قراءة سريعة وهادئة في البرلمان اللبناني الجديد

قراءة سريعة وهادئة في البرلمان اللبناني الجديد

حسين عطايا

مما لاشك فيه، بأن الجلسة الاولى للبرلمان الجديد أظهرت بعض القصور في الرؤية لدى كُتل المعارضة على اختلاف تسمياتها، كما أنها أظهرت بعضاً من الاختلاف والانقسام. وهذا أمر جيد وليس بجديد، كون هذه الكتل أتت من مشارب عديدة ومختلفة، وبالتالي هي لسيت من ذات الانتماء.

وهذا ليس بجديد على البرلمانات النيابية، والتي تفوز بانتخابات في مجتمع متعدد.

وإن دل هذا على شيء، فيدُل على أن الامر ليس بالسيء، إنما يحتاج لبعض الوقت لاستعادة زمام المبادرة.

على الرغم من كل ما شاب الانتخابات النيابية من أخطاء ولغط وتنافس شريف وغير شريف، وانقسامات وتعدد لوائح من الفريق الواحد، إلا أن انتخابات هذا العام حققت أموراً كثيرة وجيدة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- نزعت الأكثرية من يد حزب الله، حيث كان يملك مع حلفائه في برلمان 2018 مايُقارب 76 نائباً.

2- في البرلمان الحالي مجموعات كِتل نيابية لن تجعل المجلس النيابي منقسماً عامودياً، كما كان من قبل 8 اذار و14آذار، وبذلك لا أكثرية ثابتة لطرف على طرف.

3- بدخول مجموعة نواب مستقلين ومجموعة نواب ينتمون إلى “انتفاضة 17 تشرين”، ينتظر خلق حيوية سياسية في البرلمان الحالي.

4- ليس بمقدور أحد من الكتل النيابية التقليدية أن يتُسير الظروف لمصلحتها، وإن كانت إحداها تمتلك السلاح. حيث أطاحت تشكيلة هذا البرلمان بنظرية “حكومات الوحدة الوطنية”، التي تعودت عليها كتل التوافق منذ ما بعد تسوية الدوحة.

5- هذا البرلمان، وعبر النواب المنتخبين، أعاد الحديث لاتفاق الطائف، وأطاح بتسوية الدوحة، حيث أفقد حزب الله وتوابعه الثلث المعطل.

هو غيض من فيض، يدعو للتفاؤل بأننا قادرين على التغيير حتماً، رغم كل حركات التهديد والوعيد والتخوين التي مارسها حزب إيران ما قبل الانتخابات وخلالها وبعدها.

الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد، وعلى الرغم من كل الجهد الذي بذله حزب الله لإنجاح ودائعه، من بري إلى أبوصعب وغيرهم، إلا أنها أثبتت معادلة جديدة يُبنى عليها، وعسى أن تكون درساً لكل الكتل المعارضة لتوحيد جهودها في سبيل إدارة معركة سياسية، وهم يمتلكون زمام الأمر إن ارادوا على اختلاف تسمياتهم وتنوعهم.

Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني