انتفاضة النساء الإيرانيات بحثا عن الحياة والحرية

 انتفاضة النساء الإيرانيات بحثا عن الحياة والحرية

فاطمة حوحو

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماع صور شابات ايرانيات تجرأن على التظاهر عاريات الرأس ويرتدين البنطال، وظهرن في فيديوهات وهن يلوحن بالحجاب قبل أن يقدمن على حرقه في الساحات العامة، وهن يرددن كلمات “اِمراة .. حرية.. حياة”.

ليس أبسط من هذه الكلمات للتعبير عن الغضب، عن رمزية قص الشعر وخلع الحجاب الإلزامي عند الإيرانيات وتوقهن إلى التحرر من قوانين نظام الملالي التي تقيد حريتهن وتقمعهن، ضاربة حقوقهن الإنسانية في الاختيار عرض الحائط.

بدا واضحا من خلال الصور والفيديوهات أن النساء الإيرانيات في كل مكان في  التظاهرات التي انطلقت احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني، التي قضت على يد جلادي النظام من شرطة الأخلاق، التي تنفذ مطلب الرئيس ابراهيم رئيسي في التشدد في تطبيق فرض الحجاب الإلزامي، والتي اتهمت بأنها ترتدي ملابس غير لائقة. فالنساء كن في المقدمة وفي الوسط وفي الساحات، وكذلك في دول المهجر من خلال التجمعات التي نظمت دعما لانتفاضة الداخل.  

بعض الناشطين كشفوا أن أميني أصيبت برصاصة قاتلة في رأسها، وهو ادعاء نفاه المسؤولون الذين أعلنوا عن فتح تحقيق.

معظم المتظاهرات اليوم لسن ناشطات سياسات، إنهن فتيات عاديات اعتبرن أن موت مهسا بهذه الطريقة، وهي غير معروف عنها أي نشاط سياسي أو اجتماعي أو نسوي، يعني إنهن معرضات لنفس الخطر والأسلوب الذي أدى إلى مقتلها وتسبب للإيرانيات الشابات بصدمة، فقضيتها قضية لامست مشاعرهن وجعلتهن يتحدين من أجل حفظ حياتهن.

نعم، النساء الإيرانيات في كل مكان يذكين نبض الثورة، وهذه المرة الشعارات ليست فقط من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية والبطالة والاعتقالات وتأمين المياه والخبز، إنها من أجل حقوق النساء، وهو أمر قد يغير الكثير.

كان واضحا أن التحركات التي جرت، لا سيما في كردستان إيران، كون مهسا كردية الأصل، هو تعبير عن التمرد، وأن حرق النقاب هو رغبة في حرق أسس نظام الملالي وما يسمى الجمهورية الإسلامية التي يقودها الولي الفقيه.

وعلى الرغم من حملة الاعتقالات التي طالت شابات إيرانيات على إثر مشاركتهن في التظاهرات، إلا أن عزيمتهن لم تلِن، حيث تردد أن شرطة الآداب احتجزت شابات في المكان الذي تم فيه احتجاز مهسا أميني عندما دخلت في غيبوبة. أما تهمة هؤلاء فكانت “عدم ارتدائهن الجوارب”، وارتداء سراويل “قصيرة للغاية”، ومعاطف فوق الركبة، وبنطال ضيق أو جينز به ثقوب، أو ملابس ذات ألوان زاهية؟!

وتتناقل وسائل الإعلام اخبارا عن المحتجزات والمعتقلات وتعذيبهن في الأقبية وترويعهن وتهديدهن، إلا أن إرادة التغيير أقوى، وهذا ما أثبته الإيرانيون خلال ست انتفاضات متتالية، وهو يأملون، لعل وعسى تكون الانتفاضة الأخيرة فاتحة خير لتحرر الشعب الايراني من إيديولوجية النظام الذي يجعل من نصف مجتمعه مهمشا يتحكم به بقيد يدعى الحجاب.

https://youtu.be/DNgRRBPwVio

Visited 31 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

فاطمة حوحو

صحافية وكاتبة لبنانية