المصطفى اجْماهْري يكشف أسرار قلعة مازغان في “كان يا مكان”

المصطفى اجْماهْري يكشف أسرار قلعة مازغان في “كان يا مكان”

 مبارك بيداقي

       كشف المصطفى اجْماهْري، الباحث المغربي في تاريخ الجديدة، من خلال ثلاث حلقات من برنامج “كان يا مكان” عن مجموعة من الخفايا والأسرار التاريخية للقلعة البرتغالية بمدينة الجديدة. وقد قدمت الحلقات الثلاث من البرنامج خلال شهر غشت 2024 على القناة الثانية.

وتحدث ضيف البرنامج، مجيبا على أسئلة معد البرنامج الصحفي عبد الرحيم تفنوت، عن بعض النقط التي لم تحظ، كما قال، بدراسات كافية أو أخرى ظلت مجهولة على الإطلاق.

على رأس الأسرار التاريخية استهل الباحث بالإشارة إلى السبب الحقيقي وراء مجيء البرتغاليين إلى المنطقة وهو رغبتهم في خيراتها ومن أهمها القمح الدكالي الذي كان يتمتع بخاصيات معينة وبمميزات معتبرة جعلته يصدر إلى إيطاليا التي صنعت منه الماكرونة، وإلى مارسيليا التي حولته إلى سميد ثم أعادت تصديره إلى مدن أخرى، وإلى قادس بإسبانيا وإلى ماديرا، الجزيرة البرتغالية في المحيط الأطلسي.

أما النقطة الثانية فتتعلق بسبب انعدام وجود مقبرة برتغالية بالجديدة علما بأن البرتغاليين قطنوا بفلعة مازغان قرابة ثلاث قرون. وكشف الباحث أنه لم يجد إجابة عن ذلك لا في الكتابات المغربية القليلة ولا في الكتابات الأجنبية ومن ثم كان اتصاله بعدد من الجامعيين البرتغاليين الذين أوضحوا له أن المقابر صيغة حديثة ظهرت حتى أواخر القرن التاسع عشر بينما لم يكن لها  وجود في البرتغال في الفترة المذكورة. من تم كان يتم دفن الموتى إما قرب الكنائس أو تحت أرضيتها بينما ينقل الأعيان منهم عبر البواخر إلى البرتغال. وحين يتعلق الأمر بوباء يأتي على عدد كبير من الأشخاص فكان يتم دفنهم في حفرة جماعية خارج السور البرتغالي. وفعلا وجدت في أوقات مختلفة خلال حفر أوراش تمديد قنوات الماء أو الكهرباء بعض الهياكل العظمية التي نقلت للتحليل، لكن نتيجة ذلك لم تعرف إن كانت تعود إلى الفترة البرتغالية أم إلى فترة أخرى.

ووقف المصطفى اجماهري عند ما اكتشفه بخصوص هيمنة زوجة القنصل البلجيكي بمازغان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على المسقاة البرتغالية خلال نصف قرن امتد من 1870 إلى 1915، حيث لم يتم تحريرها وتنقيتها من الأوحال والمياه العادمة من قبل بلدية مازغان إلا مع استتاب الحماية الفرنسية في المغرب. وكانت زوجة القنصل المذكور تستفيد من كراء منازل مبنية فوق المسقاة البرتغالية، قد حولت هذه المعلمة إلى صهريج للمياه العادمة وادعت ملكيتها لها. وقد عثر المصطفى اجماهري على هذه المعطيات في كناش مراسلات القنصل جوزيف دو ماريا (المتوفى والمدفون بالجديدة)، وهو الكناش المخطوط الذي تسلمه الباحث من إحدى المازغانيات المقيمات بالمغرب، وسلمه بدوره سنة 2022، ضمن وثائق أخرى إلى مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط ليستفيد الباحثون مما يختزنه من معطيات ووقائع عن مازغان ودكالة في الفترة بين القرنين التاسع عشر والعشرين.

من بين ما جاء في أسرار القلعة  البرتغالية أيضا وجود بناية كبيرة لعائلة لاريدو الغنية والتي كان أحد أفرادها ألبير لاريدو عازف الكمان المشهور والذي عرف بكونه تبادل مع ألبير إينشاتين سنة 1933 تقاسيم موسيقية. كما أهدى لاريدو للعالم إينشتاين حقيبة جلدية من الصناعة التقليدية فكان بذلك المغربي الوحيد في التاريخ الذي أنشأ علاقة فنية وفكرية مع العالم الفيزيائي النووي. وكانت هذه المراسلات الودية تصل باللغة الألمانية من الفزيائي المذكور عبر بريد مدينة الجديدة إبان فترة الحماية. وما زالت أصول هذه المراسلات متوفرة لدى المنحدرين من هذه العائلة الموزعين بين أوربا وكندا.

Visited 64 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

مبارك بيداقي

من قدماء ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء