“مأساة البشر” في أوكرانيا

“مأساة البشر” في أوكرانيا

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس الاثنين (18 أبريل 2022)، أرقام عدة تكشف مأساة الفارين من أوكرانيا عقب الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي وبات يقترب من دخول شهره الثالث.

ووفق الأرقام الصادرة عن المفوضية فقد فرّ أكثر من 4.9 ملايين أوكراني من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية قبل 54 يوماً غزوها لأوكرانيا. وأعلنت المفوضية أنّ 4934415 لاجئا أوكرانياً بالتحديد غادروا بلدهم، أي بزيادة قدرها 65396 شخصاً مقارنة بالحصيلة الإجمالية المعلنة. 

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فرّ نحو 215 ألف شخص غير أوكراني من البلد. وكان مسار العودة إلى بلدانهم الأصلية محفوفاً بالصعوبات أحياناً. وهؤلاء بأغلبيتهم طلّاب وعمّال ومهاجرون، وهم ليسوا مواطنين لا من أوكرانيا، ولا من البلدان التي وفدوا إليها. ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وتشكل النساء مع الأطفال نحو 90% من الذين فرّوا من أوكرانيا، علماً بأنّ السلطات الأوكرانية لا تسمح بمغادرة الرجال ممن هم في سنّ القتال، أي ما بين 18 و60 عاماً.وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين داخل أوكرانيا بنحو 7.1 ملايين.

وقالت المفوضية الأممية إنّ “اللاجئين الوافدين من أوكرانيا، وهم بأغلبيتهم من النساء والأطفال، يواجهون خطر التعرّض للاستغلال الجنسي والاغتصاب والاتجار بالبشر على نحو متزايد”. وأوضحت أن “عناصرنا في الميدان عند النقاط الحدودية وفي مواقع أخرى وهم يتّخذون تدابير احتياطية”. 

وفي المجموع، اضطر أكثر من 12 مليون شخص إلى مغادرة ديارهم، إمّا من خلال عبور الحدود إلى البلدان المجاورة، أو من خلال النزوح إلى مناطق أخرى في أوكرانيا.ودُفع نحو ثلثي الأطفال الأوكرانيين إلى ترك منازلهم، بما يشمل هؤلاء الذين ما زالوا في مناطق أخرى من البلد. وقبل الحرب، كانت أوكرانيا تضمّ أكثر من 37 مليون نسمة في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف. ولا يشمل هذا المجموع سكّان شبه جزيرة القرم (الجنوب) التي ضمّتها روسيا إلى أراضيها في 2014، أو المناطق الشرقية الخاضعة للانفصاليين الموالين لروسيا منذ السنة عينها. 

وتحتضن بولندا أكبر عدد على الإطلاق من اللاجئين الأوكرانيين. إذ فرّ إليها نحو 2.8 مليون لاجئ أوكراني (2780913 شخصا تحديدا)، أي حوالى ستة من كلّ عشرة منذ بداية الحرب، وذاك حتّى تاريخ 18 أبريل، وفق مفوضية شؤون اللاجئين. ويكمل عدد كبير منهم طريقه إلى دول أوروبية أخرى. وكانت بولندا تضمّ قبل الحرب قرابة 1,5 مليون عامل أوكراني مهاجر. 

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أنّ 743880 لاجئاً أوكرانياً دخلوا إلى رومانيا حتّى تاريخ 18 أبريل. ووصل جزء كبير منهم عبر مولدافيا ثم تابعوا رحلتهم إلى بلدان أخرى. 

وبلغ عدد من لجأوا إلى روسيا 522404 أشخاص بتاريخ 18 أبريل. وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين أيضا أنّه بين 18 و23 فبراير، عبَر 105 آلاف شخص من الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوغانسك (شرق أوكرانيا) إلى روسيا.المجرواستقبلت المجر 461539 أوكرانيا بتاريخ 18 أبريل، وفق مفوضية شؤون اللاجئين.مولدافياواستقبلت مولدافيا، الدولة الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة وهي من الأفقر في أوروبا ولكنّها الأقرب إلى ميناء أوديسا الأوكراني 423852 لاجئا حتى 18 أبريل، وفقا لإحصاءات مفوضية شؤون اللاجئين.

وتشجّع المفوضية الأوروبية اللاجئين الأوكرانيين على مواصلة طريقهم نحو بلدان الاتحاد الأوروبي الأكثر قدرة على تحمّل الأعباء المالية.

أما سلوفاكيا، فقد دخلها 337311 لاجئا منذ بداية الحرب، بحسب أرقام مفوضية شؤون اللاجئين المؤرّخة بتاريخ 18 أبريل. 

واستقبلت بيلاروسيا، حليفة روسيا، 23469 شخصا حتى تاريخ 18 أبريل. 

وتوضح مفوضية شؤون اللاجئين أنّ أرقامها المتعلّقة بالبلدان الحدودية التابعة لمنطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا) تشمل من عبروا الحدود ودخلوا إلى البلد. وتعتبر المفوضية الأممية أنّ “عدداً كبيراً من الأشخاص واصل طريقه نحو بلدان أخرى”. ولا تشمل هذه الحسابات أولئك الذين يتحدّرون من البلدان المحاذية وغادروا أوكرانيا للعودة إلى موطنهم.

(المصدر: فرانس برس) 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة