الانتفاضة تتسع في سيستان وبلوشستان وإمام السنة ينتقد الإصلاحيين

الانتفاضة تتسع في سيستان وبلوشستان وإمام السنة ينتقد الإصلاحيين

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

مع تصاعد عنف القوى الأمنية ضد المحتجين في إيران، لاسيما في المناطق الكردية، حذر عشرات الأطباء في البلاد من إطلاق الرصاص الحي.

فقد وجه 140 اختصاصيا في طب العيون إلى جمعية طب العيون الإيرانية، أكدوا أن عددا كبيرا من المتظاهرين فقدوا إحدى العينين أو كلتيهما، بسبب إصابتهم برصاص الصيد خلال الاحتجاج. كما طالب الأطباء بتحذير المسؤولين في البلاد من أضرار لا تعوض، تترتب على تلك الإصابات.

وكانت الأمم المتحدة حذرت بدورها أمس من العنف الذي تمارس القوى الأمنية ضد المتظاهرين. وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن 14 ألف شخص اعتقلوا، منذ بدء الاحتجاجات، بينهم أطفال، فيما قتل أكثر من 300، ضمنهم 40 طفلا و20 امرأة. وشدد على أن هناك أزمة شاملة لحقوق الإنسان في إيران، بشكل عام، داعياً السلطات إلى وقف الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة.

واليوم دخلت الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني في سيستان بلوشستان، جنوب شرقي البلاد، أسبوعها الثامن. ونظم العديد من أهالي زاهدان وسراون وخاش وتشابهار وإيرانشهر، عقب صلاة الجمعة، تجمعات احتجاجية رددوا خلالها هتافات ضد النظام الإيراني.

ومنذ المجزرة الدامية التي ارتكبها عناصر الأمن الإيراني في هذه المدينة، يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، يخرج المتظاهرون بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع، ويرفعون شعار “الموت لخامنئي” وشعارات ضد الباسيج والحرس الثوري، رغم محاولات الأمن الإيراني قمع الأهالي وقتل أكثر من 126 شخصا حتى الآن.

وأفادت التقارير الواردة بأن القوات الأمنية وعناصر النظام في زاهدان أطلقوا النار على المحتجين، ووردت أنباء عن مقتل 4 أشخاص على الأقل في هذه الاحتجاجات. ورفع المتظاهرون شعار: “الكردي والبلوشي إخوان، متعطشان لدماء المرشد خامنئي”.

وأشار المتظاهرون في زاهدان إلى قتل الأكراد في المدن الكردية خلال الأيام الأخيرة بيد عناصر الأمن الإيرانية، ورفعوا شعار: “ندعمك يا كردستان”. كما خرج أهالي مدينة سراوان بمحافظة بلوشستان إلى الشوارع ورفعوا شعار “الموت للديكتاتور”، و”الموت لخامنئي”.

تزامنا مع احتجاجات الأهالي في مدينة خاش، فرضت السلطات أجواء أمنية على المدينة ونشرت قواتها وأدوات القمع في المناطق. كما خرج الأهالي في إيرانشهر إلى الشوارع بهتافات “الموت للديكتاتور”. واظهرت فيديوهات احتجاجات لأهالي مدينة تشابهار.

ويجري جمع المحتجين في سيستان ـــ بلوشستان، على الرغم من محاولات النظام الإيراني إنهاء المظاهرات وإيفاد ممثلي المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى مدينة زاهدان واللقاء مع إمام جمعة أهل السنة في هذه المدينة، عبد الحميد إسماعيل زهي من أجل ما سمي متابعة قضية جمعة زاهدان الدامية، والذي انتقد في خطبته اليوم الحكومات الإصلاحية السابقة في إيران. وقال: “عندما تسلم الإصلاحيون زمام الحكم رحب بهم الشعب وحظوا بأصوات كثيرة لكنهم لم يفعلوا شيئا وفوتوا الفرص، واليوم فقدنا فرصة الإصلاحات”. وأضاف: “الإصلاحيون لم يتمكنوا من فعل شيء وإذا كانت هناك جهة منعتهم من القيام بالإصلاحات فلماذا التزموا الصمت ولم يعلنوا عمن منعهم”.

وتابع إسماعيل زهي: “لو أجريت إصلاحات في النظام لما عاني الشعب اليوم من المشاكل والبؤس ولم يرفعوا شعار الحرية والعدالة في احتجاجاتهم الراهنة. لقد تم تضييع الفرص. وفقدنا فرصة الإصلاحات”.

وتأتي تصريحات إمام أهل السنة في زاهدان بعدما أشارت المعلومات إلى أن عددًا من الشخصيات الإصلاحية قدموا في لقاءات مع كبار المسؤولين في النظام الإيراني، حلولًا ومقترحات لخروج النظام من الأزمة وإنهاء انتفاضة الشعب ضد نظام الجمهورية الإسلامية. وبحسب هذه المعلومات، فقد حضر الاجتماع أشخاص من الجبهة الإصلاحية من بينهم شكوري راد، وحميد رضا جلائي بور.

كما أشارت وكالة أنباء “برنا”، التابعة لوزارة الرياضة والشباب، إلى حضور بهزاد نبوي، وحسين مرعشي، وفاطمة راكعي، ومحمود صادقي، في هذه اللقاءات. والتقى هؤلاء النشطاء الإصلاحيون أيضا مع وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي.

كما دعا إسماعيل زهي في كلمته اليوم النظام الإيراني مرة أخرى للإصغاء إلى كلام المنتقدين، وقال: “إذا لم يسمع النظام الانتقادات فسيأتي الاستبداد. يأتي الاستبداد عندما يكون المرء فوق النقد، لا أحد فوق السؤال”. وأكد أن سجن المنتقدين لا يعد طريقة مثلى لإدارة البلاد، مؤكدا أن “الطريق المعقول هو الجلوس مع الشعب والاستماع لهتافاتهم”.

كما لفت عبد الحميد إسماعيل زهي إلى قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق لمحاسبة النظام الإيراني على جرائم حقوق الإنسان. وفي معرض إشارته إلى قضية اغتصاب المعتقلات في السجون الإيرانية وسوء المعاملة مع المحتجين، قال عبد الحميد: “هناك بعض التقارير حول سوء المعاملة مع السجناء لاسيما المعتقلات، بطريقة يصعب على اللسان ذكرها. لنتق الله جميعا. ولنكن منصفين مع الشعب. ويجب أن لا نسمح بسوء المعاملة مع السجناء. التعذيب يتعارض مع الدستور ولا تجيزه كل الأديان والمعتقدات”.

كما أشار إسماعيل زهي إلى قتل الأهالي المحتجين في المدن الكردية، وأكد أن “إخواننا وأخواتنا الأكراد” من أفضل الشعوب الإيرانية التي حافظت مثل بلوشستان على حدودها وعانت الحرمان طوال هذه العقود.

وأضاف: “الآن وبعد أن شكا أهالي كردستان من المشاكل ونظموا الاحتجاجات، لا ينبغي مواجهتهم بالرصاص واستخدام العنف معهم”.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة