قتلى وجرحى في خاش وأصفهان ومجموعة السبع تندد بالقمع الوحشي
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
سجلت التقارير الواردة من ايران سقوط قتلى وجرحى بالرصاص الحي بين المتظاهرين في أصفهان وخاش، وحصول تظاهرات في شيراز وقزوين وتبريز والعاصمة طهران كما اشارت الى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في كرج تزامناً مع “أربعينية” عدد من ضحايا الاحتجاجات.
ووفقا للتقارير فإن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الرصاص الحي على محتجين أمام مبنى قائمقام مدينة خاش جنوب شرق البلاد، وفي أصفهان وسط البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين.
واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع في المدينة بعد تجمع المحتجين في الشوارع وهتافهم ضد المرشد علي خامنئي.
وافاد معارضون أن الأوضاع في خاش، التابعة لمحافظة سيستان ـــ بلوشستان، جنوب شرقي إيران، حرجة للغاية وأسفرت الاحتجاجات هناك عن سقوط قتلى ومصابين. وأضرم المحتجون النار في سيارة للقوات الأمنية الإيرانية.
وكغيرها من الجُمع السابقة، خرج أهالي مدينة زاهدان، اليوم بعد صلاة الجمعة إلى الشارع ونظموا تجمعات احتجاجية بهذه المدينة. كما طالب خطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي، بإجراء استفتاء شعبي برعاية أممية وانتقد عمليات الإعدام والاعترافات القسرية التي يتم انتزاعها من المعتقلين.
وكانت قوات الأمن الإيرانية النار، أطلقت النار ليل امس الخميس، على المحتجين في منطقة بونك في العاصمة طهران بينما استمرت الاحتجاجات الليلية في عدد من المدن الإيرانية. وشهدت مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين.
وأضرم المحتجون النار في حافلة نقل لقوات الأمن في مدينة قزوين شمال إيران، وفي مدينة فولادشهر بأصفهان وسط إيران رمى المحتجون صورة الخميني بالحجارة.
وشهدت مدينة كرج الإيرانية تظاهرات حاشدة تزامنا مع “أربعينية” ضحايا الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من 6 أسابيع. وحصلت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن التي أطلقت الرصاص ما أوقع قتلى وجرحى.
وقال مشاركون إن مروحيات الأمن حلقت على ارتفاع منخفض وألقت على المشاركين الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. كما أطلقت قوات الشرطة الإيرانية في منطقة سعادت آباد شمال طهران الغاز المسيل للدموع على عناصر من الباسيج متنكرين بالزي مدني ظنا من الشرطة بأنهم محتجين، وفيما نشبت مواجهات بين الجانبين، هتف أهالي المنطقة ضد الطرفين المسؤولين عن قمع التظاهرات.
وفي الأثناء، أقامت أسرة وأقارب كنعان آقائي، أحد قتلى الاحتجاجات في كرج شمالي إيران، مراسم أربعينية له، وحضرت على مرقده في مقبرة “بهشت سكينة”، ولكن القوات الأمنية الإيرانية انتشرت في هذه المراسم وخلقت أجواء من الرعب وطالبت أسرته بمغادرة المكان.
وكان قائد شرطة محافظة سيستان وبلوشستان في إيران، أحمد طاهري، أعلن عن مقتل إمام مسجد زاهدان “مولاي مُتّقيان” سجاد شهركي وهو رجل دين “شيعي” برصاص “مسلحين مجهولين”. وبحسب وكالة أنباء “إرنا”، قال طاهري إنه خلال أذان المغرب استُهدف شهركي، رجل دين وإمام مسجد مولاي متقيان، من قبل “مسلحين مجهولين” أمام المسجد.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم حتى الآن.
وقوبل هذا الحادث بالإدانة الشديدة والشجب، في رسالة، لإمام جمعة أهل السنة بزاهدان، مولوي عبد الحميد.
وقال عبد الحميد في هذه الرسالة: “خبر الاغتيال الجبان لإمام مسجد في مدينة زاهدان سبب الأسف والألم. إنني أدين بشدة هذه الأنواع من جرائم القتل وأشجبها، مهما كان الدافع وراء ارتكابها”.
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت زاهدان مسرحًا لاحتجاجات المواطنين هناك، وقد قُتل 90 شخصًا على الأقل خلال إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين في 30 سبتمبر، والذي عرف بـ “الجمعة الدامية” في زاهدان.
وبدأت أحداث “جمعة زاهدان الدموية” بتجمع حاشد لأهالي هذه المدينة يوم الجمعة، 30 سبتمبر، احتجاجا على “اغتصاب عقيد في الشرطة لفتاة بلوشية” في تشابهار. لكن التقارير تشير إلى أن هذا التجمع قوبل بإطلاق نار من قبل قوات الأمن وتم قمعه بشدة.
من جهة ثانية، أعربت دول مجموعة السبع، اليوم عن دعمها للاحتجاجات المستمرة في إيران، مندّدة بالقمع “الوحشي” للسلطات الإيرانية والنشاط “المزعزع للاستقرار” الذي قالت إن طهران تمارسه في العالم.
وجاء في البيان الختامي الذي تم تبنّيه في نهاية اجتماع لمدة يومين لوزراء الخارجية في مونستر الألمانية “نعرب عن دعمنا للتطلعات الأساسية للشعب الإيراني لمستقبل تُحترم فيه حقوق الإنسان والأمن”.
ودان البيان “الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة” في حملة قمع الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ نحو شهرين بعد مقتل مهسا أميني في 16 أيلول ـــــ سبتمبر. وأشارت إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين والأطفال السلميين.
من جهة ثانية، تعهّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، «بتحرير» إيران، معتبراً أن المحتجّين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم. وقال بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمّع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين “لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً”.
ولم يُسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييغو. ولم يردّ مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق من قبل “رويترز”.
في المقابل، سارع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الرد على بايدن، فأكد أن بلاده “تحررت منذ 43 عاماً ولن تؤسر من جديد”. وقال رئيسي خلال كلمة ألقاها بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي “يريد الاستكبار من البلدان أن تكون أبقاراً له لحلبها”، مؤكداً أن “إيران لن تكون بقرة حلوب”.
وفي أحدث تحرك، احتشدت مجموعة من النشطاء الكنديين ذوي الأصول الإيرانية أمس الخميس، أمام القنصلية الأميركية في مدينة “فانكوفر” وقدموا رسالة إلى القنصل الأميركي تطالب الولايات المتحدة بالتحرك الفوري للإفراج عن المغني توماج صالحي وغيره من السجناء السياسيين، والاعتراف بثورة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية. كما طالب أكثر من 2300 شخصية علمية وأكاديمية أميركية، بمن فيهم حاصلون على جائزة نوبل والميدالية الوطنية للعلوم وميدالية فيلدز، طالبوا جو بايدن باتخاذ إجراءات فورية لمنع “القمع الوحشي” وقتل الطلاب المحتجين في إيران.
<
p style=”text-align: justify;”>وقد اعتصمت مجموعة من النشطاء الإيرانيين أمام الكونغرس الأميركي. في هذا الاعتصام، طالب هؤلاء النشطاء بالتفات ممثلي الكونغرس إلى انتفاضة الإيرانيين العامة والإجراءات العملية للولايات المتحدة لمواجهة اضطهاد النظام الإيراني.