صراخ الطابق السفلي: عندما يختنق الحب في أروقة الجحيم (2-2)
محمد الخمليشي
صراخ الطابق السفلي: استعادة جذرية للذاكرة
«صراخ الطابق السفلي» هي استعادة جذرية لأصداء ذاكرة نساء: سعاد ـ عائشة ـ كريستينا ـ سليمة مقوس ـ بلقيس، ملكة سبأ ـ هيام ـ الشاعرة ريتاجو وامرأة قبائل (المايا) الجميلة ـ ونساء أخريات وُجِدْنَ أو لم يُولدْنَ بعد.
بالنظر إلى ترسيمة فتحي المسكيني حول فن الذاكرة، والتي تفيد أن الانعطاف الحداثوي، قد دشن تحويلاً جذرياً بأعلى جهاز التذكر، عندما نَقَلهُ من صناعة التذكر الأخروي إلى فن النسيان ـ المنهجي، في المعارف والآداب، فيصح التساؤل: هل يجب تذكر ضحايا من النساء والرجال في ليبيا (الجماهيرية الثورية)، غمرتهم جرائم الدولة والمجتمع ضداً على إنسانيتهم وكرامتهم؟ أم يحق النسيان، من أجل المستقبل؟
ينسحب التساؤل عن واجب الذاكرة / الحق في النسيان، بخصوص الجرائم ضد الإنسانية وضحايا الاستعباد والإبادة الجماعية للشعوب الأصلية في أمريكا وفي كل الدنيا؟
تستعيدُ الكاتبة لعبةَ الذاكرة والنسيان على مدار كل فصول وأبواب الرواية، كأنها تنحاز إلى واجب الذ توحي تفاصيل الأحداث والسرود بأصداء ذاكرات نسائية منسية أو لا مرئية، وكأنها نجوم مضيئة. فبالرغم من أن مصطلح (الذاكرة) ظل مشحوناً بذاتية مفرطة، لكنها تبقى أكثر صدقاً وتعبيراً عن كينونة الانسان. كذلك كان (القول) الفردي لسعاد وعائشة وهيام وسليمة وريتاجو ونساء ونساء… قابلاً للإنجاز، المستمر واللامحدود، حيث مكَّنت لغة القَول والنطق والبوح في أحاديث وسجالات من إبداع ما لم يُقَل وما لم يَكُن ممكن البروز. أما السرد الروائي، فقد اعتمد الكلمات المطروحة على قارعة الطريق، وإنما بحثت عن نسق سردي يعيد للكلمات المتواجدة حيويتها ووقعها في ضمير القارئ ووجدانه، بالرغم من فصول الشجن والوجع وأصداء الخيبات الممتدة في المسارات.
عندما تشتد السقطات والخيبات، تُدخل الكاتبة المنهج الذاتي والاخلاقي في استكشاف قارة الذاكرة، والرواية لا تخرج عن المنهج الروائي بل تحاول ان يجعل من فصول الرواية ما يشبه القصص القصيرة التي يربطها متن حكائي واحد: هو رحلة في الذاكرة.
