الشعلة
منى أشقر
اِستيقظ أيّها الأمل من غفوتك
لا تقطع الطرقات بعيداً كحبات الغبار
ما فائدة وجودي في غيابك
ليشرد الذين يروني بدونك في القفار
لا تقف صامتاً وراء كلماتي
أطلق سراح الأمنيات
أخذك إلى أحلامي الملونة
وأنت تجرني من وداع لوداع
بين تشرّد وتشرّد ألفيتني انتهيت
إلى بوابة الضياع تدقّ أنفاسي شجيّة
وتضغط على قلبي رتابة الخطوات
كلّ يوم يمضي تذبل الصباحات
على وجه المطر على صبر الحجر والشوق
على جدار العمر يتغذى بظلال المسافات
بالأمس كان ربيعنا شتاءً
عارياً مُؤجّلاً بخفق الرجاء
واليوم رثاؤه كتكاثر الليالي بدون صباحات
اِسقط أيها القمر في الحدائق الخالية
أكمل لنا حكايات العشق الناقصة
تمسكي جيداً أيتها الطيور الطيبّة
فالعاصفة قادمة اِمطري حيثما تشائين
أيتها الآهات فقد عجزت السّماء عن حمل غيومها
غزلتها الرياح أُغنيات
من دموع الأمهات
اِطمأني أيتها الأرواح الهائمة
فالشّعلة الظامئة لم يزل وهجها
يُنير دروب الظلمات