وزارة الثقافة النرويجية تُنوه بالباحث المغربي المصطفى اجْماهْري
تغطية : مبارك بيداقي
بحضور السيدة آن مارغريت آبيل ممثلة سفير مملكة النرويج بالرباط، والسيد بنيت كليجدسين، القنصل الشرفي للنرويج بالدار البيضاء وشخصيات محلية ومهتمين بالدراسات الثقافية والتاريخية، نظمت جمعية صيانة المقبرة الأوروبية بالجديدة بتعاون مع جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث، والمندوبية الجهوية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مائدة مستديرة في موضوع “لارسين، البحار المجهول بمقبرة الجديدة. صفحة من الذاكرة النرويجية -المغربية” وذلك يوم الخميس 27 يونيو 2024.
وقد جرت فعاليات هذا اللقاء بمتحف المقاومة بالجديدة، وقام بتنشيطه الباحث المصطفى اجماهري، كاتب وناشر سلسلة “دفاتر الجديدة”، بمساهمة السيد جان كلود فوشي رئيس جمعية صيانة المقبرة الأوروبية بالجديدة، وذ. صالح جبران المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجديدة، وذ. الجلالي ضريف، كاتب عام جمعية ذاكرة دكالة.
في بداية اللقاء قدم السيد جان كلود فوشي ورقة تعريفية بالمقبرة الأوروبية بالجديدة التي تعود إلى سنة 1912 مذكرا بأنها تحفظ رفات عدد من الفعاليات الأجنبية التي عملت لصالح المغرب والمغاربة مشيدا من بينهم بالدور الاجتماعي والثقافي الذي قامت به، مثلا، الطبيبة الليبرالية أوجيني دولانوي إبان فترة الحماية.
وبدوره تناول الكلمة ذ. صالح جبران الذي نوه بمثل هذه اللقاءات التي تعنى بالذاكرة المشتركة المغربية الأوروبية والتي أسست لتاريخ طويل من التعاون والتفاهم المثمر خاصة إبان الحرب العالمية الثانية والتي شارك فيها عدد كبير من الجنود المغاربة تلبية لنداء الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه. وأضاف أن الحديث اليوم عن سيرة البحار النرويجي لارسين هو مثال من بين أمثلة عديدة يعيد إلى الذاكرة المشتركة ما كانت تمتاز به من أواصر التعاون والصداقة.
وقدم المصطفى اجماهري مجموعة من التفاصيل عن كيفية عثوره على قبر البحار النرويجي لارسين بمقبرة الجديدة والذي كانت عائلته ودولته تجهلان مكان دفنه بعد وفاته منذ عام 1941. فقد توفي لارسين على إثر مرض أصيب به نتيجة الظروف السيئة وهو في معتقل سيدي العياشي جوار مدينة آزمور في عهد نظام فيشي. حيث مرت حتى الآن 85 سنة ظل فيها قبر لارسين مجهولا إلى أن عثر عليه الباحث المصطفى اجماهري، المختص في التاريخ الراهن لمدينة الجديدة ودكالة، كما جاء ذلك في مقالة، معززة بالصور، نشرتها مجلة “زمان” في عدد يونيو 2024.
وفي كلمته بالمناسبة نوّه السيد بنيت كلجدسين القنصل الشرفي للنرويج بالدار البيضاء بالدور الفعال الذي لعبته البحرية التجارية النرويجية في انتصار الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية في مواجهة دول المحور. وليس البحار لارسين سوى نموذج من هؤلاء الشجعان الذين رفضوا هيمنة النظام النازي ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك. كما شكر القنصل منظمي هذا اللقاء التكريمي والذي ينير صفحة من صفحات التاريخ المشترك المغربي النرويجي.
أما الجلالي ضريف، كاتب عام جمعية “ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث” فأبرز بأن اطلاعه على سجل الوفيات للجديدة في الفترة المعنية لم يسعفه في العثور على معلومات عن البحار لارسين، ومن تمّ نصح بتوجيه البحث نحو سجلات الحالة المدنية بآزمور لسنوات الأربعينيات، حيث كان لارسين معتقلا في مركز سيدي العياشي قبل وفاته.
وفي ختام اللقاء تمت قراءة الرسالة، المؤرخة في 22 يونيو 2024، والتي بعثها من أوسلو السيد هاكون فينج رئيس مصلحة مدافن الحرب بوزارة الثقافة والمساواة النرويجية. في هذه الرسالة نوّه المسؤول النرويجي بالعمل التنقيبي الذي قام به المصطفى اجماهري والذي ساعد على الكشف عن قبر ظل مجهولا منذ بداية أربعينيات القرن الماضي، مما مكّن الآن من استكمال المعطيات المتعلقة بهذا البحار في الموقع الإلكتروني الخاص بالبحارة المفقودين. كما شكر السيد فينج الجهات التي نظمت هذا اللقاء وفاء للذاكرة المشتركة بين البلدين.