سعاد …
في كل دروب ومنعطفات رواية الأحداث، تستعيد الذاكرة حيويتها وسخريتها مع سعاد، لتفتش في أركيولوجية الذاكرة عن الترسبات السفلية التي أحدثتها الأقدار. هي شبيهة بالآلهة السومرية (الأنثوية) التي كانت تسكن في الأعماق وتحت الماء. لكن، ومن سخرية الأقدار، أن يعود «الإله أريس» ـ هو إله الحرب، ابن زيوس وهيرا، يُشار إليه باعتباره إلهاً أولمبياً للحرب، والشجاعة، والوحشيَّة العمياء، والغضب، والمجازر الدمويَّة ـ ليدق طبول الحرب في هذه المدينة الغارقة في سبات عميق، فيقصف «ريغان» الأرض انتقاماً لقتلى الملهى الليلي في برلين. عشرات الصواعق تومض في لحظة واحدة، ثم دوي انفجار هائل، وساد المكان ظلام تام… ومن سخافة القدر كذلك أن يداهم الجارة خديجة المخاض في هذه الظروف الاستثنائية. (ص 327)
قالت سعاد: «أناوله (طاهر) علبة سجائر فيسألني ما هذا؟ أجيبه: إنها مجرة هدية ستذكرني بها: كل الذي كان بيننا دخان، مجرد علبة دخان نفثتها في وجهي، كنت أسلمك آخر الهدايا وأكتم في فؤادي كل وجع الدنيا وأنت تمتص دخانك الذي تتبعني خيوطه الواهية. كنت أريد ردودك في لحظات احتضار الحب، هل ستطلب وقتاً إضافياً لمواصلة اللعب أم ستقف رافعاً راية الهزيمة وتجر خطى الخيبات إلى خارج الملعب لتنتحب على مدرج الهزيمة؟ لم أكن أعلم من منا كان يسير نحو الحبل أنا زم أنت؟ أم كلانا؟ ربما لا يموت المشنوق رغم شنقه؟ كنت غير متأكدة من الحكم هل هو شنق حتى الموت أم هو شنق فقط؟ ما أكثر وجع اللحظة حين تكون أنت الكاسب والخاسر في الوقت نفسه. نظرت لي نظرة مغطاة بدخان سجائرك، وكانت عيناي مغطتان بالدخان الكثيف المتصاعد من حرائق قلبي وأنت تطلق الحكم وتصرخ بالشنق حتى الموت إذن جاءت «حتى» لتضع الحد الفاصل بيننا. أموت بحكم منك ومن «حتى». مرعبة لحظة احتضار من نحب، افترقنا مختنقين نبحث عن مخرج من الدخان، يموت كل هذا الحب اختناقاً، ومختنقة بدخان حرائقي. أخذت سيارتي واتجهت دون إشارة أو دليل إلى وجهتي القادمة».
تتعدد الحكايات، لتلامس أسئلة الوجود والقيم والهوية الإنسانية. تحكي قصة فاترا، المرأة الإيطالية التي هربت من زوجها الذي أدمن الشراب بعد انهزام إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، وانتقم من هزيمة بلاده بضرب زوجته، التي لا زالت تردد أغنية شبابها «تي آمو» بلغتها الإيطالية… و«هيام» التي ضاعت صرخاتها في فيافي العدم ولن يثأر أحد للظلم الذي لحقها من ابن أحد المسؤولين الكبار الذي ساومها في كرامتها وجسدها، فرفضته. لا أحد يكرم المغتصبات ولا الضحايا عبر التاريخ، فالتاريخ يكرم المحاربين الرجال فقط، دون النساء. إن الحضور الباهي ل«سليمة مقوس» في «معركة قرقاش»، ألقيَ به في بحر النسيان. (ص: 264 ـ 265).
تفتش سعاد في ترسبات الذاكرة البعيدة، فتعثر على اسم بلقيس، ملكة سبأ ، وتقول مشاغبة طاهر:
ـ سأعينك وزيراً أولاً في وزارتي التي سأشكلها قريباً فلم تعد أحلام النساء ترفاً في الوقت الحاضر، إن لنا في تراثنا نماذج واضحة، هل تذكر شجرة الدر، ها أنا أنقب عن التراث كما تريد أنتَ، أليست بلقيس هي التي حاورت الملك النبي سليمان وأدهشته بسياستها؟
ـ قلت سعاد: أنا أعرف بلقيس أكثر، إنها أكثر مهارة في شؤون العلاقات، ألم تبعث لسليمان بهدايا وبخور وأعطت درساً في المعاملة الدبلوماسية النسائية منذ آلاف السنين؟ ها أنا أستشهد بتراثنا الجميل
ـ ولكن الهدهد وسليمان هزماها.
