تطورات 2025 وتقييم 2024.. وسقوط الإنسانية في غزة!

تطورات 2025 وتقييم 2024.. وسقوط الإنسانية في غزة!

سمير سكاف

         سلام روسي – أوكراني بشروط روسية، عودة الازدهار الدولي والأوروبي الاقتصادي بعودة الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية، خضة مالية – اقتصادية في الداخل الأميركي، استمرار تساقط الحكومات في فرنسا، تعزيز البريكس اقتصادياً وسياسياً، وزلزال سياسي – عسكري في الشرق الأوسط يطال طهران بعد صنعاء وبغداد

محاولات اسرائيلية لفرض هدوء في الشرق الأوسط، بأمن إسرائيلي، تحت مسمى السلام، أي Pax Israelana، إذا ما صحت التسمية.

كوارث طبيعية في تطرف مناخي متزايد في كل الاتجاهات، من عواصف وفيضانات إلى حرائق وجفاف… كلها تجعل من العام 2025، ككل عام جديد، الأكثر ارتفاعاً في الحرارة في التاريخ “الحديث”. مع فشل دولي مستمر في مواجهة ظاهرة التغيير المناخي، وفشل في الاقتراب من الحياد الكربوني.

هذا موجز ما تحمله المؤشرات العامة للعام 2025، بالإضافة الى ما يمكن أن تحمله من مفاجآت.

 زلازل سوريا ولبنان

      مع 8 إلى 9 درجات على مقياس ريختر سياسي، زلازل العام 2024 الشرق أوسطية سببتها ارتدادات 7 أكتوبر 2023. ولكن زلزالاً جديداً سيكون منتظراً في طهران بعد زلازل صنعاء وبغداد، وبعد ارتفاع اللون الأحمر في البحر الأحمر. زلزال طهران قد لا يتحقق بالكامل قبل العام 2026.

في لبنان، خروقات لاتفاق وقف النار، باستفزازات إسرائيلية قد تؤدي جدياً لعودة الحرب إليه. فإسرائيل لا تبدو ملتزمة لا بالانسحاب بعد فترة الستين يوماً، ولا بالالتزام باحترام الاتفاق بالفترة التي تليها.

أما نهاية الحرب، إذا ما حدثت، فهي ستطلق مواجهات شعبية مع حزب الله في الداخل بهدف تسليم سلاحه، سيقوم الحزب بـ “مقاومتها”، بظل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعودة تدريجية لمسار بناء المؤسسات، واستمرار جلجلة مالية – اقتصادية – اجتماعية في سماء متلبدة.

سوريا تكمل مسارها التغييري مع أحداث قد تكون عسكرية. “ذهبت السكرة وأتت الفكرة” وورشة العمل بدأت! والشرع أمام مواجهة الشرعية من جهة، ومواجهة الجولاني من جهة أخرى.

العام 2025 في سوريا ليس عام الاستقرار، وهو يمكنه أن يكون عام العبور الى دولة ما غير واضحة المعالم. دولة لا يُعرف بعد ما يريد منها عرابو التغيير فيها، وما هو سقفهم في مستقبلها. دولة اجتاحت قسماً منها اسرائيل ودمرت تجهيزات جيشها. دولة يهددها التقسيم والتطرف و”الإخونجية”، وتخاف فيها الأقليات.

 سوريا في العام 2025 تحتاج أن تكون سوريا الشرعية بعد سوريا الشرع! وعنصر الزمن قد يقضي على زمن التغيير إذا ما طال. والديمقراطية حاجة حياتية للشعب السوري ليتنفس حرية كان قد فقدها لأكثر من نصف قرن، حاجة الشعب للديمقراطية هو بقدر حاجة الديمقراطية له.

دولة سوريا لم يبرز منها سوى شخص واحد. وهي تحتاج أن ينتقل بها هذا الشخص، أو مجموعة قيادات جديدة، إلى دستور دولة، مدنية على الأقل، بعدما أفشلها الدستور المذهبي بغطاء العلمانية.

دولة تحتاج الى مساعدة دول كثيرة، مالياً واستثمارياً، أبرزها عربية. دولة تنتقل من إسقاط نظام الأسد الذي ارتكز على 54 عاماً من ظلم السجون و”مكابس” الموت والمقابر الجماعية إلى مرحلة جديدة، تُبنى في السير على حدود الهاوية، مع خطر الانزلاق في كل لحظة.

 اليوم التالي الموجع في غزة

      في غزة، تنتهي الحرب فيها في العام 2025 من دون قيادة حماس لها في اليوم التالي، ومن دون أفق حل الدولتين فيها بنهاية قضية الرهائن الاسرائيلية، ومع قضم اسرائيلي استيطاني لأطرافها، ومع فرض الأمن الإسرائيلي على منطقة فيلادلفيا ومعبر رفح. وقد يحدث ذلك، بتسليم قوة دولية أو قوة عربية إماراتية على سبيل المثال.

في فلسطين، العام 2025، سيكون على الأرجح عام الضفة الغربية. والضفة ستعاني الكثير!

السودان يبقى مشتعلاً، من دون أفق مصالحة قريب. والأكراد يحاربون على مختلف الجبهات التركية – السورية بعمق هادىء نسبياً في العراق.

 فلاش باك 2024” 

     في العام 2024، سقطت القيّم العالمية وسقط القانون الدولي وسقطت الأمم المتحدة وسقط مجلس الأمن في غزة. وتفوق عليها اللوبي الصهيوني وحيداً، وبخاصة الأميركي منه. وفشلت الإنسانية في محرقة غزة، بمعزل عن الحرب وأسبابها وتطوراتها.

زلزال غزة هو الأكثر تدميراً بين كل الزلازل. فهو قد أدى إلى تدميرها بالكامل، وإلى تهجيرها بالكامل… مرات عدة، مع قتل أكثر من 50.000 شهيد وإصابة أكثر من 120.000 جريح وتهجير حوالى مليوني شخص، واغتيال أبرز قاداتها مثل يحيى السنوار واسماعيل هنية.

العصف النووي ضرب وأنهى نظام الأسد في سوريا بلحظات وأيام قليلة.

زلزال لبنان تمثل بحادثة تاريخية مهولة، ومرعبة للمستقبل، وهي حادثة البايجرز واللاسلكي. وهي أقوى من زلزال اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله! لما تحمل من مؤشرات للحروب المستقبلية. وذلك، بالإضافة إلى كل الحرب على لبنان وإلى التدمير والتهجير وسلسلة الاغتيالات

أوكرانيا، فشلت في استعادة المناطق الخمس، التي أصبحت روسية، أي جزيرة القرم وزاباروجيا وخيرسون ودونيتسك وخيرسون. وروسيا، وعلى الرغم من الحرب، صمدت اقتصادياً ونجحت مع الصين والباقين في بناء معسكر شرقي – عالمي في البريكس.

تراجع مقلق ومتزايد لأدوار المؤسسات السياسية الدولية في إطفاء النار في النقاط الملتهبة، من الهيئة العامة في الأمم المتحدة الى مجلس الأمن إلى الاتحاد الأوروبي إلى جامعة الدول العربية… كلها كانت لاعب احتياطي للفريق الأميركي.

مع 2024 تُطوى صفحات من المآسي. في حين تطل صفحات من الآمال مع العام الجديد. فهذا العام 2025 سيحمل معه انفراجات أمنية واقتصادية عالمية بعد الحرب الروسية – الأوكرانية التي تلت كارثة الكورونا.

بمعزل عن الشرق الأوسط الذي ما يزال يجتاز بحوراً قد تكون عاصفة، يمكن للعالم اليوم… “فك الأحزمة”!

Visited 16 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني