اشتباكات في ليبيا .. وقوات الــ 444 تهدد بحرق الاخضر واليابس اذا لم يطلق قائدها
السؤال الآن ــــ وكالات
شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات تسببت في تعليق الرحلات الجوية في مطار المدينة الرئيسي، بعد أن قام جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب بإحتجاز محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي يسيطر على جزء كبير من طرابلس في مطار معيتيقة.
وقالت مصادر محلية، إنه تم القبض على محمود حمزة من داخل الطائرة عندما كان برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، يستعدون للذهاب لمدينة مصراتة لحضور الاستعراض العسكري بالكلية الجوية، واقتياده إلى مكان مجهول.
وقال سكان محليون إن أصوات تبادل إطلاق النار تسمع على نطاق واسع في مناطق جنوب العاصمة، كما رصدوا انتشارا مكثّفا للآليات العسكرية، بينما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين وسقوط بعضها بالقرب من محلات تجارية ومنازل مواطنين.
وقال أحد سكان حي الفرناج: “سمعنا إطلاق نار استمر حوالي ساعتين ولا نعرف ماذا سيحدث. نخشى على سلامتنا”.
وقالت وسائل إعلام محلية ومصدر في اللواء 444، محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي يسيطر على جزء كبير من طرابلس احتجز في مطار معيتيقة. وأفادت مصادر في مطار معيتيقة، بأن جميع الرحلات من المطار وإليه حولت إلى مصراتة، على بعد 180 كيلومترا إلى الشرق.
ومن شأن استمرار القتال بين الفصيلين، وهما أكبر قوتين مسلحتين في العاصمة، أن يشكل مخاطر كبيرة.
وأظهر مقطع مصور منشور على الإنترنت، قال شاهد على الاشتباكات إنه حقيقي، قذيفة نارية تمر أمام مبنى سكني وسط دوي الطلقات نارية. وقال صحفي من رويترز في ضاحية عين زارة قرب مكان الاشتباكات، إن مسلحين أغلقوا طريقا رئيسيا في المنطقة.
واستنفرت قوات “اللواء 444” جميع وحداتها وأمهلت قوة “الردع” حتى يوم غد لإطلاق قائدها، حيث هدّد أفراد تابعون لها بـ”حرق الأخضر واليابس” انتقاما من “الردع” التي بدورها حشدت مجموعات تابعة لها وأعلنت أسر عناصر تابعة للواء 444 بكامل عتادها ومركباتها.
وحتّى الآن، لم تتحدث المصادر الطبية الليبية عن سقوط ضحايا أو وقوع إصابات جرّاء هذه الاشتباكات، بينما استنفر جهاز الإسعاف والطوارئ جميع وحداته، ودعا المواطنين إلى عدم التحرّك عشوائيا والابتعاد عن مناطق الاشتباكات.
فيما أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري ليوم الغد، في ظل مخاوف من توسع الاشتباكات وامتدادها إلى الأحياء السكنية.
واشتباكات الإثنين، هي بالفعل أسوأ اشتباكات تشهدها طرابلس منذ شهور، على الرغم من اندلاع أعمال عنف من حين لآخر بين فصائل مسلحة في أجزاء أخرى من شمال غرب ليبيا في الأسابيع الماضية.
ولم تنعم ليبيا بقدر يذكر من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل شرقية وغربية متحاربة. وتوقفت أعمال القتال الرئيسية منذ وقف إطلاق النار في عام 2020، لكن لا يوجد مؤشر على حل سياسي دائم.