ولي في آدمَ الأولين سرّ
(بمناسبة اليوم العالمي للمرأة)
كَأَنَّ يَراعي يكاشِفُ سَلْسَبيلَ الرُّؤىفى مقلتي
كأنَّ دَمي انْداح مِنْ ماءِ تلك الغُيوبِيُناشِدُني تركَ صَلْصالِ تَكْويني
وأكْتُبُ في اللّوْحِ ما يَعْتَريني
فماذا سأكتبُ..
إنى تحدرت من خلف منفى بعيد
ومن عهدٍ تيهٍ
يُضَيِّع أسمائيَ المُعلَنة
ومن خلف أحْقا
نَسِيَان شُعْلَةَ ناري العتيقة
و من منبع الخِصْب
ناديت طيني..
***
مُعَلَّقّتي.. كثِمارٍ من الرّوحِ
و هم قطفوا من عَطايا دمي فَيْضَها
وهم رحلوا..
كي تطول مسافةُ أسْئِلَتي
***
فمولودةً كنتُ.. أم كنت موؤودةً
فتُسْألُ أوْ ليس تُسأل
“بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتْ”
وما برِحْتَ تُقَّتَلُ
كلَّ يومٍ
تُفَعِّلُ في لغةِ ضُرِّجت بالمُحالِ
تَدُلُّ وليست تدلُّ
***
لِقبى بسَوْءَةِ آدَمَ سِرٌّ وأحجيَةٌ
(مُذْ تفّاحَةِ الإِثْمِ باءِ البداية..)َ
لِيَ في ارتيادِ الكواكبِ
تنْهيدةٌ ثَملتْ
قابَ شهوة تلك العناصِرِ
قابَ انبعاثِ فصولِ المنايا
أمُدُّ خزائنَ ذاكرةٍ
فاض معنىً بها
ذات ميلادٍ ونشيدٍ يصطفي آهتي
أشعلتْ في المدى غَفْوَتي
غُصَّتي: جَرْسُ حنجرةٍ أُجِّلت
صَهْوَتي: صوت ناياتٍ
تضيء بفلاة الوجد
و قد شاقها عزْفُ “سُورانٍدَ”
للخطايا..
وللأبجديَّةِ طغيانهاُ
لها بهجةٌ .. لذتُ وحدي بتاريخِ
دَيْجورِها
ومُذْ ألْفِ عامٍ..
طواني سديمٌ
كجِنِّيةٍ سكنتْ قُمْقُمِا
وحشتي: جنحت بيَ
نحو النجوم التى تنتمي
لمجرَّةِ آلهةٍ عاتية
سأومي لها: أن اخرجيني
من عورة “نقصٍ
“من تاءِ” رَبْطٍ”
ومن قيدِ “نونْ..”
أناديكِ نجمةَ مسرىً تجيئ
وقد لا تجيئ ولا تضيء
أعيدي معي للمداراتِ سيمياءها
بارِكي صَلَواتِ كيانٍ يسري به البرق
ما بين وهجٍ وفيء
اشهدي عِتْقَ فِضَّة روحي
وكونى معَ القلبِ ماثلةً
في حَضور (الرَّحيم)
بعُرْسِ الشُّموسِ
و دَوْحِ الأراضينِ
***
ههنا كنتُ..
وحدي أتيتُ
وحدي عبَرْتُ تعاويذ كلِّ الحكايا
وما بين ضِلعَيْنِ
لا يستويان انِّي كَبِرْتُ:
لآدمَ أسطورةٌ
،ستفضى إلىِ مُبْتَدى سِدْرَتي
ما بين كروم كفيك
وأصْقاعِ تلك البدايةِ
برمضاءِ بحرِكِ
شوق وغايةٌ
ورَوْحَُ من القَمَر المستطابْ
نخيل وغاب
وقد يسرُدانِ تَراتيلَ سِرَّيْن
ما بين مفردتينِ:
أنا وأنتَ،
بنا التأمت روحُ أيْقونتينِ..
فلا تَسَلِ الشَّوْقَ عن سِرِّهِ
فشوقي غَياهَبُ تتلو على آدمَ
الأولّين:
-نصوصَ عِشتار / سيّدةَ الأسرار،
– تسابيحَ مريمَ
تُخَضِّبُ حِنّاءَها المُرْتجى
– عَرْشَ بلقيسَ إذْ جاءَها الهُدْهُدُ
من سليمانَ
– حديثَ التراتيل عند اتِّقادِ الأصيلْ
والذي كان بيني وبينك
فوق شُطوطِ الرَّحيلِ مَشَيناهُ
هلْ كان ذاك التَوَحِّدُ
لولا عناقيد أغنيةِ المستحيلْ
فاصْعَدْ بِنَبْضَةِ قَلْبَي وقلبك
للرّوحِفى ملكوتِِ اغترابى
وسافر إلى جنَّةَ الْبَوْحِ،
وابدأ طقوس العذابِ
فتلك الحروف اصطفتنا معا
لِجُموحِ اليَقينْ
إلى آخِرِ السَّفْحِ سنمضي
فلا سر إلاّكَ فيَّ
ولا جهر إلايَّ فيك
(هل عبورُ الدَّرْبِ إلاّ لِنُشْعِلَ ما أطْفَأَهُ الأوَّلون
بإثمِ أفواههم..!)