ما الفرق بين حرب إسرائيل على حماس وحربها على حزب الله؟
![ما الفرق بين حرب إسرائيل على حماس وحربها على حزب الله؟](https://assoual.com/wp-content/uploads/2025/02/What-is-the-difference-between-Israels-war-on-Hamas-and-its-war-on-Hezbollah.jpg)
سمير سكاف
تستمر إبادة غزة ويستمر تدميرها وتهجيرها بعد نجاح عملية تبادل الأسرى، أو حتى في حال فشلها!
وتستمر عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس مع المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
ومن الطبيعي أن تحاول حماس “إطالة” فترة التبادل، كونها تقوم مع كل عملية باستعراض عسكري يذكِّر الإسرائيليين أنهم لم يحققوا هدفهم من الحرب بالقضاء على حماس، على الرغم من تدمير غزة شبه الكامل!
ليس من المتوقع أن توقف إسرائيل في غزة حربها، ولا قصفها عما قريب. وذلك، على الرغم من المراحل الثلاث لاتفاق تبادل الأسرى.
ما بعد تسلم إسرائيل لآخر أسراها حياً أو ميتاً (لا فرق، كما أكرر) لن يكون كما قبله. وجنون القصف الإسرائيلي على شمال غزة، وعلى رفح… سيكون بمستوى ذروة جنونه السابق!
ولا الخروج من نتساريم ولا الانسحاب من محور فيلادلفيا يكفيان لوقف الطلعات الإسرائيلية الأكثر ضرراً للفلسطينيين والأقل كلفة بشرياً على الجيش الإسرائيلي. ويمكن للولايات المتحدة تزويد إسرائيل ألف مرة 1.500 صاروخاً من زنة طن، بعد الحديث عن إمكانية تزويدها بصواريخ زنة 10 طن. وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم!
إن فاتورة الجيش الإسرائيلي مرتفعة منذ 7 أكتوبر. والحساب لن يقفل، بالقراءة الإسرائيلية، على قبول إسرائيل باستمرار حماس في السيطرة على غزة وكأن شيئاً لم يكن! وكأن كابوس 7 اكتوبر لم يكن. وهو لا يمكن، بمنظار إسرائيل، أن يتكرر.
وعلى الرغم من تدمير إسرائيل الهائل لغزة، كان يمكن للفاتورة الفلسطينية أن تكون أكثر قسوة لولا نجاح حماس بالاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين. وهذه المعادلة ستُفقد حماس التوازن بعد عودة آخر الأسرى الإسرائيليين إلى أهله.
وبمعزل عن جدية أو عدم جدية ترانسفير ترامب وامتلاك الولايات المتحده لغزة وتحويلها لريفييرا شرق أوسطية (بالإضافة إلى إرادة ضم كندا وغرينلاند وبنما…)، فإن أقل الوقائع يؤشر إلى ضوء أخضر تدميري من ترامب لنتانياهو يشمل غزة واليمن والعراق، وصولاً إلى طهران… عاجلاً أم آجلاً. وذلك، بعد استكمال “الأمن الإسرائيلي” في جنوب لبنان اليوم، وغد وبعد غد!
لا يعني أن حزب الله وحماس سيستسلمان لمطامع ترامب ولأهواء نتانياهو. ولكن السند الاميركي لإسرائيل جعل ويجعل المعركة غير متكافئة.
وتهدف حرب إسرائيل على حزب الله إلى تعطيل دوره العسكري، لا إلى إلغائه! وإلى تقليص دوره في الداخل اللبناني، لا إلى إلغائه!
أما الحرب على حماس فهي إلغائية! فحماس هي على أرضها الفلسطينية، أو الإسرائيلية كما تؤمن إسرائيل.
وقد يكون أهون الشرور لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في المرحلة المقبلة هو تسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية! بعدما سمح لزمن طويل بدخول الأموال القطرية الكاش “بالشنط” إلى حماس بغية زيادة الانقسام بينها وبين السلطة، بهدف إضعاف الجميع.
ولكن حسابات الحقل لم تتوافق مع حساب البيدر. فاللعب بالنار كثيراً ما يؤدي إلى التعرض للحريق، تماماً كما حصل في 7 أكتوبر، أو كما كان قد حصل مع الاميركيين في 11 سبتمبر!
ومع ذلك، فالهدف الأكبر يتضح بترانسفير يريده الإسرائيليون بوضوح، مع استبعاد أي إمكانية لقيام دولة فلسطين، لا في دولة ولا في دولتين!
يختلف مفهوم الربح والخسارة بين إسرائيل وحماس، كما بين إسرائيل وحزب الله. فالقضاء على حماس وأسلحتها بعد القضاء على قادتها (كما على حزب الله وقادته) هو الانتصار بالنسبة لإسرائيل. فهي تسعى للانتصار “النهائي”! أما حماس وحزب الله، فيكفيهما وجود نفس حي واستمرار العقيدة وإطلاق بعض الصواريخ للحديث عن انتصار كبير!
إسرائيل، لن تطبق القرار 1701 في لبنان. وستحاول الاستمرار في تواجدها في بعض النقاط الإستراتيجية. أقله على التلال الخمس. وهي تعتبر أيضاً أن حزب الله لا يطبق هذا القرار. أما لجنة الرقابة، فهي تدعم التصرفات الإسرائيلية وتبررها…
في لبنان، بالتوازي مع ارتفاع منسوب التفاؤل مع تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن الوضع “ما تهزو واقف عا شوار”! أما في غزة، فبعد إطلاق آخر أسير إسرائيلي… للبحث تتمة… ملتهبة!