تدفن ألم انتظارها في القراءة وأحياناً في جلسات التسبيح مع والدها، فتنتشي روحها بأشعار محيي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي (ص: 191)
تتوجه سعاد إلى الله، فتطوف بكل المساجد وتزور أضرحة أوليائه الله (سيدي حامد) لتطلب المدد، وكلهم أعادوها إليه (الله)، لأن علة روحها، استعصت على كراماتهم وقالوا لها لا يشفيها إلا هو. توسلت إلى الله: ابعث لي بإشارة تطهرني من براثن الشك وتغدق عليَّ اليقين. إنك أنت اليقين. آمين.
عائشة…
تلتقي سعاد بعائشة من أجل تسهيل طلب قرض لطَاهِر، حتى يتمكن من تأمين حلم الزواج بسعاد. عائشة صديقة الصبا وهي الآن تحتل مكانة مرموقة في المؤسسة البنكية المعنية: «أغلقت عائشة باب مكتبها وفتحنا قلبينا على مصراعيهما بلا حدود. امتدت جلسة البوح لساعات طوال ونحن نكتشف أسرار الواقع والكون والماضي والحاضر …» (ص 234) أنهت عائشة قصتها وهي مذهولة وسط دوامة عاصفة لا تتوقف… اعتصرتها كأنها تريد أن تُخرج من جسدها كل ألم السنين الذي سكنتها.
أما عائشة، فمن حب وحلم جميل لآدم إلى أنين، أضحى ظلها الملازم، بعد أن أُلقيَ بها في دهاليز سلطان الاغتصاب اليومي من قبل رئيسها، المسؤول الرفيع في نظام الدولة، الذي لا يخفي شذوذه الجنسي المرضي.
فبينما كان آدم جريحاً ـ أسيراً، في حرب التشاد، يبكي جرحه ومهانة الوطن ويناجي حبيبته، كانت عائشة أسيرة السلطان. في عزاء كربلائي حزين. قالت عائشة وهي تغالب دمع القلب: أفقت يا سعاد على حبي لهذا الكون دون سبب رفضت لقاء المقابر ولقاء الأقارب أعطيت فسحة للرياح العليا أن تجدِّد هواء بيتنا الذي لا يشبه البيوت وتَجدُّد راكد المياه كنت أعرف أن هذه البقعة ليس لها مع الحب موعداً ولكنني كنت أبحث عن صدفة مثمرة…. بداية، كانت قصة الحب الذي جمعني بآدم مباركة، هي نيران الشوق الحارقة به. تلا عليَّ تعويذة العشق ودثرني بدثار السحر المقدس… جمعتني به نقاشات حول الهوية والدين والأخلاق والثورة والقيادة في العالم الثالث مقدمة ابن خلدون، الأمير، مكيافيلي، ثروة القرامطة، ديوان شعر الشعراء الصعاليك، مناجاة البحر والأرض…
لكن، «الإله أريس» سيظل جاثماً على القلوب. آدم يبعث برسائل العشق واللهفة إلى حبيبته عائشة، مشفوعة بأخبار عن الحرب الليبية في تشاد. تكبَّدت القوات العسكرية الليبية هزيمة نكراء، خلافاً لنشرات الأخبار الرسمية التي كانت تعلن الأخبار الكاذبة. يقول آدم: انسحبنا بكينا هزائمنا النكراء، مخلفين وراءنا العديد من القتلى الشهداء والعديد من الأسرى والجرحى المأسورين، أنا واحد منهم. بالإضافة إلى كل أسلحتنا التي تقدر بالملايين إن لم يكن أكثر. (الصفحة 336ـ 394)
جميعهن كنَّ يبكين: يا بلادي سال الدم العذري على الوشاح، فاعلني الحداد يا ربوعي وليصدح الجميع بالنواح، يا بلادي تمشي خرافاً إلى المذبحة.
