برلين تستبدل الطاقة الروسية بموارد من آسيا الوسطى

برلين تستبدل الطاقة الروسية بموارد من آسيا الوسطى

د. خالد العزي

بحث الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قرغيزستان التي وصلها في 22 حزيران الجاري في زيارة إستغرقت مع الرئيس صدير جيباروف قضايا تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى الاتحاد الروسي وشارك في افتتاح صندوق التنمية القرغيزي الألماني.

وكان شتاينماير أمضى ثلاثة أيام في كازاخستان، حيث حصل على دعم قاسم جومار توكاييف في تزويد ألمانيا بالهيدروكربونات، وقارن بين مواقف برلين وباريس بشأن الوضع حول أوكرانيا. ووقع رئيسا البلدين 23 اتفاقية تجارية لمشاريع مشتركة بقيمة 1.7 مليار دولار.

ترغب ألمانيا في عقد شراكات أوثق ليس فقط مع كازاخستان، ولكن أيضًا مع دول آسيا الوسطى، التي زادت أهميتها منذ بدء إنشاء منظمة المياه العذبة في أوكرانيا، وقد وصف شتاينماير كازاخستان بأنها شريك رئيسي لألمانيا في منطقة آسيا الوسطى من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية.

من هنا،  نرى بان  ألمانيا تهتم أيضًا بالحصول على معادن الأرض النادرة من كازاخستان. وهي ترغب في تقليل الاعتماد على توريد المواد الخام من الصين. لذلك، اولت اهتماما متزايدا للتعاون في هذا المجال. بشكل عام وتتبع التجارة بين الدول صيغة “التكنولوجيا مقابل المواد الخام”، حيث يتم تعيين كازاخستان كمورد للمواد الخام، وقد تعرض قيرغيزستان الذهب، حيث باتت كازاخستان تعتبر هي الشريك التجاري الرئيسي لألمانيا في آسيا الوسطى، وتمثل الجمهورية 83% من تجارة ألمانيا مع دول المنطقة. فقد بلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي نحو 10 مليارات دولار، وتحل كازاخستان من مند الشركاء الاقتصاديين الخمسين الرئيسيين لألمانيا، بالإضافة إلى كونها واحدة من أكبر أربعة موردي النفط لهذا البلد.

يلاحظ بان ألمانيا وأوروبا مستعدتان لأن تصبحا شريكتين لدول آسيا الوسطى، فقد وصف الرئيس قاسم زومارت توكاييف ألمانيا بأنها “شريك موثوق به في العديد من المجالات” ووعد بتزويدها بالطاقة والموارد الأخرى التي تحتاجها: اذن يمكن أن تزود كازاخستان الاقتصاد الألماني بالطاقة والمواد الخام اللازمة، وهو أمر مهم بشكل خاص في الفترة الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية الصعبة الحالية. وخير مثال على ذلك هو توريد النفط الكازاخستاني إلى مصفاة نفط في مدينة شيدت بناءً على طلب الجانب الألماني، وقال وزير الطاقة المصادم ساتكليف، إن الطرفين اتفقا على زيادة الإمدادات النفطية عبر خط أنابيب دروجبا إلى مصفاة شويد إلى 100 ألف طن شهريا، وسترتفع النسبة في نهاية عام 2024.

كازاخستان مستعدة لتقديم مساهمتها في سبيل هذا الهدف مع الحفاظ على علاقات جيدة مع شريكها الاستراتيجي، روسيا، حسبما قال أكوردا. على أن الهدف يجب أن يكون “عالمًا عادلًا” يحافظ على سيادة وسلامة أوكرانيا. وأضاف الرئيس الألماني “نحن بعيدون عن ذلك في الوضع الحالي”.

ان ميزانية صندوق التنمية القرغيزي الروسي البالغة مليار دولار كبيرة، يؤثر على أداء الصادرات في قيرغيزستان. ففتح مكتب شيء والنتائج الحقيقية شيء آخر.

لكن زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على الرغم من كونه شخصية بروتوكولية ولا يتخذ قرارات إستراتيجية، هي استمرار لـ” سلسلة “الزوار الغربيين إلى منطقة آسيا الوسطى، التي افتتحها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين في يناير 2023. هذه “السلسلة”، على ما يبدو، ستستمر حتى نهاية هذا العام، كما يعتقد العالم السياسي.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني