قضية أشرف حكيمي.. ثقوب في شهادة المدعية

قضية أشرف حكيمي.. ثقوب في شهادة المدعية

باريس- المعطي قبال 

   هذا المساء، على الساعة التاسعة إلا ربعا، سيأخذ أشرف حكيمي مكانه المعتاد ضمن تشكيلة فريق باري سان جيرمان الذي سيواجه فريق مدينة نانت. إلى الآن وبعد الهزة التي لحقت به يوم الأحد الماضي 26 فبراير، وذلك على إثر مزاعم اغتصابه في بيته لفتاة في 24 من عمرها، تشعبت القضية وتدخلت أطراف بعضها خفي والبعض الآخر مكشوف لاستهداف المغرب الذي لا تلخصه أسماء أشرف حكيمي وسعد لمجرد.

كما تزامنت هذه القضية مع إصدار الحكم بسبع سنوات في حق سعد لمجرد المتهم بدوره بالاغتصاب. استأنف الحكم. في عدد اليوم من «ليكيب» l’Equipe الرياضية، أفادت الصحيفة بناء على معطيات جديدة أن حكيمي أرسل للفتاة قبل ذلك بأسابيع على موقع إنستاغرام رسالة برسمين يمثلان كوبين يتقارعان الشامبانيا. كما اقترح عليها حسب الصحيفة أن يلتقيا بمطعم أو نادي ليلي في العاصمة، الشيء الذي رفضته تشير «ليكيب». لكن الاتصال بقي مستمرا بينهما إلى أن اتفقا على عقد لقاء يوم السبت 25 فبراير ببيت حكيمي.. وكانت الفتاة هي من حدد الموعد في ساعة متأخرة». ثم وقعت الواقعة، ولا أحد يعرف ماذا جرى في بيت حكيمي.

وتتابع الصحيفة أن هذه الأخيرة رفضت مواجهة هذا الأخير، كما رفضت الخضوع للفحوصات والاختبارات الطبية. بعدها قدمت المدعية للشرطة تفاصيل الاعتداء الجنسي والاستغاثة هاتفيا بصديقة لها، التي حضرت للتو لمرافقتها خارج بيت حكيمي. لا نعرف هل توجهت مباشرة إلى مخفر الشرطة أم تابعت «سهرتها» في علبة ليلية؟ المهم أن الأحداث تسارعت لما نشرت صحيفة لوباريزيان الخبر مدعما ببعض التفاصيل التي استقتها من الشرطة.

في ظرف ثلاثة أيام، وهو شيء غير مألوف في تاريخ العدالة الفرنسية، التي تحقق في بعض قضايا التحرش الجنسي، لفترة طويلة، شرع المدعي العام وبسرعة البرق في نانتير بالضاحية الغربية للعاصمة باريس في التحقيق، في الاستماع إلى المدعية ثم وضع حكيمي في حالة حبس على ذمة التحقيق. خلال فحص الرسائل التي تبادلتها المدعية مع صديقتها، تبين أن ثمة غموض يلف هذه الرسائل. بالنظر إلى تصريح البراءة الذي أدلى به حكيمي، وبالنظر إلى المعطيات التي قدمها، يتضح حسب محاميته، فاني كولونا، أن الأمر يتعلق بـ «ابتزاز» ومحاولة «بلطجة». منذ بداية القضية،

دخل فريق باري سان جيرمان على الخط لمساندة حكيمي، الذي يعتبر محور دفاع الفريق وأحد اللاعبين الدوليين الذين أعطوا المثل في الروح الجماعية، في التفاني وعقلية الفوز. وتعامل الإدارة العامة للفريق مع القضية بروح مهنية لما وقفت إلى جانب حكيمي، مع ترك كلمة الفصل للعدالة.

ستكون لهذه القضية بالكاد انعكاسات سيكولوجية ومادية على حكيمي. على علاقته بزوجته وأطفاله، على صورته كأحد أبطال المونديال، على علاقته بأصدقائه بالفريق، خصوصا وأن هذا الأخير يعول على قدراته الدفاعية للفوز بكأس الأندية البطلة، بعدما يجتاز عقبة البايرن دو ميونيخ في مباراة الأربعاء القادم. لذا فإن الفريق ومعه حكيمي أمام رهان قد يلعب فيه الفوز أو الخسارة دورا حاسما.

ثمة دروس يجب استخلاصها من هذه القضية ومن مثيلاتها وهن بالعشرات، أنه لا ثقة في فخاخ شبكات التواصل الاجتماعي وأن ميخيات الإيموجي، من قبيل قرع كؤوس الشامبانيا، قد تفضي بك إلى ما لا تحمد عقباه. هو أن عين ميتو لا تنام، وأن بعض الفتيات يتذرعن بهذه الحركة النسوية للإيقاع بالعادي والاستثنائي.

شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *