إسرائيل… لن تنتصر
فجري الهاشمي
اقتربت الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل أن تكمل سنة كاملة، مع حلول السابع من أكتوبر المقبل.
لقد كان في مواجهة العدوان طرف واحد من المعنيين بالقضية الفلسطينية. الطرف الذي تصدى للعدوان المشترك الإسرائيلي والغربي، حيث ظل هذا الحلف المقدس داعما للعدوان، عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وبشكل خبيث، فإحدى قنوات فرنسا، للتغطية على العدوان على بيروت أمس قدمت وثائقيا يعيد حكاية الآثار الانسانية التي تسببت فيها عملية “طوفان الأقصى”.
بفتحها الجبهة اللبنانية أرادت إسرائيل أن تصفي الحساب مع حزب الله، وهي تراهن على هشاشة الوضع في لبنان، وقد كانت لها معه حكايات، حين احتلت بيروت في عهد شارون، وحين تجرعت الهزيمة سنة 2006.
لاتملك إسرائيل الإمكانيات لتصمد عسكريا طوال هذه المدة، لولا الدعم القوي الذي يقدمه لها الغرب، وهو الدعم الحاضر ببوارجه الحربية وعتاده الثقيل وبالخبرات الميدانية، في الواجهة البحرية الفلسطينية اللبنانية.
لا يمكن نكران أن الضربة الغادرة لإسرائيل كانت مباغثة، وزعزعت الثقة في قيادة حزب الله، بعد أن تبين أن العدو قد استطاع تلغيم تنظيمه واختراقه بصورة رهيبة.
والأمر الذي علينا تقبله بدون مواقف عاطفية، هو أن الموقف صعب جدا بالنسبة لحزب الله، يذكرنا بحرب 1967، حين باغث الطيران الإسرائيلي مطارات مصر جمال عبد الناصر.
لكن الأمر هذه المرة مختلف، فالتطور التكنولوجي لعب دورا مهما.
كما علينا أن لا ننسى أن ضمان حياد الدول، الذي تم تدبيره بمعرفة وزير الحارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، قد سمح للعدو بأن يتصرف كما يشاء وبحرية، وكان على تلك الدول العربية المطبعة أن تعبر عن الغضب ولو لمرة واحدة، وترفض استقبال الوزير بلينكن، خصوصا وأن الدعم الأمريكي واضح وجلي ومفضوح ولا غبار عليه ..
لن تنتصر إسرائيل.. ولكنها كشفت عن وجهها القبيح جدا، كما عبر عن ذلك “الثوراتيون” منهم، من الذين شرَّعوا قتل الأطفال والنساء، إن هذه الحرب البشعة كشفت عن إسرائيل الدولة الدينية اليهودية، وقد تعرت ديموقراطيتها الزائفة، التي تحظى بإشادة الغرب، بل هي دولة دينية منذ مؤسسها الأول ثيودور هرتزل إلى عصابة الليكود.