العدوان على غزة: ارتفاع حصيلة القتلى.. ومسؤول “الجهاد” في طهران
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
سقط 15 عشر شهيدا في القصف الإسرائيلي المتواصل منذ يوم أمس على قطاع غزة، بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام، وشابة في الثالثة والعشرين من عمرها، وأصيب نحو 125 بجروح مختلفة.
وأعلنت “سرايا القدس” التابعة لـ “حركة الجهاد الإسلامي” إطلاق عملية “وحدة الساحات” ردا على العدوان، في حين أطلق جيش الاحتلال على العملية اسم “الفجر الصادق”، وعلل اختياره تلك التسمية “لتأكيد تركيزنا على حركة الجهاد التي تتخذ اللون الأسود شعارا”.
وكثف الجيش الاسرائيلي غاراته صباح اليوم بعد ساعات من الهدوء، ودمرت منزلين بشكل كامل في غزة، واستهدفت عددا من المواقع في مناطق مختلفة من القطاع.
وأطلقت المقاتلات الإسرائيلية عددا من الصواريخ باتجاه منزل في حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، وتسببت هذه الغارة بدمار كبير في المنازل المجاورة، كما دمرت بشكل كامل منزلا آخر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. ووقصفت طائرة إسرائيلية عمارة سكنية من 5 طوابق غرب المدينة.
وشنت إسرائيل عددا من الغارات استهدفت حي الشجاعية شرقا ومدينة خان يونس جنوبا. كما استهدفت موقعين عسكريين لسرايا القدس الأول جنوبي مدينة دير البلح، والآخر غرب مدينة خان يونس. وكذلك برج مراقبة تستخدمه فصائل فلسطينية قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل وسط غزة.
وهاجمت الطائرات الحربية مواقع إضافية للجهاد الإسلامي، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الغارات استهدفت كذلك مواقع لإنتاج العبوات الناسفة ومواد تستخدم في إنتاج الصواريخ، بالإضافة إلى استهداف مواقع لتصنيع قذائف الهاون.
وأضاف أنه شن 30 غارة على أكثر من 40 هدفا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي، وأطلق 55 صاروخا وقذيفة خلال اليوم الأول من العملية التي أطلق عليها اسم “الفجر الصادق”. وذكر أن من بين الأهداف التي طالتها الغارات 5 راجمات صواريخ و6 ورش عمل لإنتاج الأسلحة ومستودعين لتخزين قذائف صاروخية ومستودعا واحدا لتخزين قذائف الهاون، إضافة إلى 6 مواقع رصد تابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
من جهتها، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وفق بيان الجيش الإسرائيلي نحو 160 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل عبرت قرابة 130 منها الحدود إلى الداخل الإسرائيلي، فيما اعترضت القبة الحديدية 60 قذيفة وصاروخا، وسقطت باقي القذائف في مناطق مفتوحة أو في مناطق لا تحتاج إلى اعتراض، وفق ما جاء في البيان.
وقالت سرايا القدس إنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ60 صاروخا، كما أعلنت عن استهداف آليات إسرائيلية في موقع عسكري في فجة على حدود غزة. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بسقوط صاروخ على مصنع في منطقة إشكول واندلاع حريق في المكان.
وحسب معلومات اسرائيلية تم إسعاف 40 إسرائيليا خلال الساعات الماضية، ولكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع خلال الركض إلى الملاجئ أو بسبب الرعب. وأكدت نجمة داود الحمراء أن 4 إسرائيليين أصيبوا خلال ركضهم نحو الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وسقط جزء من صاروخ أطلقته منظومة القبة الحديدية المضادة للقذائف بالقرب من قسم الطوارئ في مستشفى برزيلاي بعسقلان (جنوب). كما ذكرت قناة “كان” أن صاروخا سقط في موقع بناء بحي غير مأهول في مستوطنة سديروت وخلف أضرارا مادية.
ووجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لمواصلة الهجمات ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، فيما لوح متحدث باسم الجيش بالتوسع برا وجوا داخل القطاع، حسب وسائل إعلام إسرائيلية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن غانتس أجرى تقييما للوضع بمشاركة مسؤولين عسكريين، وإنه وجه بتشديد الإجراءات لإحباط إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
بدورها، نقلت قناة “كان” الرسمية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد ران كوخاف قوله “نحن في حملة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، وسنواصل الهجمات واسعة النطاق من البر والجو”. وأضاف كوخاف أنه إذا احتجنا إلى التوسع برا وجوا أو بأي وسيلة أخرى فسنفعل ذلك، ولن يُهدد أحد أو يُقيّد، لا غلاف غزة (المناطق الإسرائيلية المحيطة بالقطاع) ولا أي مدينة أو مواطن.
وبينما أكد جيش الاحتلال أنه يستعد “لأيام طويلة من العمليات العسكرية لنحو أسبوع، وإذا لزم الأمر فستكون أطول”، أشار متحدث باسم جيش الاحتلال إلى أن إسرائيل لا تجري أي مفاوضات الوقت الحالي.
كما نفى مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي وجود أي وفد لها في القاهرة لإجراء مباحثات بشأن التهدئة ووقف إطلاق النار. وقال المصدر إن الحركة تلقت اتصالات من عدة أطراف أمس الجمعة، لكنها أبلغت جميع الوسطاء بأن تركيزها الآن ينصب على الميدان. وأضاف أنه لا مجال للحديث الآن عن تهدئة، فالأولوية هي مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان، مؤكدا استعداد حركة الجهاد الإسلامي لاستمرار المعركة وخلق ما وصفها بحالة استنزاف حقيقية مع جيش الاحتلال.
بدوره، قال ناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة والغرفة المشتركة للفصائل في حالة استنفار قصوى وتقدير مستمر للموقف من التصعيد.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال أنه تم اعتقال 19 عنصرا من حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية اليوم السبت، فيما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) أوقفوا 20 شخصا خلال عمليات دهم في وقت مبكر من صباح اليوم بالضفة المحتلة، من بينهم 19 من حركة الجهاد.
ووسط تصاعد التوتر في قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي السبت استعداد الجيش لكافة الاحتمالات.
وقال أدرعي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” رداً على احتمال عمل عسكري بري ضد القطاع: “نحن نستعد لكل الاحتمالات، إذا لم تُفهم رسائلنا وإذا تمادت حركة الجهاد”.
من جهته اكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، خلال استقباله الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن “الكيان الصّهيوني سيتكبّد تكاليف باهظة جرّاء جريمته الأخيرة”. ورأى أنّ “المتغيّرات في السّاحة الفلسطينيّة وتراجع قوّة الصهاينة ومضيهم نحو الزّوال طريق لا رجعة عنه”. وشدد على أنّ “قوّة المقاومة الفلسطينيّة تنامت، واليوم لدى هذه المقاومة قدرات مضاعفة تمكّنها من إدارة حروب كبيرة”. وأشار إلى أنّ “المعطيات الحاليّة تعكس انهيار الصّهاينة من الدّاخل، وقد لا تحتاج المقاومة الفلسطينيّة إلى حرب حتى لإزالة الكيان الصّهيوني.” واعتبر سلامي، أنّ “تحرير فلسطين ليس مجرد طموح بل هو استراتيجية إيرانية”.
من جهته، أكد النخالة، أنّ “المقاومة ستتواصل إلى جانب بقية الفصائل، وقادورن على الرد المناسب على كل اعتداء.” ولفت إلى أنّ “المقاومة الفلسطينية حققت تقدما جيدا ومؤثرا على الصعيد العسكري ومسيرة التطور مستمرة”.