في حضرة الهنود الحمر
في مشاهد جمعت سعاد وحازم بوفد أجنبي من الهنود الحمر، رفقة كريستينا الشقراء، تشاكلت الأحاديث حول الهوية، التراث، الشعوب الأصلية، العربية الأمازيغية والهنود الحمر… فبينما كان الهندي، المسكون بالفواجع بشعبه ووطنه، كان يسأل عن تاريخ هذا المكان والقبائل والعادات الأصلية ـ القديمة، التي كانت تسكن الجبال، هنا، في ليبيا؟
احتارت سعاد في الإجابة عن كل الأسئلة. «بحثت في خزانة ذاكرتها فلم تجد غير تلك الأطلال والمباني الرومانية القديمة، التي لا زالت آثارها شاهدة على مرور قديم، وبعض من الصوامع والمساجد التي تعني بعض عناصر الهوية المتميزة. لم تجد سعاد، وهي في حضرة الوفد الهندي، بداً من التذكير، بما تعَودَته في الكتب المدرسية، بأن أصول البربر (الأمازيغ) تعود إلى بلاد العرب، وأن الإيطاليين سرقوا أرواح أجدادنا وأسسوا أول المعتقلات في العالم. أما حازم، الصوت الأمازيغي الذي كان قلبه شغوفاً بالهجرة إلى الشمال بحثاً عن حريَّته، فكان يسترق النظر إلي أسرار الجمال الجالس على كرسي قبالته (كريستينا) الشقراء. لكنه لم يتمالك نفسه وهو يسترق السمع إلى قول سعاد بأن أصول البربر (الأمازيغ) تعود إلى بلاد العرب، بأن تغير وجهه، فجأة، لتعلوه حمرة واضحة، وهو يصرخ في وجهها: كيف تزيفون التاريخ بكل بساطة؟ وتمسحون جذورنا لتضعوا الجذور التي تناسب السلطة، إنه منتهى القمع والظلم!؟ «احتد النقاش بيننا باللغة العربية فخيم الصمت على ضيوفنا. ولتلطيف حدة النقاش، نزع الجميع إلى خلاصة دبلوماسية: أن المال هو سيد الكون. فالرأسمالية المتوحشة هي الإله الأخير. مالت سعاد على حازم فقالت: إننا جئنا لنُعَرِّف الضيوف إنجازات بلادنا ومنجزات الثورة، فانحرفنا بالحديث إلى مواضع قد تدخلنا السجن. (ص 82ـ83)
امتدت إيحاءات الذاكرة إذن، لتلامس، كذلك، أسئلة الوجود والقيم والهوية الإنسانية، كما في المديات التاريخية الواسعة، منذ «اكتشاف أمريكا» سنة 1492، مروراً بفظاعة الإبادة الجماعية ل«الهنود الحمر»، وتهجير الأفارقة عبيداً، للعمل في الحقول الشاسعة.. مروراً بكل أشكال المقاومة للاستعمار والاستيطان، حتى الدمار الشامل الذي شمل الغرب ذاته في الحرب العالميتين وبعده الخراب المُعَمَّمِ، بدءً من البوابة العربية، العراق. حتى، فواجع «الخريف العربي».
تحيلنا الحكايات إلى واجب الذاكرة، وإن بعُدَت في الزمان أو المكان. فهي ليست خاضعة لترسيمة تاريخية معينة، بقدر ما تخاطب الضمير الإنساني، من خلال إحداثيات سؤال البدايات… فالذاكرة تشكل اليوم فكرة الإنسانية وتوفر لها مصادر التشخص والتَّذَوُت و«التَّهَوِي» الأساسية للأنا البشري الحالي في كل ثقافة، وذلك مهما كان موقفنا الثقافي من هذه الواقعة اللغوية الكوكبية . تمتد الذاكرة إذن في كل الآفاق. تجعلنا ذاكرة نساء صرخات الطابق السفلي، نعانق حكايات كريستيا وريتاجو وسيدة قبائل المايا:
تحكي كريستينا عن رحلتها المقدسة رفقة وليم بحثاً عن الإله الأخير، فتستعيد ذاكرة قصص البدايات من آدم وحواء ونوح …فتنشد قصيدة الشاعرة الهندية الأمريكية «ريتا جو» على إيقاع ناي:
…
ما الذي ستتكلمين عنه، نسج السلال أم ماذا؟
رجل هزيل، عالم هزيل، أنا هندية بإصرار.
