ترفق
عبد الرحيم التدلاوي
ترفق بي
يا صديقي!
فلا أملك عصا سحرية
أخرج بها كل المظلومين
أفر بهم
إلى أرض بكر
تعيد للروح سلامتها
ولا أملك معجزات
تصنع الفرحة
وتعيد
البسمة
إلى الوجه البئيسة
ترفق بي
يا صديقي!
فما لي
قدرة
على كنس كل هذه الفوضى
وأعيد ترتيب العالم
فمفرداته
ليست بيدي
ولا أملك مفاتيح
سحرية
لأدخل
الشمس
إلى البيوت المقهورة
لا يد لي
تعالج المرضى
وتمسح الدمع من عيون الأطفال
وقد رحل آباؤهم
من شدة القهر
إلى الأعلى
تاركين خلفهم
الوحدة والبرودة والقتل البطيء..
ما أنا
يا صديقي!
سوى ظل
يمشي خائفا جنب الحائط
وإذا رأى سيف كبير القوم
ذاب في
ظل ظله
يرجو السلامة
وحسن العاقبة
يا صديقي!
تمهل
وارفق بي
فقد يأتي الضوء
من حيث لا ندري
لكن
لا تنتظره مني
فأنا
لست بطلا
يحطم القلاع
ويهد الحصون
ويسقي الأرض
بدمه
ولا نبيا
تسيل الرؤيا من فمه
لا، ولست
حكيما
ينبت الحيرة
بأشواك السؤال
فما أنا
سوى كومة
كآبة
وبضاعة كاسدة!
**
انظري
إلى تلك الزاوية
تلك الزاوية المظلمة
من جهة اليسار
من الصدر
هناك،
حيث يقيم قلبي
قلبي الذي حطمته
بلامبالاتك.
اجمعي شظاياه
أو أشلاءه
يا أوزيريس اللعوب،
وانثريها،
كما ينثر
جسد كاهن هندوسي
قد صار رمادا،
بكل قدسية
في بحر الحياة،
علّ رياحا رخاء
تحملها
إلى أرض خصبة
تزرعها،
فأنبعث من جديد
تتدفق في شراييني
حمى الحياة.