لا بارقة أمل تلوح في وطن ما بعد كورونا!
قراءة في “يوميات” نور الدين حيمر السفياني
علي بنساعود
رغم رفع الحجر المنزلي، وعودة مياه الحياة إلى مجاريها، ورغم أن الأستاذ نور الدين حيمر السفياني كان يستشرف الزمن الزاهي القادم، ويعتبر أن “كل الظروف متاحة اليوم للإقلاع نحو مغرب جديد، تتفجر فيه الطاقات، ويسوده التضامن والعدل، ص91، ورغم أنه أفادنا، حين لقائنا به، أن “كتابة هذه اليوميات كانت فسحة بل أفقا آخر لمعانقة الحياة والأمل والإيمان بأنَّ يوما آخر سيشرق حتما من رحم اللحظة القاسية… رغم كل ذلك، وجدناه يختم يومياته بنوع من الارتياب في كل هذا التفاؤل، وفي ما إذا كان العمر سيسعفه لمزيد من الأحلام: يقول: “هل ما يزال في القلب متسع من الأحلام والأوهام والأمنيات أم أن شمس العمر واقفة هناك في مهب الريح؟” ص112، يقول هذا وقد صار منشغلا بجسده إلى حد الهوس، وبما يمكن أن يطرا عليه من تغيرات مفاجئة…” ص110، كما صار يعتبر أن “الغرب سيقف متأملا ليستخلص العبر أما نحن، فسنظل نراوح الخطى، غارقين في مستنقع تأخرنا…” ص71، وكيف لا يقول ذلك وهو يرى أن “المدينة عادت إلى سابق عهدها… ولا بارقة تلوح في الأفق تؤشر أن وطنا جديدا سيولد من رحم كرونا. ص94
جاء هذا في كتاب تحت عنوان “حميا الأرق: أوراق من زمن الحجر“ وهو عبارة عن “يوميات” دوَّن فيها المؤلف مجريات حياته خلال فترة “الحجر المنزلي” بسبب الجائحة.
وفي لقاء خاص، جمعنا أخيرا بالمؤلف، صرح لنا أن يومياته شكل من أشكال الكتابة السردية، بعيدة عن التخييل، تنزع نحو الواقعية، وتنهل من أدب السيرة الذاتية، ترصد الوقائع الحاصلة في اليوم، وما يصاحبها من تفاعلات وارتسامات شخصية. فيها دوَّن جزءا مما راكمه من تجارب إنسانية، وما صادفه في حياته اليومية من أحداث قد تترك أثرا عميقا فيه.
وأضاف المؤلف أن يومياته “ركزت على جملة من الموضوعات التي كانت مصاحبة للجائحة ومنها –العزلة – الموت – الجسد – الحرية – محاربة الفقر والتنمية… وأنها لا تخلو من محكيات تذكرية استرجاعية ترتبط بالأنا.”
ولعل من يتفحص هذه اليوميات سيلاحظ، بدون أدنى شك، هيمنة السرد والوصف عليها مقارنة مع باقي الفاعليات من تساؤل وتعليق وتأمل ونقد…
فالمؤلف يسرد، بضمير المتكلم، تارة، ليدوّن الأحداث التي رافقت الجائحة، وأثرها عليه وعلى محيطه، ويعرض مختلف الأفعال التي أقدم عليها احترازا من الوباء وتكيفا مع ما فرضه من إكراهات… يقول مثلا: “أفقت على صفير سيارات الإسعاف، صفير أيقظ المدينة من هدأتها، وبعث في النفس مشاعر الرهبة والترقب.” ص24، وتارة، يسرد ليتذكر أو يحلم أو يتمنى هروبا من الواقع المستجد الرهيب، معتبرا أن المرء، في ظروف الجائحة لم يعد يملك سوى الذاكرة والحلم ص60، يقول: “تذكرت طفولتي حينما كنا نستقبل زخات المطر وهي تبللنا بفيض من الفرح، ونظل نرقب انبجاس قوس قزح بألوانه الزاهية في السماء، تذكرت أختي وهي تقفز مفزوعة حينما تنفجر الرعود وتبرق السماء، فتركض مسرعة إلى الحمام وتوصد على نفسها الباب إلى أن تمر العاصفة…” ص49، ويضيف: “أقبل الليل وليلي أنا بطعم الحرائق والرماد، بطعم الرؤيا والحلم البكر، بطعم التوجس والرهبة والأقداح المكسورة، بطعم الذكريات وأطلالها الراعفة” ص23، ويواصل قائلا: “غابات من الأشجار والأزهار تملأ الأرض… أسراب الطيور المهاجرة عادت تنشر أجنحتها سابحة في السماوات العلى، موقعة لحن الحياة والفرح بعد طول غياب.
أطفال كسروا قيد سلاسلهم وانتشروا في الأزقة والساحات. المقاهي والمدارس والأسواق ودور الثقافة ضجت من جديد… والمدينة نضت عنها ثوب الحداد والصمت. استعذبت هذا الحلم الوارف… لم يطل، سرعان ما تبدد في أتون صفير حاد لسيارات الإسعاف وهي تملأ المدى أنينا ونحيبا…” ص29، ويضيف: “وددت أن أهبط درج العمارة، وأن أشاركهم (أطفال الحي) لعبهم الذي لا يخلو من مزاح وسخرية وتفكه فقدناه طوال أيام الجائحة السوداء.” ص92، كما أن ضغوط اللحظة دفعته إلى استحضار الأم والإحساس بالحاجة إليها: “صوت يأتي من بعيد… من عتمة الزمن… من جسد مسربل بالغيم وبالذكرى… صورتها قفزت إلى ذهني فجأة… طلعتها بهية كأنها سنديانة سامقة تناغي السماء، تحمل في جبهتها وشما أخضر، اقتربت منها… كانت تمسك في يدها شموعا… أردت أن أقبل رأسها لكنها اختفت وتلاشت في تلافيف الظلام… أحسست، كما الأيام السوداء، الحاجة إليها…” ص11
وبخصوص الزمان والمكان، فعلى عادة كتاب اليوميات، حرص المؤلف على توثيق يومياته، يوما وشهرا وسنة، أعلى الصفحة، غير أنه الديباجة أغفلت الإشارة إلى مكان الأحداث، وإن تم ذكره في متن بعض اليوميات، ومنه عرفنا أن الأحداث توزعت بين فاس وإفران وأكادير… كما أن المتون تضمنت ساعة وقوع الأحداث في جل اليوميات…
وتضمنت اليوميات أيضا وصفا مكثفا للزمكان حيث تجري الأحداث، ولشعور الكاتب ومن عايشوه مرحلة الجائحة، وما رافقها من وقائع ومستجدات…
فالزمن رتيب مفعم بالحيرة والسؤال والتوجس والقلق، والعالم صامت مرتعش، ص13، والفيروس “ضيف مخيف يغزو المدن والقرى” ص13، والمدن متشحة بالسواد، فارغة، موحشة إلا من رجال الأمن وسيارات الإسعاف ص47، والوباء يطوق المدن، يزهق الأرواح، وينتشر انتشار النار في الهشيم، ورائحة الموت تنتشر في كل مكان 36، والناس منزوون في منازلهم وقد استشعروا أن أمرا ما مخيفا حل بينهم، وعليهم أن يتخذوا لأنفسهم كل الحيطة والحذر” ص8، و”الأخت فقدت مرحها وانزوت متوجسة” ص24، وأقدام من خرج من الناس “عجلى تتحرك واجمة صامتة في كل مكان، في اتجاه صيدليات المدينة، في اتجاه باعة الخضر والفواكه والمواد الغذائية، حركة دائبة لم تنقطع، تأهب واستعداد، كأننا على مشارف حرب قادمة…” ص7 والفراشات الملونة اختفت، والعصافير الطروبة ألقت أجنحتها” ص7 وفي جو كابوسي مثل هذا تصبح “النوافذ وأسطح البنايات الجسر الذي يصلنا بنبض الكون.” ص17
لما سلف، شكلت هذه اليوميات فضاء عبَّر المؤلف، من خلاله، عما ينتابه من أحاسيس ومشاعر الحيرة والخوف والملل والخيبة والتشاؤم واليأس: فـ”الساعات متشابهة”، وصفير سيارات الإسعاف “بات مخيفا هذه الأيام، كل ما سمعته ارتج جسدي، وتراءت أمامي سماء ملبدة بالغيم…” ص15، وحينما أحس بالحمى والزكام وضيق التنفس، أصابه القلق خوفا من أن يكون أصيب بالفيروس، لكن ما خفف من قلقه هو معاناته من حساسية لها نفس الأعراض… ص15، وإن لم يمنعه هذا من أن يرى أن “لا بشائر في الأفق تلوح”، وأننا “سنظل في هذا النفق الموجع ننتظر، لعلنا نرى ضوءا قادما من بعيد” ص34، بل إنه صار، “متأهبا لتقبل ما لا يَسُرُّ من الأخبار… صار اللون الأسود سافرا في لوحة الحياة…” بعد أن لم تعد إشراقة ضوء تلوح في المشهد العام الذي ماتزال سحبه كثيفة دكناء… ص56، ويقول أيضا: “بدت فاس كأنها سجن كبير… غلقت أبوابها ومنافذها وباتت تئن أنينا…” ويضيف: “كم كنت حزينا هذه اليوم وأنا أستمع إلى رئيس وزراء إيطاليا وهو يرفع أكفه ضارعا إلى السماء، بعدما وقف الأطباء مستسلمين وعاجزين أمام الوباء.”، هذا، ولم يفته أن يعبر عن إعجابه بتجربة الصين في مواجهة الوباء من تلاحم إرادة أبنائها وتكريم أبطال التصدي للوباء ص32
وللتغلب على ثقل اللحظة وإكراهاتها، راح ينظر إلى نفسه في المرآة، ويتأمل صوره ويدون شذرات من سيرته، وهو فتى بوجه صبوح، طويل القامة، نحيف الجسم… يقف أمام ميكروفون يلقي كلمة في حشد غفير، خلفه لافتة كتب عليها: جميعا من أجل فلسطين ودعم المقاومة… مضيفا: “كنت وقتها طالبا وفاعلا نشيطا ضمن تيار الطلبة الديمقراطيين، الامتداد الشبابي لحركة 23 مارس اليسارية التي ستعرف لاحقا بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي… اختارني الرفاق والرفيقات أول كاتب إقليمي لحركة الشبيبة الديمقراطية بفاس… تلك كانت بدايات تجربة يسارية تماهيت بها منذ شبابي… لكنها انتكست… كلما اذَّكرتها اذَّكرت جرحا لا ولن يندمل… ص71/72
ولتجاوز اللحظة أيضا، ارتمى المؤلف في عالم الكتابة والقراءة والاستماع للموسيقى والتواصل مع إخوته وأصدقائه ورفاقه عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي… معتبرا أنه لولا ذلك، لتهاوى جسده كبنيان متصدع… ص57
كما ضمَّن المؤلف يومياته نقدا لاذعا للأوضاع الاجتماعية والسياسية والنقابية والدينية… يقول مثلا: “زمن الحظر أظهر المستور في وعينا الجماعي، في أفعالنا وسلوكنا، في تمثلاتنا عن أنفسنا وعن العالم. كل خطابات المديح التي ظل البعض يلهج بها عن الشعب تهاوت كأوراق الخريف حيث ظهرت أعطابنا الكبرى سافرة إلى السطح… لكن، ما عساه ينتج الفقر والجهل سوى عاهات مستديمة تعطل العقل والإرادة والفعل” ص63 ويقول أيضا: “بدت لي أسطح العمارات المجاورة… وقد احتشدت بجمع من النساء والأطفال والرجال وهم يرفعون أصواتهم عاليا يقرؤون اللطيف، يكبرون ويهللون… حيث ينتصب الدين ملاذا نلوذ به، يبدد خوفنا ويمنحنا بعضا من سكينة الروح وهدأتها ص17/18، ويضيف معلقا على المضاربة في الأقنعة الواقية: “في مثل هذه الظروف، يظهر أثرياء الحرب، يستغلون بؤس الناس.” ص39
كما استغل يومياته لانتقاد الإعلام الرسمي لتغريده خارج السرب، وانغماسه في التفاهة والابتذال ص33، كما استغلها لانتقاد الوطن الذي لم يوفر لأبنائه وبناته فرصا للشغل تقيهم غائلة الجوع… ص68، ولم يفته توجيه سهام نقده للمنظومة الصحية لعجزها عن الاستجابة لحاجيات المواطنين ص109، ولما يسودها من عقم وفساد وفوضى تحول دون وصول الناس إلى الفحص والعلاج. ص111
وتعليقا على استمرار الاتحاد الاشتراكي في الحكومة بعد انقلاب السلطة على “المنهجية الديمقراطية”، كتب المؤلف: “خطأ سياسي قاتل ارتكبه الاتحاد وهو يواصل المشاركة في حكومة باتت بدون صلاحيات حقيقية، ولا تنفتح على أفق الانتقال الديمقراطي… خطأ فتح الباب أمام تآكل رصيد الحزب وانهياره التدريجي.” ص91
كما استغل المؤلف يومية فاتح ماي ليعبر عن حزنه وحسرته على ما آلت إليه الأوضاع النقابية، يقول: “كم كانت تلك الأيام البعيدة غنية معطاءة، طافحة بالنبل وجسارة القول والفعل… مياه كثيرة جرت تحت الجسر، تهاوت كل القلاع، انقسم العمال… انسحبوا… باتوا بلا أظافر، بلا مجد… بعدما استدرجت بعض نخب اليسار وقياداته إلى موائد السلطة اللذيذة” ص76
وأمام هول الجائحة، وما خلفته من ضحايا وما تسببت فيه من خوف وفزع، ونظرا لثقل الحجر المنزلي وضغطه على النفوس، لجأ المؤلف أيضا إلى التساؤل: “أي نوع من البشر هؤلاء الذين أمضوا مددا طويلة من أعمارهم خلف القضبان الموحشة المعتمة؟” ص17، وأضاف: “أي مأزق هذا الذي وُجِدْنا فيه وعلى حين غرة؟ وكيف لهذا الكائن المجهري أن يقطع أنفاسنا، ويضع العالم برمته على شفير الهلاك؟ وإلى متى سنظل هكذا؟ وهل سنكون في منأى عن الموت؟” و”إلى أين نحن سائرون؟” ص24، بل وجدنا المؤلف يتساءل عن مصيره هو نفسه، يقول: “ماذا كنت سأكون لو لم يقرر أبي، في تلك الأزمنة البعيدة، أن يهجر البادية، وينخرط في سلك الجندية من أجل تعليمي، لو لم يقدم على هكذا خطوة لكنت اليوم فلاحا تعيسا في تلك القرى النائية المعلقة في أعلى الجبل…” ص18
ورغم رفع الحجر المنزلي، وعودة مياه الحياة إلى مجاريها، ورغم أن الأستاذ نور الدين حيمر السفياني كان يستشرف الزمن الزاهي القادم ويتوق إليه ص10، ويعتبر أن “كل الظروف متاحة اليوم للإقلاع نحو أفق جديد، من أجل مغرب جديد، تتفجر فيه الطاقات، ويسوده التضامن والعدل. ص91، ورغم أنه أفادنا، حين لقائنا به أنه كتب يومياته لأنه وجد في كتابتها، كما في الكتابة بشكل عام، “ملاذا بل سلاحا لمقاومة الرتابة والعزلة والموت الذي كان يهددنا من جراء “كرونا”. مضيفا أن “كتابة هذه اليوميات كانت فسحة بل أفقا آخر لمعانقة الحياة والأمل والإيمان بأنَّ يوما آخر سيشرق حتما من رحم اللحظة القاسية. بالكتابة نحيا، ونسمو ونحلق بأجنحة في آفاق لا حدود لها.” رغم كل ذلك، وجدناه يختم يومياته بنوع من الارتياب في كل هذا التفاؤل، وفي ما إذا كان العمر سيسعفه لمزيد من الأحلام: يقول: “هل ما يزال