حرب شوارع في الخرطوم .. واليونسيف تسجل نزوح مليون طفل
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تجددت أعمال القصف والاشتباكات بين الجيش والدعم السريع شمالي الخرطوم البحري، وذلك بعد فترة قصيرة من انخفاضٍ حذر في وتيرة الاشتباكات والمواجهات صباح الجمعة.
وتواصل تحليق الطيران مع استمرار تصاعد أعمدة الدخان في مستودعات الغاز والمشتقات البترولية جنوب الخرطوم لليوم التاسع على التوالي.
وتوعد مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر العطا بحسم المعركة وملاحقة الدعم السريع داخل الأحياء، داعياً المواطنين في فيديو متداول إلى الابتعاد عن المنازل التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ويدخل النزاع المسلح في السودان شهره الثالث، حيث اشتعلت شرارة النزاع في 15 أبريل الماضي، يُخشى على نطاق واسع من أن يتسبب مقتل حاكم ولاية غرب دارفور، بنقل التوتر الناجم عن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب أهلية قد تحرق نارها البلاد بأكملها، معيدة للأذهان سيرة الصراع الدامي الطويل الذي شهدته دارفور عام 2003، وأدى لمقتل أكثر من 300 ألف ونحو مليوني لاجئ ونازح، ووجهت بسببها المحكمة الجنائية الدولية اتهامات للرئيس السابق عمر البشير، وعدد من كبار مساعديه، تهماً تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي.
وقد دانت أطراف عدّة مقتل والي غرب دارفور بعد توقيفه بأيدي قوات الدعم السريع، وسط دعوات إلى تدخّل في الإقليم الذي حذّرت الأمم المتحدة من وقوع “جرائم ضد الإنسانية” فيه.
وقال الجيش إن قوّات الدعم خطفت خميس أبكر وقتلته، ليل الأربعاء الخميس، بعد ساعات على اتهامه إيّاها بـ”تدمير” مدينة الجنينة. من جهتها، حمّلت قوات الدعم المسؤولية عن قتله إلى “مُتفلِّتين”.
ويُشكّل قتل أبكر تصعيدا في النزاع الذي اندلع في 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ويتزامن مع تحذيرات متزايدة بتدهور الأوضاع في إقليم دارفور الذي عانى خلال عقدين نزاعا داميا، خصوصا في الجنينة، مركز غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم الواقع بغرب السودان عند الحدود مع تشاد.
ودان البرهان “الهجوم الغادر”، معتبرا في بيان أن ما تنفّذه قوات الدعم “من قتل وسلب ونهب وترويع للمواطنين واستهداف للمنشآت الخدمية والتنموية بمدينة الجنينة، يعكس مدى الفظائع التي تقوم بها القوّات المتمرّدة ضد الأبرياء العزّل”.
من جهة ثانية تسبب الصراع الدائر في السودان في نزوح أكثر من مليون طفل، فضلا عن مقتل المئات، حسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وقال المدير الإقليمي للإعلام لمنظمة اليونيسيف عمار عمار إن عدد الأطفال الذين هم في حاجة لمساعدة إنسانية عاجلة ارتفع بنسبة سبعة وخمسين في المئة ووصل إلى 13 مليون حسب تقديرات المنظمة الأممية.
وقالت المنظمة في بيان إن “أكثر من مليون طفل أصبحوا نازحين حتى الآن جراء شهرين من النزاع في السودان”، كما أفادت أنها تلقت تقارير موثوقة تفيد بمقتل أكثر من 330 طفلا، وإصابة أكثر من 1900 طفل حتى 6 يونيو /حزيران، وهنالك العديد غيرهم في خطر كبير”.
وأضاف البيان الصادر مساء الخميس “يتعذر الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، مما يترك أكثر من 13 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، المياه والصحة والتغذية والحماية”.
وأشارت المنظمة إلى أن الوضع في إقليم دارفور “يشكل مصدر قلق خاص”. وأوضحت أن “انقطاع الاتصالات المستمر وقيود الوصول لهم يعني أن المعلومات الموثقة حول الوضع محدودة، ولكن يُقدر أن حوالي 5.6 مليون طفل يعيشون في ولايات دارفور الخمس، ومن المقدر أن نحو 270 ألف طفل نزحوا حديثا بسبب القتال حتى الآن هناك.
ودعت اليونيسف إلى توفير 838 مليون دولار للتعامل مع الأزمة، بزيادة قدرها 253 مليون دولار منذ بدء النزاع في أبريل /نيسان الماضي، محذرة من أنه “بدون التزامات تمويل فورية لن يكون بإمكان الاستجابة أن تستمر في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك دارفور، والتوسع بها لتلبية الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة“.