هل تفاجىء قبرص نصرالله؟

هل تفاجىء قبرص نصرالله؟
 
سمير سكاف 
 
       إن تهديد إيران لقبرص ليس خطوة معزولة. ولكن ستستتبعه خطوات أخرى مشابهة!
 
إن تهديد حزب الله وحده لقبرص غير جدي! وبالتأكيد، لن يقلق هدهد حزب الله قبرص! فالحزب يستطيع الحصول على كثير من الصور الجوية وتكوين بنك أهداف عبر تطبيقات كثيرة وعبر أجهزة مخابراتية “صديقة”!
 
وكذلك، لا يمكن لحزب الله واقعياً أن يفتح عليه أكثر من جبهة. فهو يحتاج إلى كل إمكانياته في حرب إسرائيل عليه وعلى لبنان! وهي إمكانيات غير كافية، ولن تمنع بالتأكيد من تدمير لبنان!
 
أما التهديد الإيراني لقبرص فهو قد يكون رسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة وإلى الاتحاد الأوروبي عن نيتها بتوسيع الحرب في المنطقة، في حال بادرت إسرائيل بمهاجمة حزب الله، وأن الحرب قد تصبح إقليمية، أي حتى بتهديد دول خليجية ومطارات خليجية وقواعد أميركية فيها.
 
    من جهة أخرى، تتواجد الأساطيل الأميركية والأوروبية في البحر المتوسط بالعادة بين جزيرة مالطه وجزيرة قبرص. وهما محطتان أساسيتان قبل تدخلهما في عمليات الشرق الأوسط.
 
وتستقبل قبرص حوالى 1.6 مليون سائح روسي وآلاف الأعمال الروسية. وهي تعتبر أيضاً “مطلاً” أساسياً لروسيا على البحر المتوسط. أي أنها هي عملياً في حماية مزدوجة أميركية – روسية!
 
لبنان يحتاج قبرص، وقبرص لا تحتاج للبنان!
 
    يمكن لقبرص، في حال “محاولة” تهديدها جدياً أن تسهم بحصار لبنان بحرياً، وتمنع حركة السفن منه وإليه. قبرص كانت دائماً المحطة الأولى لخروج اللبنانيين من جحيم الحرب، وبخاصة الخروج البحري للمغتربين اللبنانيين للعودة الى أماكن إقاماتهم في الاغتراب.
 
وهي كانت دائماً حاضنة آمنة لهم في أزمان حروبهم. وعدد اللبنانيين المقيمين فيها كان يصل إلى حوالى 100.000 عائلة في حروب الثمانينات، أو حتى في حرب تموز 2006، حيث قدمت 25 مدرسة لإيواء الوافدين اللبنانيين!
 
ويمكن لقبرص أن توقف انتقال اللبنانيين، السهل وغير المكلف نسبياً إليها. والأسوأ هو أنها، إذا شاءت، تستطيع إعادة اللبنانيين المقيمين فيها والذين طوّروا أعمالهم فيها، هرباً من الحرب، إلى بلادهم!
 
كما أن قبرص كانت الجسر الأساسي والبوابة الرئيسية لدخول المساعدات اللوجستية إلى لبنان في أزمان الحصارات عليه. وكانت محطة أساسية لنقل الطيران المدني اللبناني لحمايته.
 
هل تحتاج إسرائيل لقبرص بالفعل في حربها على لبنان؟ في الواقع، النقطة الميدانية الأساسية هي في استعمال إسرائيل المطارات القبرصية خاصة لنقل طيرانها المدني، تماماً كما يفعل لبنان في العادة! ومن غير المرجح، مع أنه أمر ممكن أن تستعمل إسرائيل مطارات قبرص لطلعات عسكرية. 
 
باستثناء ذلك، فإن الأساطيل الأميركية والأوروبية ستتكفل بالحصار البحري على لبنان!
 
قد تكون “دعسة ناقصة” لنصرالله، ولكنها خطوة “مقصودة” لإيران! وهي في النهاية تسهم في إضعاف دفاعات لبنان الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية واللوجستية! 
 
وإذا كان تهديد قبرص ليس خطوة معزولة. فمن التالي؟!
Visited 25 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني