اليوم الــ 147 للحرب: تدمير مستودعات ذخيرة في أوديسا وبدء توزيع جوازات سفر روسية شرق أوكرانيا
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 147 للحرب، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها دمرت مستودعات ذخيرة في منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا، وإن هذه المستودعات كانت تستخدم لتخزين أسلحة زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية كييف. ولم تكشف الوزارة عن عدد المستودعات التي دمرتها أو أنواع الأسلحة التي كانت بها.
وفي تطور آخر، قال مجلس الأمن القومي الروسي: “سنحقق كافة أهدافنا في أوكرانيا، والسلام سيكون وفقا لشروطنا”.
وأكد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، أن بلاده ستنتصر في أوكرانيا، وستحدد شروط اتفاق سلام مستقبلي مع كييف. ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أضاف في منشور على “تليغرام”: “ستحقق روسيا جميع أهدافها. سيكون هناك سلام – بشروطنا”.
وأعلنت كييف اليوم الثلاثاء أنها تحضر ضربة موجعة لروسيا في البحر الأسود، وقال فولوديمير هافريلوف نائب وزير الدفاع الأوكراني إن أوكرانيا تستعد لتدمير أسطول البحرية الروسية في البحر الأسود بأسلحة غربية، وتستعد أيضا لاسترجاع شبه جزيرة القرم.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية أن الجيش الأوكراني كان يبني قدراته الصاروخية المضادة للسفن للحماية من التهديد الروسي. وأكد أن بلاده كانت تنتظر استلام أسلحة بعيدة المدى من الدول الأخرى (الداعمة) لشن هجوم على القوات الروسية.
كما أوضح أن استهداف الأسطول الروسي أمر لا مفر منه وضروري لضمان أمن الشعب الأوكراني.
في غضون ذلك، أفاد تقرير للاستخبارات البريطانية أن هدف روسيا العاجل هو الاستيلاء على كامل منطقة “دونيتسك أوبلاست”.
ووفق الاستخبارات البريطانية فإن روسيا قد تستمر في تحقيق مزيد من المكاسب الإقليمية، لكن معدل تقدمها سيكون بطيئا للغاية في إعادة التنظيم والتهيئة.
وأضافت الاستخبارات أن المخططين العسكريين الروس يواجهون معضلة بين نشر قوات الاحتياطيات في دونباس، أو التصدي للهجمات المضادة الأوكرانية في قطاع خيرسون الجنوبي الغربي. وتابعت أن “روسيا كافحت من أجل الحفاظ على قوة قتالية هجومية فعالة منذ بداية الغزو ومن المرجح أن تصبح هذه المشكلة أكثر حدة” وفق تعبيرها.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف إنه تلقى أخبارا جيدة من نظيره الأميركي لويد أوستن. وفي تغريدة له على تويتر، قال وزير الدفاع الأوكراني إن تفاصيل الأخبار الجيدة التي تلقاها من نظيره الأميركي سيعلنها لاحقا.
وأضاف ريزنيكوف أنه اتفق خلال اتصاله الهاتفي مع أوستن على جدول أعمال الاجتماع المقرر في 20 يوليو ــــ تموز الجاري لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، إضافة لتبادل المعلومات بشأن الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا وعدد من القضايا. وفي تغريدة ثانية، كشف ريزنيكوف أن بلاده تسلمت أنظمة صواريخ “ملرز إم 270” (MLRS M270) التي ستعمل بشكل ممتاز برفقة أنظمة “هيمارس” الأميركية في المعركة.
ميدانيا، قالت القيادة الجنوبية إن القوات الأوكرانية دمرت آليات مدرعة، ومستودعين للذخيرة الروسية في منطقة رايسكي بـ”نوفا كاخوفكا” في خيرسون جنوب البلاد، ومستودعا ثالثا للذخيرة في بيريسلاف بمنطقة خيرسون أيضا.
من جهة أخرى، قال الجيش الأوكراني إنه تمكن من رصد سفينتين روسيتين تحملان صواريخ مجنحة من نوع “كاليبر” و4 سفن إنزال كبيرة تعمل جميعها على منع الملاحة في البحر الأسود.
كما أفادت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية بمقتل 65 جنديا روسيا في قصف مستمر لقواتها على مناطق ميكولايف وخيرسون.
ونقل مراسل الجزيرة عن الجيش الأوكراني قوله إن قواته كثفت من قصفها لمنطقة سنيهيريفكا في ريف ميكولايف وعلى مواقع تمركز القوات الروسية في مدينة نوفا كاخوفكا في خيرسون.
وأكدت القيادة الجنوبية استهداف مقاطعة أوديسا بـ7 صواريخ من نوع كروز تم إطلاقها من البحر الأسود. وقال الجيش إن القصف أدى إلى إصابة 6 أشخاص بينهم طفل، وتدمير 3 منازل.
وفي خاركيف (شمال شرق) أفيد بأن القصف استمر على البلدات والقرى المحيطة بالمدينة المتاخمة لجبهة القتال على طول الجبهة الشمالية الشرقية لأوكرانيا.
يأتي ذلك بعدما شهدت خاركيف وبلدات في المقاطعة سلسلة انفجارات خلال الليل تسببت وفق رئيس الإدارة العسكرية بتدمير عدد من المنشآت المدنية والصناعية وخلفت حرائق وأضرارا مادية.
وفي ملف أزمة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، نقلت وكالة “سبوتنيك” (Sputnik) الروسية عن مصدر وصفته بالمطلع أن المشاركين في محادثات هذا الملف نجحوا في “إحراز تقدم جاد”. وأشار المصدر إلى أنه لا تزال هناك “مشكلات فنية” تتعلق بالجولة التالية من المفاوضات.
وتواصل القوات الروسية في شرق أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على خط يمتد على الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الأوكراني ألحق خسائر لوجستية كبيرة بالجيش الروسي، وإن العلم الأوكراني سيرفرف على المدن والقرى الأوكرانية قريبا، فيما أكد نظيره الروسي فلاديمير بوتين استحالة عزل بلاده.
واتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية روسيا، بمعاملة أسرى الحرب الأوكرانيين بشكل غير قانوني وباستخدامهم لأغراض سياسية، وطالبت بمعاملة إنسانية للأجانب الأسرى الذين يقاتلون من أجل أوكرانيا.
وحثت أوكرانيا روسيا على الالتزام الصارم بأحكام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك “اتفاقيات جنيف” لعام 1949 التي تحدد المعايير القانونية الدولية للمعاملة الإنسانية.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية: “نطالب الجانب الروسي بالالتزام الصارم بأحكام القانون الإنساني الدولي؛ لا سيما (اتفاقية جنيف) المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، فيما يتعلق بجنود القوات المسلحة الأوكرانية الذين هم أسرى حرب”.
وتزامنا، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن نشر قوات كييف راجمات الصواريخ في المباني السكنية في دوبروبوليه بجمهورية دونيتسك الشعبية، واتهمت القوات الأوكرانية بمنع السكان من المغادرة، لاستخدامهم كـ”دروع بشرية.
وقال رئيس المركز الوطني لمراقبة الدفاع الروسي: “في دوبروبوليه بجمهورية دونيتسك الشعبية، في الطوابق السفلية والعليا من المباني السكنية بشارع سولنيتشني كفارتال، جهز جنود التشكيلات المسلحة الأوكرانية معاقل ومستودعات ذخيرة، كما نشروا راجمات الصواريخ والعربات المدرعة بين المباني السكنية”.
يأتي هذا فيما أعرب المتحدث الرسمي باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، عن اعتقاده بأنه سيتم تحرير كامل دونباس في هذا العام.
وقد أعلن مساعد وزير الداخلية في جمهورية لوغانسك الانفصالية، أمس الاثنين، أن القوات الروسية وقوات لوغانسك سيطرت على مدينة سيفيرسك في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
من جهة ثانية، بدأت السلطات الروسية توزيع جوازات سفر في مدينة ميليتوبول في جنوب شرقي أوكرانيا التي سيطرت عليها قوات موسكو.
ويندرج توزيع جوازات السفر الذي يحصل في مناطق أوكرانية أخرى محتلة في إطار استراتيجية موسكو لتؤكد هيمنتها. ومن بين التدابير الأخرى التي تخدم هذا الهدف دفع رواتب الموظفين البلديين ومعاشات التقاعد بالروبل الروسي وتسيير خطوط للسكك الحديد والحافلات إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام 2014 أو فتح مدارس باللغة الروسية. وسيطر الروس على ميليتوبول في بداية هجومهم من دون معارك تذكر ما جنبها دمارا كبيرا. في تلك الفترة كان الجيش الأوكراني يركز على الدفاع عن كييف ومدينة ماريوبول الساحلية الواقعة على بعد 200 كيلومتر والتي ألحق بها حصار استمر لأسابيع دمارا شبه كامل.
وبالنظر إلى الأرقام لا تتملك الحماسة نفسها كل سكان المدينة التي كانت تضم قبل الهجوم الروسي نحو 150 ألف نسمة. ويقر رئيس إدارة موسكو المحلية يفغيني باليتسكي بأن 20 إلى 30 جواز سفر توزع يوميا في المدينة و”حوالي مئة” في المنطقة برمتها.
ويضيف بأسف “الوتيرة لا تزال دون التوقعات” مشيرا إلى أن عمليات التدقيق التي تجريها أجهزة الأمن الروسية تبطئ العملية أيضا.
يضاف إلى ذلك شعور معمم بعدم الثقة والتشكيك، فمن يدعم أوكرانيا يخشى القمع الروسي، ومن يفضل روسيا يخاف أن ينعت بأنه “خائن” أو “متعامل” من جانب أنصار كييف.
في هذا الإطار، ومع وصول كاميرات التلفزيون مع موكب عسكري روسي أمام مبنى الإدارة المحلية في ميليتوبول حيث يقدم عدد كبير من طلبات الحصول على جوازات سفر، فضل جزء كبير من الأشخاص الذين ينتظرون، المغادرة.
وتقول غالينا فلايديميروفنا، البالغة 58 عاما، في حي آخر في المدينة إن موضوع الحصول على جوازات السفر الروسية “لا يناقش في ما بيننا. لا يزال من المحرمات. الجميع خائف”.