تغيير القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا نقلة نحو صراع مباشر مع الغرب

تغيير القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا نقلة نحو صراع مباشر مع الغرب

 د.زياد منصور

أجرت وزارة الدفاع الروسية في 11 كانون الأول 2023، تغييرات ليست شكلية في قيادة العملية الخاصة في أوكرانيا، وهذا الحدث ليس عاديا وليس مجرد إجراء روتيني بعد تمكن القوات الروسية من الامساك بمدينة ماريوبل منذ شهور عدة، وإصابتها بانتكاسات عسكرية في خيرسون، ومن ثم أخذها بالأمس المبادرة العسكرية مجددا، وتقدمها بالأمس في باخموت وامساكها بمدينة سوليدار الاستراتيجية.

يشير مراقبون أن قيام جنرال الجيش سيرغي شويغو باجراء تعيينات جديدة لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية حدثا ليس بسيطا كما يخيل للوهلة الأولى.  لقد تم تعيين الجنرال فاليري جيراسيموف ، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية  قائدا للمجموعة المشتركة للقوات العاملة في اوكرانيا.

 أما نوابه فأصبح كل من القائد العام للقوات الجوية الفضائية جنرال سيرجي سوروفكين، والقائد العام للقوات البرية الجنرال أوليغ ساليوكوف، ونائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي العقيد اليكسي كيم.

تثير هذه التغييرات نقاشا حادا في اوروبا والغرب والعالم، حيث يتم  مناقشة هذه الأخبار بنشاط ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا من قبل “أصدقاء روسيا في الغرب”.

ماذا يعني كل هذا بحسب خبراء متابعين؟

إنه يشير عمليا إلى زيادة في مستوى قيادة العملية الخاصة وتوسيع نطاق المهام التي ستم حلها في المسار العملياتي والميداني.

هذا ليس بأي حال من الأحوال تخفيضًا لدور  الجنرال سوروفيكين الذي تم تعيينه منذ أشهر قليلة واعتراف بعدم سير الأمور كما يجب، ولكنه اعتراف فعلي ولو (متأخر)، بأنه تشن  حربا واسعة النطاق ضد روسيا ،  حرب من نوع آخر، مما يتطلب سيطرة رئيس الأركان العامة على ما يحدث واتخاذ القرارات المناسبة في الميدان وليس من موسكو.

وهكذا، أصبح جيراسيموف وسوروفيكين فريقًا واحدًا، وسيتم نقل الجنرالات (وفقًا لبعض المراقبين) من مقر الأركان إلى خط الجبهة ومن خط الجبهة إلى مقر هيئة الأركان، وهذا عملاتيا كان يتم خلال احتلال ألمانيا لروسيا، وفي الحرب العالمية الثانية.

لقد بدأت الحرب الشاملة، وهي تحتاج الى تشكيلات تناسب طبيعة هذه الحرب، فلا داعي للمفاجأة: المؤشرات تشير إلى أنه مع نقل دبابات  “الليوبارد الألمانية” و”شالنجر البريطانية” إلى  القوات المسلحة الأوكرانية فإن المعركة ونطاق الأعداء يتوسع،  فمعارك بخموت أظهرت أن قوات الناتو بدأت في القتال ضد روسيا باستخدام كل ترساناتها تقريبًا.

<

p style=”text-align: justify;”> 

شارك الموضوع

د. زياد منصور

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الروسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *