غامرة استقبلت هذه الكلمات التي تفيض صدقا وتقديرا.فهي خلاصة مسيرة طويلة قضيتها مع أستاذي وأستاذ الأجيال في النضال الثقافي من أجل ترسيخ القيم النبيلة والقواعد الراقية لفن الركح. وقد كانت الاحتفالية دائما مرجعنا في الرقي الفكري والأخلاقي والجمالي… فهي تكتنز رصيدا ‘نسانيا ووجوديا ومعرفيا يحيل على تاريخنا وتراثنا وحضارتنا الممتدة والعريقة. كما تفصح عن عبقرية مبدعها وثراء رصيده الفكري. ونبل أخلاقه وعمق رؤيته.دام له العطاء والتألق).
وفي رده يقول الاحتفالي عبد الكريم برشيد:
(وهذا هو الوجه الحقيقي للاحتفالية، فهي أخلاق عالية قبل كل شيء، وهي صدق ومصداقية، وهي عطاء وسخاء، وهي جمال في العين والقلب).
أما الكاتب المسرحي والروائي والسيناريست المصري السيد حافظ. فقد قال:
(برشيد صديقي الصدوق كأننا ولدنا من أب واحد هو المسرح، وتعلمنا وعلمنا أجيالا وأجيالا، كيف تعطي بلا حدود وتتحمل خيانة المسرحيين؟).
وهذا هو الكاتب الاحتفالي الحقيقي. فهو كاتب عمومي متطوع. يعطي بلا حدود ويحمل خيانات الأفراد والمردؤسسات، وهو صوفي زاهد، وهو مناضل وجودي مجدد ومتجدد، وهو ساعي بريد يحمل للناس رسائل البهجة والفرح.
Visited 34 times, 1 visit(s) today