عبد الكريم الامراني
 
سأظل مع القضايا الخاسرة حتى الموت
محمد الماغوط
***
ذكرني موقف بعض المضللين
(بكسر اللام الأولى وتشديدها)
/ المضللين( بفتح اللام الأولى وتشديدها ) ممن يروجون لـ
ويكفي أن تبدأ حكايتك ب
“ثانيا” حتى ينقلب العالم ..
ابدأ حكايتك بـ “ثانيا”
تصبح سهام الهنود الحمر هي
المجرمة الأصلية، وبنادق البيض
هي الضحية الكاملة !
يكفي أن تبدأ حكايتك من
“ثانيا” حتى يصبح غاندي
هو المسؤول عن مأسي البريطانيين!
يكفي أن تبدأ حكايتك من
“ثانيا” حتى يصبح الفييتنامي
المحروق هو الذي أساء إلى
إنسانية النابالم !
وتصبح اغاني”فيكتور خارا”
هي العار وليس رصاص
“بينوتش” الذي حصد الآلاف
في استاد “سانتياغو”!
يكفي أن تبدأ حكايتك من
“ثانيا” حتى تصبح ستي
“أم عطا” هي المجرمة و
“اربيل شارون” هو ضحيتها!”
***
انطلاقا من هنا أقول لهؤلاء
المضللين/ المضللين:
لا تخطئوا الحساب!
صححوا البوصلة!
وعودوا إلى “أولا” ….
وأولا، يا سادة يا كرام،
تتلخص في عملية التجريف التي تعرضت لها الحياة السياسية على يد “الأخ الأكبر”، الذي أمم
كل الأحزاب (نعم، كل الأحزاب بما فيها ما كان يسمى باحزاب الحركة الوطنية الديمقراطية!)
ووضع على رأسها “مركوبيه”
من “زعامات” آخر زمن!!
وأولا، يا سادة يا كرام،
هي فبركة حزب اسمه “التجمع”
(لا يجمع شيئا إلا التطبيل
والتزمير لأصحاب الوقت)!
وضع على رأسه “زعيم” زورت له الانتخابات بشكل غير مسبوق،
واسندت له رئاسة الحكومة، التي يعلم الجميع أنها لا تحكم!
ولذلك لم يكن مستغربا أن
يعاين المغاربة مشهدا سورياليا
لم تشهد له البشرية مثيلا من
قبل:
بلد يحترق…
ورئيس حكومته “يتبغدد” في إحدى مدنه الساحلية
و”كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه” على رأي
الراحل نزار قباني!!
وهذا سلوك يؤكد المؤكد:
وهو اننا في دولة كأنها دولة
لديها حكومة كأنها حكومة ! وبرلمان كأنه برلمان!
وأحزاب كأنها أحزاب!
وصحافة كأنها صحافة!.
صحافة تصر على طمس
الحقيقة، كما يقول تميم البرغوثي، بحيلة لغوية بسيطة:
بدء الحكاية من ثانيا!