…
ويحكي تزفيان تودوروف حكاية سيدة جميلة، فاتنة، من قبائل (المايا). أهداها كتابه «فتح أمريكا». حكايتها التي لا تتجاوز بضعة أسطر: «خلال الحرب، أسر القائد العسكري الاسباني (ألونسو لوبيث ذي أبيلا) امرأة هندية شابة، حسناء وفاتنة. وكانت قد وعدت زوجها، الخائف من أن يُقتلَ في الحرب، بأنها لن تكون لأحد سواه. وهكذا فإن أية محاولة للإقناع ما كان لها أن تنجح في ثنيها عن الرحيل عن الحياة بدلاً من أن تسمح لنفسها بأن يُدنِّس جسدها رجل آخر. ولهذا السبب ألقوا بها إلى الكلاب لتلتهمها» .
يعتبر تودوروف أن القصة هي أمثولة تُكثف أحد الأشكال المتطرفة للعلاقة مع الآخر: الغرب الأطلسي/ العالم الجديد (أمريكا)، الرجل/ المرأة. فزوجها، التي هي «آخرَه الداخلي» لا يدع لها بالفعل أية إمكانية لتأكيد نفسها كذات حرة. فالزوج لخوفه من أن يُقتل في الحرب، يريد تحاشي الخطر بحرمان الزوجة (آخَرَهُ) من إرادتها. فحتى بعد موته، يجب على زوجته أن تظل منتمية إليه. فالحرب لن تكون غير حكاية الرجال. فحتى عندما يظهر الفاتح الاسباني، فإن هذه المرأة لا تكون أكثر من موقع صدام رغبات وإرادات رجلين: قتل الرجال واغتصاب النساء. فقتل الرجال واغتصاب النساء يجسدان برهان امساك «الرجل» بزمام السلطة. وما على الزوجة إلا أن تختار طاعة زوجها وأعراف مجتمعها الخاص. وهي تكرس كل ما تبقى لها من إرادة شخصية للدفاع عن العنف الذي كانت هدفاً له…إنها لا تُغتصب، كما يحدث لامرأة اسبانية في زمن الحرب.
فكم هي متشابهة مصائر عائشة وهيام وسليمة وسعاد وريتاجو وسيدة قبائل المايا ونساء ونساء…
إنها المفارقات القصوى، حيث تتشابك دلالات كل المقولات الوجودية: الذاكرة / النسيان؛ الرجل/ المرأة؛ الأنا / الآخر؛ الحرية / الاستبداد؛ الثورة / الاستكانة؛ الضحية / الجلاد… هي ليست مناقضة سياسية وأخلاقية وحسب، بل هي مناقَضَة أنطولوجية عارية، مثلما هي عارية في روايات كافكا. والدلالة شديدة التعقيد والتركيب. إنه اللامعقول الخالص، الذي لا حصر لأسمائه وصفاته، تماماً، كما يتجلى في الما ـ يحدث الآن، في ليبيا الحديثة، حيث غياب أي منظومة قيم مستقرة ومتعارف عليها، قادرة للتصدي لذلك اللامعقول.
استطاعت الروائية فاطمة الحاجي، من خلال رواية صراخ الطابق السفلي أن تتسلل، عبر مسمات الوجود الإنساني، لتقول قولاً نسائياً وتطرح أفقاً لاستكشاف واسماع جزء من الذات العربية، التي طالها التغييب والنفي القسري… ولعلها بذلك، تمكنت، أيضاً، أن تبلورَ وعيَ الاختلاف الذي يُغني الرواية العربية والعالمية، عن طريق تأصيل الحوارية وتعددية أصوات الذوات.