موقف وقصص أخرى قصيرة جدا..
حسين جداونه
1 ـ كلاب ضالة
تكاثرت عليه الكلاب الضالة..
أطاح بواحد منها.. اثنين.. ثلاثة.. تحايدت مواجهته، فاستمرت تنهش ظهره وجانبيه بضراوة.. وعندما نال منه الإعياء، سقط على الأرض مضرّجًا بدمائه..
عندها لن يرحمك أولاد الحرام…
***
2 ـ شريعة
اشتكى الضبع إلى مجلس الغابة اعتداء الغزال عليه، فقد أعياه الجري خلفه، من دون أن يمكّنه من لحمه ودمه وعظمه.. صوّت المجلس بالإجماع بردّ الشكوى..
سحبها غاضبًا، قدّمها إلى مجلس الأمن الدولي…
***
3 ـ غثاء
ذاد عن القطيع بقرنيه وفكّيه وأظلافه وجسده..
تناوشته الذئاب من كل جانب، أثخنت فيه الجراح، بقرت بطنه، مزّقت أحشاءه، ثم لاكت لحمه بأنيابها. ظلّ القطيع هائمًا على وجهه، يراقبه من بعيد..
بين مذهول، ومستكين، وابن حرام يلومه على ما فعل…
***
4 ـ طابور خامس
جمع الحاشية والملأ والرعية..
ألقى فيهم خطابًا مسهبًا. أوجزه الثعلب الهرم لأحفاده، بعد عودته من الاجتماع: بأنه تردّد في الآونة الأخيرة أنّ طويل العمر من آكلي اللحوم، وأنّ هذا افتراء تردّده جهات مغرضة، وأنه نباتي أبًا عن جد… ثمّ عقّب: بالتأكيد نحن نصدّق كلّ ما يقوله مولانا، ونكذّب ما تراه عيوننا، ليل نهار، من عظام وجماجم حول عرينه…
***
5 ـ مواجهة
تقابلا وجهًا لوجه..
ظلّ ينبح طوال الوقت، عندما أعياه النباح انقض عليه، وأطبق بفكيه على عنقه..
تخضّبت لبدته بدمه…
***
6 ـ رزق
رزق أتاني يمشي على رجليه وقدميه..
كنت آخذ غفوة، خارج عريني، انتبهت على نباحه القوي..
***
7 ـ حميّة
تحدّى نفسه بلعبة الشطرنج..
أطاح بجندي من هنا وبجنديّ من هناك، ثمّ سرعان ما التحم الطرفان بالسلاح الأبيض..
راح يضمّد جراحه النازفة من كل مكان…
***
8 ـ ذبيحة
شدّ وثاقها، سنّ سكينه جيدًا..
بطعنة واحدة، تفجّر الدم من أوداجها..
شرف القبيلة تطهّر من دنسها …
***
9 ـ تلميع
عمد إلى حذائه المهترئ..
أزال عنه التراب والغبار، غسله بالماء والصابون، ثمّ بعد أن جفّ أخذ يلمّعه بأجود الأنواع..
صار حذاء نظيفًا لامعًا مهترئًا…
***
10 ـ موقف
سألت صديقي علقمة، عمّا يزعجه..
نفى أن يكون منزعجًا من شيء محدّد..
لكنه أبدى اشمئزازه من هذا العالم…