قصبة ابن أحمد: النشأة والتطور

أحمد لعيوني
تحتفل مدينة ابن أحمد هذه السنة 2025 بالذكرى المائة والخمسين على تأسيس قصبتها. وتناسبا مع هذا الحدث التاريخي، يقام بها على طول السنة، أنشطة وتظاهرات متنوعة، ذات الطابع المادي واللامادي، الأدبية منها، والفنية ومجالات الرياضة بكل أصنافها، سواء من طرف الجهات الرسمية، أو الفعاليات الجمعوية. فقد نظمت جمعية اتحاد ابن أحمد لألعاب القوى تظاهرة رياضية للعدو الريفي يوم فاتح دجنبر 2024، في إطار الملتقى الفيدرالي الأول، في نسخته الوطنية الثانية، بإشراف الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بمشاركة أندية على الصعيد الوطني.
في نهاية شهر دجنبر، نظمت المديرية الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء سطات، بتعاون مع مجلس جماعة ابن أحمد، المعرض الجهوي للكتاب. وخلال الأسبوعين الأول والثاني من يناير 2025، أقيم بالمدينة معرض المنتوجات المجالية والصناعة الحرفية، شاركت فيه التعاونيات الحرفية من مختلف الجهات.
وعلى امتداد حوالي شهر، ما بين يناير وفبراير، يحط الملتقى الوطني للمبدعين الشباب، رحاله بالمدينة لإقامة معارض للفنانين التشكيليين من مختلف جهات المغرب، وتتخلله عروض مسرحية وندوات فكرية وثقافية بفضاءات المركز الثقافي ودار الشباب. كما تمت برمجة تصوير وتسجيل عروض مسرحية ومسلسلات تلفزيونية بمدرج المركز الثقافي للمدينة من طرف القنوات التلفزية الوطنية، تحضيرا للسهرات الفنية التي تعرض بمناسبة شهر رمضان.
وبتفحصنا لمصطلح “قصبة” فهو يتضمن حمولة تاريخية خاصة، فقد جاء في موسوعة معلمة المغرب، ص. 6632 الجزء 19، “يراد بالقصبة في المغرب بناية محصنة بأسوار متينة، وهي تقابلها كلمة القلعة الشائعة في المشرق العربي، وتستعمل القصبة باللسان الدارج المغربي في صيغ مختلفة : القصيبة للتصغير، والقصابي للجمع. وهناك تجمعات حضرية تحمل اسم القصبة، ولعل أهمها قصبة تادلة. وتستعمل كلمة قصبة للدلالة على أشكال معمارية قاسمها المشترك التحصين، لتوفير مكان صالح للمقاومة مدة زمنية طويلة. فهي تشكل ملجأ آمنا لممثل المخزن في حالة هجوم طارئ أو ثورة محلية، وكثيرا ما تحتل مكانا استراتيجيا يمكن من الدفاع عنها. وفي القرن التاسع عشر عرف مصطلح قصبة بالدور الكبرى التي كانت في حوزة القياد الكبار”.
ونجد في منطقة امزاب بالشاوية، من بين القصبات التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر، قصبة بن أحمد : هذه القصبة بدأ بناءها القائد الشرقي بن محمد ما بين 1875 و1882 بعد أن انتقل من قصبة زيو، التي أسسها وبناها والده محمد بن الشرقي الحمداوي وكان أحد الأشياخ الكبار بقبائل امزاب، تحت نفوذ القائد عبد الخالق كَريران الحريزي ما بين 1820 و1833، ثم أصبح تابعا للقائد عبد الله ولد التوزر المعروفي، حين تمكن هذا الأخير من الإنفراد بقيادة امزاب والانفصال عن القائد الحريزي؛ إلا أن محمد بن الشرقي سينتفض ضد ولد التوزر ويعلن نفسه قائدا على قبيلته. وتمكن من الاحتفاظ بسلطاته كقائد لمدة تقارب السنتين إلى حين اعتقاله وسجنه، وتخريب قصبته. ولما تولى ابنه الشرقي مشيخة حمداوة تحت نفوذ قواد لمعاريف، أعاد إصلاح وترميم قصبة زيو، وسكنها، وكان يقام قربها سوق الاثنين الأسبوعي. ولما تسلم القيادة في عهد أحمد بن الفكاك حديدو المعروفي، وبسط نفوذه على كل امزاب، تخلى عنها. وبعد دخول الاحتلال الفرنسي للمنطقة، اشتراها أوربي يدعى Bellot ثم انتقلت ملكيتها إلى فرنسي آخر اسمه Narbo وقام بإصلاحها وأحدث بها مزرعة وسكنا وطاحونة.
وبعد اقتسام القيادة ما بين لمعاريف وحمداوة، فيعود حسب ما جاء في كتاب عبير الزهور للفقيه والعدل سي هاشم المعروفي ص.222 وما بعدها. “سافر القائد المعروفي أحمد الفكاك حديدو صحبة خلفائه على قبائل امزاب إلى عيادة السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (محمد الرابع) بفاس (حكم مابين 1859 إلى 1873) كان ذلك سنة 1283 هـ الموافق 1866م. وحين ما استقروا بفاس، اتصل بعض خلفائه ببعض الوزراء، وتوسطوا لهم بتوليتهم على قبائلهم سرا من القائد أحمد الفكاك، ومن هؤلاء الخلفاء الشرقي بن محمد التاغي الحمداوي، ولما رجعوا إلى بلدهم أظهروا ما حصلوا عليه من التولية”.
انتقل القائد الشرقي إلى جناب وادي بوريان؛ وفي المنحدر على يمين الوادي شرع في بناء القصبة، نظرا لامتلاك العائلة لتلك الأراضي. ومن المحتمل أن يكون الانتقال إلى جوار وادي بوريان لدواعي أمنية بقصد احتمائه بالتلال المحيطة به، خوفا من الهجمات التي كانت تقوم بها بعض القبائل المجاورة، باعتبار منطقة زيو توجد في سهل محفوف بالمخاطر. بعد شروعه في البناء، نقل إلى جوارها السوق الأسبوعي الذي ينعقد يوم الاثنين.
بعد وفاة الشرقي بن محمد سنة 1882 خلفه ابن أخيه، محمد بن أحمد، على قيادة امزاب، واستمر في تشييد القصبة عدة سنوات إلى أن أكمل بناءها، وجعلها مقرا لقيادته. فبدأت تحيط بها بعض البنايات المتواضعة من طرف أعوان القائد وعائلته. كما بدأ يتكون مركز تجاري بجوارها بالإضافة إلى السوق الأسبوعي.
وقد تعرضت القصبة للعديد من هجمات القبائل المجاورة ابتداء من سنة 1893، عند غياب القائد بن أحمد لمشاركته في حركة السلطان مولاي الحسن بتافيلالت. حينها اشتكى القائد إلى السلطان ما حصل للقصبة متهما قبيلتي أولاد احريز ولمذاكرة. بعث السلطان لجنة لتقصي الحقائق، ورفعت تقريرها إليه، ففرض غرامات على القبيلتين لتعويض الخسائر وما تم نهبه لسكان القصبة. وبعد وفاة السلطان مولاي الحسن سنة 1894، أعاد الحاجب السلطاني، أحمد بن موسى، الذي أصبح وصيا على السلطان الجديد مولاي عبد العزيز لكونه آنذاك لم يبلغ سن الرشد، البحث من جديد، لتعاطفه مع قائد أولاد احريز، وبتواطؤ مع قائد سطات، نظرا للحزازات والمناخ السائد حينها بين قبائل الشاوية، (ومنها حكاية القالب لكبير والقالب الصغير). وسيتم اعتقال القائد بن أحمد بمراكش، ثم رُحّل إلى سجن العرائش الذي مكث به حتى وفاته سنة 1900.
ويجدر بنا أن نقدم شهادة للدكتور فريدريك وايسجربر، الطبيب الفرنسي الذي مر على القصبة يوم 27 دجنبر 1897 وهو في طريقه من الدار البيضاء إلى صخرة الدجاجة للسهر على علاج الحاجب السلطاني. يقول في كتابه “ثلاثة أشهر ضمن الحملة بالمغرب” Trois mois de campagne au Maroc طبعة 1904.
“حوالي الظهر، بعد أن وصلنا إلى قمة متموجة، وجدنا أنفسنا فجأة نواجه دار بن احمد، التي كانت ذات يوم القصبة المزدهرة في امزاب والتي لم تعد الآن أكثر من كومة من الأطلال المهجورة، تحيط بها أبراج مربعة وجدران حمراء. كانت المنازل البيضاء المنهارة المهجورة عند أقدامنا، في بيئة خضراء مزهرة من الحقول البور التي غزتها الأعشاب البرية.
وتعتبر قصة تدمير هذه القصبة مثالا بليغاً على حال الأمور في المغرب.
قبل عامين فقط، كان القائد بن احمد أحد أقوى حكام الشاوية وكانت قصبته واحدة من أهم المراكز التجارية والزراعية. خلال فترة إدارته الطويلة، جمع ثروة كبيرة، كبيرة جدًا، في الواقع، إلى درجة أن الحكومة الشريفة قضت ذات يوم أن الوقت قد حان للاستيلاء عليها. وبعد استدعائه إلى المحاكمة تحت ذريعة ما، ألقي القائد بن احمد في السجن دون مبرر. ثم توجهت قوة مسلحة من مراكش إلى القصبة للاستيلاء على الكنز المرغوب. ولكن عندما وصلت أمام القصبة، وجدت الأبواب مغلقة والحواجز معززة بحراس مدججين بالبنادق. نشبت معركة دامية، وسيطرت القوات الشريفية في النهاية على المكان. ولم يكن أمام خليفة القائد، ابن أخيه العربي بن الشرقي الذي نظم المقاومة، سوى أن يمتطي حصانه وينقذ حياته بهروبه السريع إلى تادلة، حيث وضع نفسه تحت حماية مرابطي بجعد. ولكن المنتصرين لم يستمتعوا بانتصارهم لفترة طويلة. انجذب البدو إلى رائحة البارود وأمل الغنائم، فجاءوا يركضون من كل جانب ويهرعون إلى القصبة حيث المعركة. فهاجموا مبعوثي السلطان وهزموهم واستولوا بدورهم على القصبة ونهبوها وتركوها على الحالة التي نراها عليها اليوم”.
يضيف الكاتب: “ومن خلال ثغرة في الجدار المسنن تمكنا من الدخول إلى فناء واسع مليء بالركام ونبتت فوقه الأعشاب البرية؛ نسير في شارع مهجور تصطف على جانبيه المحلات التجارية المدمرة، ثم ندخل إلى ما كان في السابق منزل القائد الفخم. هناك، أطلق البدو العنان لغضبهم المدمر، وانتقموا للابتزاز الطويل الذي كانوا ضحاياه. من بين كل الفسيفساء الجميلة والقوالب والمنحوتات واللوحات على الخشب التي تزينها، لم يتبق سوى كومة من الحطام عديم الشكل، اسودت بفعل الحريق الذي تعرضت له، وتنتهي بالتفكك تحت تأثير المطر والرياح”.
سنة 1898 عين العربي بن الشرقي ابن عم القائد بن أحمد قائدا على امزاب، بوساطة من مرابط الزاوية الشرقاوية سيدي بنداود الذي كان حاضرا ضمن المحلة السلطانية التي كانت تحط رحالها ب”صخرة الدجاجة” في إطار حرْكة مولاي عبد العزيز على لعشاش، والتي يطلق عليها في امزاب “الصوكَة”
سيستمر العربي بن الشرقي قائدا على امزاب كلها، مع وجود قواد آخرين بالقبائل أقل نفوذا منه. لكن كانت بين الفينة والأخرى تثور عليه القبائل، وخاصة لعشاش بقيادة زعمائها المتمثلين فيما يسمى “جماعة الرما” منذ بداية القرن العشرين. تم هدم القصبة سنة 1903، ثم أعيد بناؤها. وفي أواخر سنة 1907 عند احتلال الدار البيضاء من طرف الجيوش الفرنسية، ومشاركة جماعات الرما في المعارك، أصبحت بعض فرقهم تتجه إلى القصبة بقصد نهبها. وما كان على القائد العربي بن الشرقي سوى الاحتماء بالجيوش الفرنسية لإنقاذ سلطته، حيث سيلتحق بمعسكر الجنرال قائد الجيوش ألبير جيرار ليو داماد، وكان ذلك فجر 17 فبراير 1908 بوادي مازر، قرب بسيدي العايدي، وهو في طريقه لغزو قبيلة لمذاكرة التي كانت تتوفر على مقاومة شرسة، ويشاركهم مجموعة من امزاب، وعلى الخصوص لعشاش المدعمين لزعيمهم امحمد ولد بوعبيد العتيوي لمحمدي.
يوم 10 مارس 1908 دخلت فرقة من الجيوش الفرنسية إلى قصبة بن أحمد، بعد أن كانت أقامت معسكرها الليلة السابقة بسيدي عبد الكريم. كان الجنرال داماد مرفوقا بالعربي بن الشرقي الذي صاحبه طيلة تحركاته الغازية بلمذاكرة والزيايدة سيدي بنسليمان، ومعارك مكارطو (مذبحة مكارطو). واستقبل من طرف أشياخ وأعيان القبائل التابعة للقائد (كانوا حوالي 50 رجلا حسب تقرير داماد ص. 103). ولم تطلق القوات الفرنسية أية رصاصة، حيث وقّع الأعيان وثيقة الاستسلام وقدموا التعركيبة، بحكم ولائهم للقائد العربي.
ونجد أحد الضباط الفرنسيين المرافقين للجنرال داماد، القبطان بول آزان، وهو مدون الحملة العسكرية، في كتابه “ذكريات عن الدار البيضاء” Souvenirs de Casablanca صص. 289 إلى 305، طبعة 1911 ، يصف القصبة وظروف وكيفية احتلالها.
يقول الكاتب : “لا يمكن رؤية القصبة بشكل واضح من خلال التلال من جهة الشمال، لأنها تقع على بعد 500 أو 600 متر من المنحدر الذي يتجه نحو وادي الحيمر.
إنها كومة من المباني نصف المدمرة. من أسفل الوادي. تقدم هذه المدينة الصغيرة المبنية داخل مدرج مظهرًا أنيقًا وخلابًا. في الأسفل عين جميلة للمياه النقية.. عين بوريان. تظهر قبتان من المرتفع على بعد حوالي كيلومتر واحد في اتجاه الجنوب الغربي، وهما لأجداد القائد الحالي، بويا الجيلالي وبويا بوزيان.
يملك العربي بن الشرقي عقارات واسعة في البلاد. كان والده هو الذي بنى القصبة، لكن عمه بن أحمد هو الذي أطلق اسمه عليها. وفي وقت الظهيرة، عندما كان الوفد على وشك المغادرة، ألقى القائد العربي نظرة طويلة على هذه المنطقة، التي كان يعرف كل زاوية وركن فيها.
سأله الجنرال داماد بنبرة هادئة: أنت الآن في ملكيتك هنا؟
فرد عليه القائد، بصداقة متحفظة وابتسامة ودية، لا، لا، الأرض التي تطأها هنا هي لك، وأنا خادمك”.
وذكر محمد الأمين البزاز، في كتابه تاريخ الأوبئة والمجاعات…كون قائد امزاب ترك عند وفاته مئات الهكتارات من الأراضي. وفي تقرير عن سيرة القائد العربي سجلته السلطة الفرنسية عند الاحتلال، ترك ثروة تقدر بحوالي 2000 هكتار.
كان مكوث القوات الفرنسية بقصبة بن أحمد في ذلك اليوم مجرد ثلاث ساعات.
المحطة الثانية لتوطيد الاحتلال كانت يوم 24 ابريل 1908، دخلت الجيوش من الغرب، قادمة من سطات. وتمت إقامة مكتب الاستعلامات. ثم أنشئت الملحقة الجهوية للعشاش (Détachement Régional des Achach) في 29 أبريل، وهي ملحقة عسكرية بجنودها ومعداتها الحربية. وكلف بقيادتها الليوتنان كولونيل هيلنا دي فريتاي، لتكون مقرا للجنود الفرنسيين الذين سيرابطون بالقصبة وتأمين احتلال منطقة امزاب ص. 200 من تقرير الجنرال داماد، طبعة 1911.
أما الصحفي الإنجليزي المرافق للحملة العسكرية، ريجينال رانكان، فيحكي في كتابه : “رفقة الجنرال داماد” صص 221-223 Avec le général d’Amad طبعة 1909 ما يلي :
“من أعلى التل، الذي تمت السيطرة عليه بسهولة، اكتشفنا عند أقدامنا قصبة بن أحمد، وهي قرية محاطة بسور، تشبه تلك التي واجهناها سابقًا (..)؛ ولكن ربما كانت أكثر سوءًا مما عليه الأخريات بسبب الحروب الأهلية التي تعرضت لها؛ لقد كانت هذه الأحداث مدمرة للبلاد لعدة سنوات. لم يظهر أي مدافع من فوق الأسوار. ومن ناحية أخرى، خلف هضبة متموجة، كان هناك دوّاران كبيران يتجول حولهما عدد كثير من المحاربين في مجموعات صغيرة. ولما رأوا القوات الفرنسية اجتمعوا كأنهم يعقدون مجلسا للمشورة.
منذ 17 فبراير، كان رجل مغربي مسن ذو لحية رمادية، هو القائد العربي بن الشرقي، من قبيلة امزاب، يرافق هيئة الأركان العامة ويخيم معهم. وبعد أن وصل إلى معسكرنا في وادي مازر ليقدم الخضوع للفرنسيين، توصل بأن مرؤوسيه تمردوا على حكمه فور رحيله، واحتجزوا أطفاله رهائن واستولوا على أراضيه وقطعان ماشيته.
وصل إلى حيث تجمعت الجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال داماد، حوالي أربعين شخصًا من أعيان القبائل المساندين للقائد، على ظهور الخيل لتقديم الاحترام والولاء للمنتصرين؛ وكان عليهم أن يستعرضوا أنفسهم أمام بن الشرقي، الذي لا شك أنه اختبر واحدة من أحلى المشاعر في حياته عندما شهد إذلال أعدائه”.
***
إن اختيار قصبة بن أحمد لإقامة الملحقة العسكرية، ووضع أسس الإدارة المحلية بإنشاء مكتب الاستعلامات الذي سيصبح بعد إعلان الحماية بالمغرب مكتب المراقبة المدنية المحلية، المشهور ب “بيرو عرب”، أملته اعتبارات سياسية وإستراتيجية (من حيث استقبال القائد العربي بن الشرقي للقوات الفرنسية، والموقع الجغرافي الذي يتوسط قبائل امزاب). من ذلك حماية واحتضان القبائل التي أبدت استسلامها، ومحاولة عزلها عن تلك التي كانت ما تزال تحمل السلاح، من أجل إخضاعها للدخول تحت نفوذ الاحتلال، وتعزيز إقرار سلطة القائد العربي على مجموع امزاب. كما أن تنازله على ملكية أرضية القصبة لصالح السلطات الفرنسية، كان من أهم العوامل التي ساعدت على استغلالها لإقامة المنشآت الإدارية فوقها.