في القلب متسع من الأحلام والأوهام والأمنيات أم أن شمس العمر واقفة هناك في مهب الريح؟” ص112، يقول هذا وقد صار منشغلا بجسده إلى حد الهوس وبما يمكن أن يطرا عليه من تغيرات مفاجئة…” كما صار “أشد إحساسا بأن الأخطار محدقة بنا…” ص110، كما صار يعتبر أن “الغرب سيقف متأملا ليستخلص العبر أما نحن، فسنظل نراوح الخطى، غارقين في مستنقع تأخرنا…” ص71، وكيف لا يقول ذلك وهو يرى أن “المدينة عادت الى سابق عهدها… وعما قريب ستجتاحها كل مشاهد البؤس والهشاشة والتسول والنصب والسرقة والجريمة التي كبحتها كرونا إلى حين… سيطفو على السطح ما كان خبيئا من أعطاب بنيوية وأخرى مستجدة… لا شيء سيَسُرُّ النظر… ولا بارقة تلوح في الأفق تؤشر أن وطنا جديدا سيولد من رحم كرونا. ص94
وبهذا تكون “حميا الأرق” مونولوجا على الورق قدم فيه المؤلف لمحة عن حياته اليومية خلال المراحل المختلفة لإدارة الوباء، بدءا من الإقفال العام إلى التخفيف التدريجي للقيود والعودة إلى الروتين اليوم. وهي تجربة استثنائية فارقة حاول توثيقها لفهم أبعادها وانعكاساتها عليه وعلى محيطه…
للإشارة، يتشكل كتاب “حميا الأرق: أوراق من زمن الحجر“، الصادر عن منشورات “مقاربات” من 53 يومية متسلسلة تغطي الفترة بين 19 مارس 2020 و5 غشت 2020، تمتد على مساحة 114 صفحة من الحجم المتوسط. وهي يوميات مكثفة، مختصرة تتراوح اليومية الواحدة منها بين صفحة واحدة وصفحتين ونصف، وهي متسلسلة وفق الترتيب الكرونولوجي لكنها متقطعة غير منتظمة يوما بيوم، لا يسجل الكاتب فيها كل أحداث يومه، بل فقط المتميز منها، لذلك فبعضها لا تغطي سوى أحداث الفترة المسائية من اليوم…
يقول في حديثه إلينا: “شرعت في كتابة اليوميات مع دخول قرار إعلان الحجر حيز التنفيذ. ولم يكن هذا القرار عاديا، بل شكل لحظة أحدثت رجة عميقة في النفس. ووجدت نفسي أكتب كلاما قصيرا أعبر فيه عن انطباعي أمام هذا الهول المخيف الذي قفز فجأة إلى حياتنا وشل كل مظاهر الحركة والحياة. لكن، سرعان ما وجدت نفسي بتشجيع من أحد الأصدقاء أكتب كل يوم نصا.”
وقد كُتِبَتْ هذه اليوميات برؤية نقدية واضحة، وبأسلوب تراوح بين التقريري المباشر والشعري الفني، معتمد صورا خيالية بديعة، عبر من خلالها الكاتب عن مشاعره وآرائه الشخصية في العديد من القضايا التي طرقها أدبية كانت أو سياسية أو اجتماعية أو دينية…
ومعلوم أن هذه الجائحة، كما يرى الأستاذ نور الدين “فجرت قدرة كبيرة على الكتابة والإبداع، بحيث أصبحنا نتوفر، اليوم، على أدب غزير (شعر، قصة، رواية، دراسات فكرية) يمكن تسميته بـ”أدب الحجر في المغرب” وهو جدير بالدرس والمتابعة. وستظل هذه الجائحة تلهم إبداعا نتطلع إلى أن يرقى إلى مستوى الأعمال الأدبية الكبيرة على غرار رواية الطاعون لألبير كامو أو رواية الكوليرا لغابرييل ماركيز.”