إيران: حملة ضد النسيان .. وإمام زهدان يحرم التعذيب ويدعو لحكومة غير دينية

إيران: حملة ضد النسيان .. وإمام زهدان يحرم التعذيب ويدعو لحكومة غير دينية

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

اعتبر إمام أهل السنة في زاهدان إيران، عبدالحميد إسماعيل زاهي، في خطبة صلاة الجمعة اليوم، أن عمليات التعذيب “حرام” دينيا، ودعا إلى إقامة حكومة غير دينية والاستفادة من جميع النخب، بمن فيهم العلمانيون.

واوضح إنه في يوم الجمعة الدامي، أصيب 15 شخصا بالعمى بسبب رصاص الخراطيش، وجُرح بعضهم في النخاع الشوكي، وفقد البعض أرجلهم. وندد بضرب السجناء والتعذيب لانتزاع اعترافات قسرية و”المعاملة الوحشية” للمعتقلين. وأكد أن مثل هذا السلوك من قبل النظام يتعارض مع “تعاليم الإسلام والدين”. وقال: “الضرب، والضغط على السجين وسبه لا يجوز، وهو حرام شرعا”.

وفي إشارة إلى دور السلطات الإيرانية في إصدار القرارات بتعذيب وانتزاع الاعترافات القسرية من السجناء، قال: “لا أعرف ما هو تفكيرهم وفهمهم للدين من سمحوا بمثل هذه الأساليب”.

وأشار إلى اعتقال أئمة جماعة أهل السنة في بلوشستان وكردستان ومناطق أخرى من إيران، وطالب برفع القيود المفروضة على مولوي عبد المجيد مراد زاهي، ومولوي محمد حسين كاركيج وأساتذة كردستان.

واليوم، خرج أهالي مدينة زاهدان، إلى الشوارع وهتفوا ضد النظام للأسبوع الـ18 على التوالي. وفي الوقت نفسه، نظم أهالي مدينة سنندج في كردستان غربي إيران، وأهالي مدينة كاليكش بمحافظة كلستان شمالي إيران تجمعات احتجاجا على اختطاف اثنين من رجال الدين السنة، وهما: إبراهيم كريمي ننله، ولقمان أميني. بالإضافة إلى دعم رجل الدين المعزول من إمامة صلاة الجمعة، محمد حسين كركيج.

ورفع الأهالي المحتجون في زاهدان شعارات منها: “صامدون حتى النهاية.. سواء انتظرتنا المشنقة أو السجن”، و”يجب الإفراج عن السجين السياسي”، و”سأقتل من قتل أخي”. كما رفع المتظاهرون لافتات عبروا فيها عن معارضتهم لإعدام المحتجين، وكتب على إحدى اللافتات: إعدام البلوشي يعني الإطاحة بالنظام.

ويأتي استمرار الاحتجاجات الشعبية في زاهدان، اليوم الجمعة، على الرغم من اعتداء القوات الأمنية الإيرانية على احتجاجات المواطنين في الجمعة الماضية واعتقال عشرات الأشخاص منهم بالعنف.

وأفادت وسائل إعلام محلية “باعتقال عشرات الشباب البلوش بيد قوات الشرطة أثناء العودة إلى منازلهم من صلاة الجمعة”. وأضافت التقارير أن القوات الأمنية أطلقت النار على المواطنين، كما أطلقت الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين وداخل المنازل السكنية.

ووردت تقارير تفيد بتنفيذ اعتقالات “عشوائية” لأكثر من 100 مواطن، ونشر نقاط تفتيش في مدخل مدينة زاهدان، وملاحقة المواطنين داخل المنازل لإلقاء القبض عليهم.

وفي الأثناء، تظاهر أهالي مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، غربي إيران، احتجاجا على اعتقال سلطات النظام لاثنين من علماء الدين، هما: إبراهيم كريمي ننله، ولقمان أميني.

 وردد المحتجون شعار: “الموت لخامنئي”، محملين النظام مسؤولية صحة وسلامة عالمي الدين وطالبوا بالإفراج عنهما.

وبعد 4 أيام على اختطاف ابراهيم كرمي، إمام مسجد بقرية “ننله”، ولقمان أميني، إمام مسجد “جهار يار نبي” في سنندج، لم ترد حتى الآن معلومات حول مكان احتجازهما وأوضاعهما الصحية.

وفي مدينة كاليكش، شمالي إيران، نظم الأهالي مظاهرات أمام منزل محمد حسين كركيج نددوا فيها باستمرار الإقامة الجبرية المفروضة عليه وحرمانه من إمامة صلاة الجمعة في المدينة.

وقام أحد المتظاهرين بقراءة بيان نيابة عن الشباب السني شمالي إيران، أشار خلاله إلى الفقر والحرمان واضطهاد أهالي البلوش منذ فترة حكم البهلوي، وقال: “بعد الثورة وخلال حكم الجمهورية الإسلامية، تمت إضافة الاعتقال والاغتيال والاستدعاء والإعدام والقتل الجماعي إلى تلك المعاناة أيضا“. كما دان استدعاء واعتقال رجال الدين السنة.

الى ذلك نظم نشطاء إيرانيون حملة على تويتر باللغة الفارسية باستخدام وسم “ضد النسيان” للتذكير بأسماء ضحايا النظام الإيراني خلال السنوات والعقود الماضية. وقاموا بتكريم ذكرى أولئك الذين تم اعتقالهم أو سجنهم أو تعذيبهم أو قتلهم على يد نظام الجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979 من خلال نشر أسمائهم وصورهم ونشاطاتهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم. كما قاموا بدعوة مستخدمين آخرين إلى ذكر أسماء ضحايا آخرين.

وفي غضون أيام قليلة، لقيت هذه الحملة ترحيبا واسعا بين مستخدمي تويتر الإيرانيين، وتم استخدام تغريدة وسم “ضد النسيان” أكثر من 170 ألف مرة.

والهدف من هذه الحملة هو مواجهة “تطبيع” الجريمة من قبل نظام الجمهورية الإسلامية، لا سيما مع تصاعد أعمال عنف النظام أثناء الاحتجاجات على مستوى البلاد في الأشهر الأخيرة.

وذكر معظم المشاركين في الحملة ضحايا احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”، مثل حميد رضا روحي، نيكا شاكرامي، سارينا إسماعيل زاده، كيان بيرفلك، خدانور لجه ئي ، بالإضافة إلى المتظاهرين الذين تم إعدامهم، وهم مجيد رضا رهنورد ومحسن شكاري ومحمد مهدي كرمي ومحمد حسيني. ومن بين الأسماء التي يصر المستخدمون على عدم نسيانها، نويد أفكاري، وبويا بختياري، وريحانة جباري، والمواطنون البهائيون الذين أُعدموا في ثمانينيات القرن الماضي.

كما أن ضحايا الطائرة التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني أيضًا من بين الأشخاص الذين أعيد نشر أسمائهم وصورهم على نطاق واسع في هذه الحملة.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة