“وتغيب أيامي”.. كدمات في روح الشاعرة ليلى سقلاوي

“وتغيب أيامي”.. كدمات في روح الشاعرة ليلى سقلاوي

       ياسر مروّة 

  على وقع موسيقى الذكريات وإيقاع خطوات “الفاراندول” البطيئة

   “وتغيب أيامي” كتاب للشاعرة ليلى سقلاوي الذي سوف يطبع في بيروت قريباً وسيصدر عن دار نلسن 2023، من خلال نصوصها التاسع والثلاثين نصاً ونص ربيعي باللغة العربية الفصحى ومقابل ذلك ترجمة الكتاب باللغة الفرنسية، وقد نجحتْ ترجمة صديقها الأستاذ والشاعر ألبرت وهبي لأعمالها الشعرية من الفرنسية إلى العربية، ولمواجهة التواصل الترجمة لها نكهة المعاني وألفاظها منحى أدبي ايجابي صرف، وهكذا أتاحت لها أن ترسل صرخة روحها لقرائها.
    فقد ولدت الشاعرة ليلى سقلاوي في البرتغال (6 أيار 1946) وترعرعت مع أسرتها وعادت إلى وطنها جنوب لبنان، وفي سنة 1970 هاجرت إلى أستراليا، كانت جريئة وقد أخذت قرارها للهجرة قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.
    هذا هو كتابها الجديد “وتغيب أيامي” .. “وقتها عدتُ إلى الغياب تاركاً كدمات على روحي”، فقد قدم الحبيب عشقه اليها، حيث بدأ حبها براعم فكانت ايام رائعة، وتحاكي الشاعرة فقدانها لحبيبها، وفجأة ذبُلت الوردة التي ما انقطعت في غياب المحب كسيرة بطل العشق من أبطال المغامرين.
    “بكيتُ طويلاً عند هذه العتبة
    حكاية العصور
    في أحلك هاوية الأعماق
    أسرار
    أتحرك في صمت”
    في عوالم مختلفة بعيدة عن النصوص الجديدة تضيف ليلى سقلاوي كتابين للشعر لها، كلاهما باللغة الإنكليزية، الأول: “الآن أنت تعرف لماذا”، سنة 1993، أما الثاني: “على ضفاف الليل”، سنة 1995، هذه هي سيرتها الشعرية. وبذلك أصبحت أول سيدة لبنانية نشرت الكتب باللغة الإنجليزية في أستراليا!
خاطبت الشاعرة “وتغيب أيامي” و”لأنني لا أستطيع التحدث عن حبي إلا بصمت دائم”، فتهدي كتابها إلى حبها الأجمل في حياتها المكرسة للفقد والغياب في داخلها، وخاصة: أحفادها مادلين وأنتوني، وتهدي أيضاً للحفيدة التي لطالما كانت القارئ الأول لكل من قصائدها وأشد مؤيدي نصوصها. تهدي الشاعرة أيضاً وأيضا وتشكر من القلب أصدقائها الذين يساعدونها على اتمام الكتاب. قالت: “قد تكون بدأت تغليف الأمنيات، أمنيتي فيها حملاً ثقيلاً
ومن بين كل الهدايا الكثر
هديتي الصغيرة
الأكثر ثقلاً في علبتها
هي صلاتي الطويلة في الأعياد،
وبدون شجرة ميلاد وأجراس الأعياد”
“سنجمع الأولاد للدفء والحب والحنان في كل لحظة نمضيها معهم
أغنية شاعر لأرواحنا”.
“وتغيب أيامي” كتابها الثالث الجديد، التي صُقلت شخصيتها من معاناتها التي كانت حاضرة في عمق أعماق الوجدان،
وتدخل إلى عوالم الشعر الجميل الذي ينساب انسياباً ناعماً، “وتغيب أيامي” قائلاً:
“أسيرُ حالمة، مُفكرة
مُتأملة العالم الذي يُزنرُني بالحبّ
فَلا أَرى سوى وجهك”
أأنا في حالة ذوبان عشقه وفقدانهُ،
    من أين يأتي رونق الحب وزهوته، وتسأل الشاعرة: هل الحب يذوب في جليد اليأس والحزن وسكون العاصفة وزمهريرها واشتداد الحروب ويخالطها الشكوك وأصوات القنوط؟ هل تهرب نحو المجهول حيث عزلة حياتها بالمنفى وتخاف لو كانت تقابل حبها الموعود المفقود، وعمرها التي ولّت بدونه على وجهه الطفوليّ.
كما قال الشاعر الكبير الراحل محمود درويش للحياة يومها ونردد هذا القول أبداً ودائماً “تحيا الحياة حياتها”، فلسوف تبتسم الشاعرة ليلى سقلاوي أبداً وتقول دائماً:
أعيش في أُستراليا بملء إرادتي
امرأة سمراء من جنوب لبنان
تحت سماء حرة وشمس ساطعة.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

ياسر مروّة