سلمان رشدي يتعرض لمحاولة اغتيال في نيويورك
السؤال الآن ـــ ريم ياسين
تعرض الكاتب سلمان رشدي، اليوم الجمعة، لهجوم على المسرح أثناء مناسبة في نيويورك. وشهد مراسل أسوشيتد برس رجلاً يقتحم المسرح في مؤسسة تشوتوكوا ويبدأ في لكم وطعن رشدي أثناء تقديمه. وتمكنت عناصر الأمن الموجودة من إلقاء القبض على المهاجم، وتقييده.
وكان رشدي (75 عاما) يحضر مناقشة حول الولايات المتحدة باعتبارها ملاذًا للكتاب والفنانين الآخرين في المنفى وباعتبارها موطنًا لحرية التعبير الإبداعي.
وبدا أن الدماء تناثرت على الحائط خلف المكان الذي تعرض فيه رشدي للهجوم.
يذكر أنه تم حظر كتاب رشدي “آيات شيطانية” في إيران منذ عام 1988. وبعد ذلك بعام، أصدر الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني فتوى دعا فيها إلى قتل رشدي.
ومنذ فترة طويلة نأت الحكومة الإيرانية بنفسها عن فتوى الخميني، لكن المشاعر المعادية لرشدي ما زالت قائمة. في عام 2012، رفعت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية مكافأة رشدي من 2.8 مليون دولار إلى 3.3 مليون دولار.
نفى رشدي هذا التهديد في ذلك الوقت، قائلاً إنه “لا يوجد دليل” على اهتمام الناس بالمكافأة.
صعد رشدي إلى الصدارة مع روايته الحائزة على جائزة بوكر عام 1981 بعنوان “أطفال منتصف الليل”، ولكن أصبح اسمه معروفًا في جميع أنحاء العالم بعد “آيات شيطانية”.
تشتهر مؤسسة Chautauqu، التي تقع على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب غرب بوفالو في زاوية ريفية في نيويورك، بسلسلة محاضراتها الصيفية.
واجه رشدي العديد من التهديدات بالقتل منذ كتابته روايته الرابعة “آيات شيطانية” عام (1988) حيث أثارت جدلا كبيرا واحتجاجات في عدة بلدان إسلامية. وأصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني حينها فتوى دعت إلى اغتياله في 14 فبراير من عام 1989. وضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة منذ ذلك الحين
وسلمان رشدي عضو في الجمعية الملكية للأدب، وُلد في 19 يونيو من عام 1947، روائي وكاتب مقالات بريطاني من أصل هندي كشميري. فازت روايته الثانية أطفال منتصف الليل (1981) بجائزة بوكر الأدبية في عام 1981، واعتُبرت «أفضل رواية لجميع الفائزين» في مناسبتين منفصلتين احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين والأربعين لجائزة بوكر الأدبية.
ارتكز رشدي في الكثير من أعماله الأدبية القصصية على شبه القارة الهندية. وجمع في أسلوبه الأدبيّ ما بين الواقعية السحرية والخيال التاريخي، إذ تُعنى أعماله بالعديد من الروابط والاختلالات والهجرات بين الحضارات الشرقية والغربية.
كانت روايته الرابعة آيات شيطانية (1988) موضع جدل كبير، إذ أثارت احتجاجات المسلمين في عدة بلدان. ووصل الأمر أن واجه رشدي العديد من التهديدات بالقتل.
انتُخب رشدي بصفته عضوًا للجمعية الملكية للأدب في عام 1983، وهي المنظمة الأدبية العليا على مستوى سائر المملكة المتّحدة. قُلّد رشدي وسام الفنون والآداب الفرنسي في شهر يناير من عام 1999. ومُنح لقب فارس على يد الملكة إليزابيث الثانية بسبب خدماته في الأدب في شهر يونيو من عام 2007. صنّفته صحيفة ذا تايمز في المرتبة الثالثة عشر ضمن قائمتها لأفضل 50 كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945 خلال عام 2008.
عاش رشدي في الولايات المتّحدة منذ عام 2000. حصل على لقب الكاتب المتميّز المقيم في معهد آرثر إل كارتر للصحافة ضمن جامعة نيويورك في عام 2015. وفي وقت سابق، درّس رشدي في جامعة إيموري. وانتُخب عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.
نشر رشدي جوزيف أنطون: مذكّرات، الذي كان سردًا ذاتيًا لحياته في ضوء الجدل الدائر وتهديدات القتل التي تلقاها حول كتاب آيات شيطانية.
تجاهل كلّ من العامّة والنقّاد الأدبيين رواية رشدي الأولى غريموس (1975) التي كانت بمثابة قصّة خيال علمي تقريبًا.
تسرد روايته أطفال منتصف الليل أحداث حياة طفل مولود في منتصف الليل في الوقت التي حصلت فيه الهند على استقلالها، إذ يتمتّع هذا الطفل بقوى خارقة وعلاقة خاصّة مع الأطفال الآخرين المولودين في فجر عصر جديد ومضطرب في تاريخ شبه قارة الهند المترافق مع ولادة الدولة الحديثة في الهند. قُورنت شخصية سليم سيناء برشدي. ومع ذلك، نفى المؤلف الفكرة القائلة بأنه قد كتب أيًّا من شخصياته بناءً على سيرته الذاتية، قائلًا «يفترض الناس بأن الشخصية المستمّدة من تجاربك الشخصية هي امتداد لك. ومن هذا المنطلق، لم أشعر بأنني قد بنيت أيّ شخصيّة بناءً على سيرتي الذاتية”.
روايته العار (1983) جسّد فيها الاضطرابات السياسية في باكستان، واستند في بناء شخصياتها على ذو الفقار علي بوتو والجنرال محمد ضياء الحق. وفازت بجائزة أفضل كتاب أجنبي الفرنسية. وألّف رشدي كتابًا واقعيًا عن نيكاراغوا في عام 1987 تحت عنوان ابتسامة جاكوار. يتّصف الكتاب بتركيزه السياسي وباستناده إلى تجارب رشدي المباشرة وأبحاثه في ساحة التجارب السياسية الساندينية.
نشر رشدي كتابه آيات شيطانية في عام 1988، الذي اعتُبر أكثر أعماله إثارةً للجدل. وبعده نشر هارون وبحر القصص في عام 1990، الذي كتبه في ظل الفتوى وتمحور حول مخاطر سرد القصص ودافع فيه مجازيًا عن سلطة القصص على الصمت.
إضافةً إلى الكتب التي ألّفها ونشرها، نشر رشدي العديد من القصص القصيرة بما في ذلك مجموعة القصص التي جمعها في الشرق، الغرب (1994). نشر رشدي تنهيدة المغربي الأخيرة (1995)، الذي كان بمثابة ملحمة عائلية ممتّدة لأكثر من 100 عام من تاريخ الهند. أعاد رشدي صياغة أسطورة أورفيوس في رواية الأرض تحت قدميها (1999) التي قدّمت تاريخًا بديلًا لموسيقى الروك الحديثة. حملت إحدى أغاني فرقة يو تو الموسيقية الأيرلندية اسم الرواية ذاته، إذ كانت هذه الأغنية واحدةً من العديد من كلمات الأغاني المدرجة في الرواية؛ وبالتالي اعتُبر رشدي كاتب أغاني.
كتب روايته غضب التي تركّزت أحداثها في نيويورك وتجنّب فيها أسلوبه السردي الممتد الذي يشمل أجيالًا وفتراتٍ وأماكن عديدة. وبعدها رواية شاليمار المهرّج في عام 2005، التي حظيت بمديح عدد من النقّاد باعتبارها عودةً إلى أسلوبه القديم، إذ تتركّز أحداثها حول قصة حبّ وخيانة في كشمير ولوس أنجلوس.
تأثّر رشدي في بداية مسيرته الأدبية بخورخي لويس بورخيس وميخائيل بولغاكوف ولويس كارول وغونتر غراس وجيمس جويس. وكان صديقًا مقربًا للروائية أنجيلا كارتر، إذ أشاد بها في مقدّمة مجموعتها برنينج يور بوتس.
نُشرت رواية رشدي لوكا ونار الحياة باعتبارها استكمالًا لـ هارون وبحر القصص، وذلك في شهر نوفمبر من عام 2010 لتحظى على استحسان النقّاد. وفي وقت سابق من ذلك العام، أعلن أنه يكتب مذكّراته التي نشرها في شهر سبتمبر من عام 2012 تحت عنوان جوزيف أنطون: مذكّرات.
أصبح سلمان رشدي واحدًا من أوائل المؤلّفين الذين تبنوا فكرة شركة بوكتراك (وهي شركة تزامن الكتب الالكترونية مع موسيقى تصويرية مخصّصة)، وذلك عند نشره لقصّته القصيرة في الجنوب على هذه المنصّة في عام 2012.
شهد عام 2015 نشر رواية رشدي تحت عنوان سنتان وثمانية شهور وثمان وعشرين يومًا وليلة، التي عاد من خلالها إلى أسلوبه القديم المُحبّب من الواقعية السحرية. صُمّمت هذه الرواية في هيكل صندوق أسرار صيني بطبقات مختلفة. واستندت على الصراع الرئيسي للباحث والفيلسوف ابن رشد (الذي اشتُقّ من اسمه اسم عائلة رشدي)، إذ يستكشف رشدي في هذه الرواية العديد من المحاور العابرة للحدود والكوسموبوليتية عن طريق تصوير حرب كونية مصاحبةٍ لعالم خارق للطبيعة من كائنات الجن. ونشر روايته البيت الذهبي في عام 2017، التي كانت روايةً ساخرةً تدور أحداثها في أمريكا المعاصرة.
شهد عام 2019 نشر رشدي لروايته الرابعة عشر كيشوت، التي استوحاها من رواية ميغيل دي ثيربانتس الكلاسيكية دون كيخوتي.
هو الابن الوحيد لأنيس أحمد رشدي، محامي خريج جامعة كامبردج تحول إلى رجل أعمال، ونيجين بهات، مدرسة. ولد رشدي في مومباي بالهند. تلقى تعليمه في مدرسة كاتدرائية جون كونن في مومباي، قبل أن ينتقل إلى مدرسة الرجبي الداخلية في انكلترا، ومن ثم درس دراسته الجامعية في الكلية الملكية، في جامعة كامبردج حيث درس التاريخ. عمل لدى اثنين من وكالات الإعلان (أوجلفي وماثر وآير باركر) قبل أن يتفرغ للكتابة.
تزوج رشدي أربعة مرات، أول زوجاته كانت كلارسيا لوارد من الفترة 1976 إلى 1987 وأنجب منها ابنه زافار. زوجته الثانية هي ماريان ويجينز الروائية الأمريكية حيث تزوجا في عام 1988 وتم الطلاق في عام 1993. زوجته الثالثة (من 1997 إلى 2004) كانت إليزابيث ويست، أنجبا ابناً يدعى ميلان. في عام 2004 تزوج من الممثلة الهندية الأمريكية والموديل بادما لاكشمي. انتهى الزواج في 2 يوليو 2007 حيث صرحت لاكشمي ان نهاية الزواج كات نتيجة لرغبتها هي. في الصحافة البوليودية، كان هناك حديث في 2008 عن علاقة بينه وبين الموديل الهندية ريا سين التي كانت صديقته، وفي رد على ما جاء في وسائل الاعلام قالت ريا في تصريح لها «اعتقد حينما تكون سلمان رشدي، من المؤكد ان تصاب بالملل من الناس الذين دائما ما يتكلمون معك عن الأدب”.
في عام 1999، خضع سلمان لعملية «تصحيح وتر» حيث -حسبما صرح- كان يعاني من صعوبة متزايدة في فتح عينيه. وقال “لو لم اخضع لهذه العملية لما تمكنت من فتح عيني نهائيا”.
في 3 أغسطس 1989 فشلت محاولة لاغتياله بواسطة كتاب مفخخ، حاول تمريره عنصر من حزب الله يدعى مصطفى مازح. انفجر الكتاب بشكل مبكر مما أدى إلى مقتل الأخير وتدمير طابقين من فندق بادينغتون. ولهذا السبب عاش سلمان رشدي مختفيا على الانظار والحياة العامة لمدة 10 سنوات.
في الفترة اللاحقة لهذه الفتوى تلت موجه كبيرة من الهجمات والتهديدات دور الطباعة والنشر والترجمة والكثير من المترجمين واصحاب دور الطباعة تعرضوا للتهديد أو القتل على أيدي جماعات إسلامية. والكثير من المكتبات حرقت أو تم تفجيرها. أقيمت مسابقات بين بعض المجاميع لإحراق أكبر عدد ممكن من هذا الكتاب.
وأعلن رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي، في عام 2007، أنّ الفتوى بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، التي أصدرها الإمام الخميني في العام 1989 بسبب كتابه «آيات شيطانية»، لا تزال سارية، مؤكداً أنها «غير قابلة للتعديل”.
<
p style=”text-align: justify;”>في يونيو 2007 منحته ملكة بريطانيا لقب «فارس» مما أثار ضجة جديدة في العالم الإسلامي. أدى ذلك إلى توجيه الانتقادات من بعض الدول الإسلامية لهذا الحدث حيث اعتبرته إيران «ضد الإسلام» أما في باكستان فقد أدان المجلس الوطني الباكستاني هذا القرار وطالب بريطانيا بسحب هذا التكريم.